6 طرق لتخفيف ضغوط السينجل ماذر

918

فلنتفق أولاً، على أنه في عالم مثالي، من حق كل طفل يولد على هذا الكوكب، أن يحظى بأب وأم مُحبَين ومتفاهمين، ومدركين لما يلقيه على عواتقهم وجود الأطفال من مسؤوليات، ومستعدين تمامًا لرحلة طويلة من المشاركة والعطاء والتعلم. ولكن الحقيقة أننا نحيا في عالم خالٍ تمامًا من المثالية، مليء بخيبات الأمل والخذلان والقصص الحزينة التي تفطر القلب، نبذل جهدًا في سباحة آمنة مع التيار، ولكن تأتي الرياح -كثيرًا- بما لا تشتهي السفن.

 

وهو ما حدث لمئات الأمهات اللاتي وجدن أنفسهن وحيدات على دفة السفينة، وليس أمامهن سوى خيار الاستمرار والنجاة. ووسط كل أمواج الضغوط الاجتماعية والمادية والأسرية، تؤجل معظم الأمهات أنفسهن، ويعتبرن راحتهن رفاهية، أو حتى يفوتهن التفكير في ما يقلل من سعار الساقية وقسوتها.

هذه 6 أفكار للأمهات الوحيدات، تساعدهن في تقليل الضغوط، أو على الأقل وضعها تحت السيطرة:

 

1- صحتك رأس مالك

غالبًا ما تنسحق الأمهات تحت وطأة المهام اليومية بتفاصيلها الكثيرة المعقدة والمتزايدة، حتى يكتشفن أن عرضًا صحيًا ما كان عارضًا وبسيطًا، يزداد إلحاحًا يومًا بعد يوم. تميل الأمهات لتجاهل آلامهن ما دام اليوم يمر والحياة تسير، ولكن “البيضة الأول ولا الفرخة؟”، تتعب المرأة جسمانيًا فتشعر بالضغط والعجز وتتأثر تأثرًا نفسيًا شديدًا، أو تتكاثر عليها الضغوط وتكتم شكواها حتى يعترض جسمها ويعلن احتجاجه الرسمي عن طريق الألم؟

في كلتا الحالتين، صحتك ليست رفاهية أبدًا، واهتمامك ببر جسمك صحيح أنه سيعزز طاقتك في رحلتك الصعبة، ولكنه أيضًا سيحتفظ بمعنوياتك مرتفعة وحالتك النفسية في حال أحسن. من منا لا يسُرها وقد يكفيها من يومها أن تنظر للمرآة فترى وجهها نضرًا وبشرتها صافية وخدودها متوردة بالحمرة؟!

حافظي لنفسك على الحد الأدنى من النظام الصحي: روتين رياضي، وكشف دوري سنويًا على الأقل، ووجبات صحية غنية، ولا تهملي أبدًا عَرَضًا صحيًا يزعجك.

 

2- اضبطي ميزانيتك

الضغوط المادية هي أحد الكوابيس الكبيرة التي قد لا تنتهي، وأنتِ معذورة تمامًا، خصوصًا في بلد تتزايد فيه الأسعار بشكل مجنون، ولا تتضاءل فيها قيمة الادخار. ولكن حاولي أن تكوني منظمة ما استطعتِ، يمكنك تخصيص أجندة للمصاريف، سجلي فيها بشكل دوري احتياجاتكم اليومية والشهرية والموسمية، وجنِّبي مبلغًا شهريًا للطوارئ، وحاولي الالتزام بحدود الخطة، كلما كنتِ أكثر التزامًا ببنودك المحددة سلفًا أمكنك تقليل مفاجآت الإفلاس في نهاية الشهر.

 

3- أنتِ لستِ أمًّا خارقة

“أنا أم وأب”، هذه الجملة التي ترن في آذان الأمهات الوحيدات بلا رحمة وبلا توقف، وتعذب ضمائرهن، فلا يهدأ لهن بال أبدًا. تذكري دائمًا أن ما يسعد أطفالك ليس ماركات ملابسهم، ولا اشتراكهم في أكثر من لعبة رياضية، أو توريطهم في كورس هنا، ومجموعة هناك، وقبلها أيام دراسية طويلة تنتهي بواجبات منزلية مرهقة. خففي من حِدة الحياة بما يتناسب مع توفير جو هادئ ومرح لك ولهم، ومع ما يخلق بينكم أوقاتًا دافئة وحميمية، ساعة من لعبك الهادئ مع أطفالك على البلايستيشن تسعدهم أكثر بكثير من زجك بنفسك وبهم في طاحونة الإنجاز التي لا تسمح لأحد منكم بالراحة. خططي جدولك دائمًا بما لا يضغط على حالتك النفسية، لأن أمًا سعيدة ومبتسمة هي ما يود أطفالك أن يرونه دائمًا.

 

4- ابحثي عن دائرة دعم

لأنكِ ستكونين بحاجة دائمة إلى الفضفضة والحديث وربما البكاء، في دائرة لا توفر إلا الدعم، بعيدًا عن اللوم والعتاب والوصم. حافظي لنفسك على دائرة قريبة من الدعم المحب، قد تكون من الأهل والأقارب، أو الأصدقاء، أو حتى من مجموعات التواصل الاجتماعي التي تتشابك وتتشابه ظروفها مع ظروفك، وتتفهم جيدًا طبيعة مشاعرك وما تمرين به. إذا شعرتِ أنك بحاجة لمتخصص نفسي يساعدك في التعرف على مشاعرك وأفكارك، فلا تترددي في الذهاب؛ صحتك النفسية ليست رفاهية.

 

5- خصصي وقتًا لنفسك

لن يكون بإمكانك احتواء آخرين ما لم تجدي وقتًا كافيًا لاحتواء نفسك. خصصي ساعة أو حتى نصف ساعة يومية لقهوتك، واقضي وقتًا هادئًا تستمعين فيه لصوت أفكارك ومشاعرك، وتنفصلين فيه عن الجري السريع وملاحقة الأدوار التي تفرضها عليكِ ظروفك. خصصي أيضًا وقتًا أسبوعيًا للخروج مع أحد أصدقائك المُقربين، واشتري لنفسك بين الحين والآخر هدايا تسعدك، تكافئين بها نفسك على قوتك.

 

6- نظمي وقتك

على الرغم من أن هذه الخطوة تبدو من تراث التنمية البشرية سيئ السمعة، فإن تنظيم الوقت هو الخطوة التي من شأنها أن تُحسِّن توقعاتك من اليوم، وتساعدك على الخروج منه بأكبر درجة من الرضا، خصوصًا إذا التزمتِ بتخطيط جدول واقعي ومنطقي، دون توقعات خيالية أو مبالغة، وإذا حافظتِ فيه على وضع وقت خاص لنفسك، ووقت هادئ تقضينه مع أبنائك في اللعب أو مشاهدة حلقة من مسلسلكم التليفزيوني المفضل.

يمكنك الاستعانة بواحدة من أجندات التخطيط اليومي المنتشرة بالمكتبات، وحاولي أن تُدوِّني بها خططك للعمل والمطبخ والزيارات العائلية والتمرينات والمصالح والمذاكرة وغيرها من التزاماتك اليومية، تنظيم الوقت رغم صعوبته بالنسبة للكثيرين، ولكنه حل سحري دائمًا وأبدًا في تخفيف الضغوط والتوقعات.

 

وقبل كل الخطوات السابقة، فإن الخطوة الأولى لتقليل الضغوط وترويض توحشها، هو عزمك وقرارك الحاسم بأنك أقوى من كل الضغوط، وأن بيدك أنتِ أن تضعينها تحت سيطرتك وتصرفك، وليس العكس. ثقتك بنفسك هي مفتاح السلامة والعبور، فمهما كانت مخاوفك وشكوكك وحساباتك، لا بد أن تظل ثقتك بقدرتك وقوتك خارج المعادلة، أنتِ قوية، والأهم، أن كل الصعب سيمر.

 

مصدر 1

مصدر 2

http://www.momjunction.com/articles/ways-single-moms-cope-with-loneliness_00389605/

 

https://singlemomsincome.com/7-ways-single-moms-can-reduce-stress/

المقالة السابقة10 نصائح لتربي أبنائك وحدك
المقالة القادمةحكاية البنت الفلات: اسرار وخبايا جمال البنت الفلات لازم تعرفيها
كاتبة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا