حكاية البنت الفلات: اسرار وخبايا جمال البنت الفلات لازم تعرفيها

19687

تنويه واجب: هذه ليست بكائية، ولا لعنات موجهة للمجتمع الذكوري. هذه فضفضة حريمي خالصة لوجه الذكريات، وبعض الطمأنة لجيل المراهقات.

أتذكر يوم أحضرت بعض الحلوى لحفيدة خالتي، فتاة أكبرها بعشرة أعوام، كنت في الخامسة عشر أو ربما أكبر قليلاً، معجبة بفكرة أنني أصبحت قدوة لجيل أطفال جديد في العائلة، أفعل ما كان يفعله أبناء خالتي معي وأنا في هذه السن، بادرني وقتها والد الطفلة، والمصنف تحت بند خفاف الظل في العائلة، قائلاً: “لما يبقى يطلعلك (فترة سكوت موحية) مرتب وتشتغلي ابقي جيبي حلويات للأطفال”، ضحكت الأسرة كلها، أما أنا كمراهقة فقد كان هذا مشرط بالعرض في وجه أنوثتي.

كثيرات يعتقدن أن حب الصدر الكبير هو أمر عربي وربما مصري فقط، وهذه معلومة شديدة البعد عن الواقع. لو أنك تابعت أي مسلسل اجتماعي أجنبي، بشرط ألا يكون قد تعرض لرقابة عربية على المحتوى، لوجدت الفكرة عالمية، ولا علاقة للأمر بالتخلف والرجعية وخلافه، لا أقول إن تصنيف الفتيات بهذا الشكل مقبول، بل أقول إنه واقع إنساني عليكِ تخطيه لا جعله حاجزًا بينك وبين تقبُّلِك لجسدِك.

ليه فيه بنات فلات؟

علميًا تبلغ الفتاة في الفترة بين العاشرة وحتى الرابعة عشر، وهو السن الطبيعية، إلا أن الفروق الفردية تلعب دورًا خفيًا هنا، فهذه الفترة هي إحدى الفترات التي تحدث فيها طفرة النمو في جسد الإنسان، والطفرة هي فترة يتسارع فيها النمو بشكل ملحوظ، يزداد فيها الطول والوزن وتتغير الكثير من المناطق في جسد الإنسان.

الخدعة هنا تكمن في التالي:

كلما كان بلوغك مبكرًا استفدت بوقت أطول داخل طفرة النمو، مما يعني تغيرات ملحوظة أكثر عن مثيلاتك في السن اللاتي بلغن في وقت أبعد، أي أن نمو البالغة في العاشرة، ليس كنمو البالغة في الرابعة عشر، وهنا يأتي مصطلح “الفايرة” ليمثل البالغات في أول فترة طفرة النمو، واللاتي يستمر نموهن المتسارع لأربع سنوات، وتظهر فرقة “الفلات” وهن اللاتي يبلغن في أواخر الفترة، أي بعد الثالثة عشر والرابعة عشر.

تعرفي على: ما هي مقاسات البرا؟ دليلك الشامل لمقاسات البرا بالأرقام في مصر

حاجات تطمنك على فلاتك

هذا الوضع مؤقت

هناك العديد من العوامل التي تساهم في تشكل حجم الثدي، غير مرحلة البلوغ، ترجع للهرمونات ونظام التغذية وخلافه، إلا أن الأمر لا ينبغي أن يكون مُحيرًا لك، فهناك طفرة نمو ثالثة بانتظارك، كما أنك كسيدة تمرين بالعديد من مراحل تغير الهرمونات، مثل الإنجاب والرضاعة، والتي ستحسن الوضع كثيرًا.

الناحية الأخرى ليست بالسعادة التي تعتقدينها

تخيلي لو أن الجميع يعرف متى بلغتِ تحديدًا.. يحدث هذا بالفعل مع الفتيات البالغات في بداية سن طفرة النمو، حيث تتغير أجسامهن بين يوم وليلة، وتتوجه كل الأنظار إليهن فجأة، صدقيني هذا أمر مزعج.

ذوات القياسات الأكبر في حجم الصدر يعانين بشكل مستمر، ليس فقط من التعليقات السافرة في الشوارع، ولكن من قياسات الملابس التي عليهن تجنبها، أزرار القمصان، نوعية الصدريات التي يحظر عليهن ارتدائها وإلا زادت الوضع لفتًا للانتباه، بل أن للأمر بعض الأضرار الطبية، ففي بعض الحالات يمثل الصدر الكبير وزنًا زائدًا يرهق الرقبة والعمود الفقري، ويسبب أوجاعًا مزمنة.

الرجال يعانون من نفس التصنيف

هذا السفروت قليل الحجم رفيع الصوت، الأمرد، هو النظير المشابه لحالتك من الرجال، وهذا التعيس لا يتلقى تعليقات محسوسة وعلى استحياء كل حين وآخر، بل هو أضحوكة مجتمعه الذكوري الذي يضطهده ويتهمه في رجولته بسبب ودون سبب بشكل يومي.

أتذكر يومًا كان هناك وفد من صديقات أمي في العمل يلتف في صالون بيتنا لأداء واجب العزاء، ولسوء حظي يقع باب غرفتي مباشرة في وجه الصالون، خرجت نصف نائمة أحاول تذكر أسماء كل هذه الوجوه التي ترمقني بلا حجاب للمرة الأولى، سلمت على سيدة تلو الأخرى حتى فتحت إحداهن الحديث عن أنني كبرت وينبغي تزويجي، إلا أن واحدة من آخر الصف قدمت لتبدي اعتراضها، معللة ذلك بأن هذا “الليمون” لا زال أصغر من اللازم.

تعليقات كتلك مع بعض الكركر مرمر، من شأنها أن تصنع أجواء مرحة في جلسة عائلية أو حريمي، إلا أنها في الحقيقة ترسب داخل الفتاة عدم رضا وشعور بالنقص حيال جسدها، تحولها إلى شخصية مهزوزة ضعيفة أمام أصغر كلمة إعجاب، تخلق تلك الضحكات التي يظن قائلوها أنها لطيفة، مشكلة في حياة الفتاة لا أصل لها.

أشياء كثيرة عن فترة بلوغي أتذكرها عندما أذهب مع أصدقائي لسينما أو نادي أو مول في الصباح صيفًا، وألتقي بالجيل البالغ حديثًا أو على وشك، شعور كبير بالامتنان لجيلي وأيامي وفترتي يغمرني عندما أنظر لتلك الوجوه الصغيرة، فيمنعني من تأمل براءتها “ديب لاينر” و”اكستنشنز” و”تاتو” حواجب، تسقط من فمي الكثير من الـ”يخيّبك”.

لا أستطيع أن أغض بصري عن العلاقة الواضحة بين طريقة التصنيف تلك، وتلاشي براءة الفتيات الصغيرات في الأجيال الحديثة واحدة تلو الأخرى، لا أقصد قلوبهن وعقولهن، ولكن الهيئة الخارجية، يبدون وكأنهن فتيات جامعيات قد تقلصن بذات الدواء الذي وُضِع لكونان.. ليه يا حبيبة ماما؟!

لن تهرب النكد والمسؤولية وأدوات المكياج إلى أي مكان، بل أن أعوامًا كتلك التي تعيشينها هي التي ستهرب ولن يعوضها شيء، أن تركضي في الشارع دون أن يلفت هذا نظر أحد، دون أن يهتز فيكِ شيء، أن تلعبي وتسبحي وتفعلي ما يحلو لك، هذه أشياء لا تُشترى.. لينسز زرقا إيه! يخيبك!

المقالة السابقة6 طرق لتخفيف ضغوط السينجل ماذر
المقالة القادمةسينجل ماذرز السينما المصرية بين الأمس واليوم
ندى محسن
كاتبة وصحفية مصرية

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا