10 أسئلة وجودية تحددلك طريق حياتك

2451

بقلم/ كارين عزت

 

عادةً موسم بداية سنة جديدة، بيبقى الوقت اللي بنبدأ نفكر فيه إحنا عملنا أو بنعمل إيه في حياتنا، ويمكن يتحول مع ناس لما يسمى بـ”اكتئاب الأعياد أو الاكتئاب الموسمي”، في دراسة بتقسم حياة الإنسان لـ10 مواسم، ولكل موسم فيه سؤال جوهري بنحتاج نجاوب عليه، عشان يكون القاعدة اللي بتجهزنا للمرحلة اللي بعدها.

 

هل أنا محبوب؟” من 0 -3 سنوات:

أيوة.. في السن ده لا شعوريًا، السؤال ده بيتجاوب جوة الطفل، لو إجابة السؤال ده كانت بالإيجاب فإحنا قصَّرنا على نفسنا مسافات كتير قدام، والطفل ده غالبًا هيكون صراعه أقل مع الـ9 أسئلة اللي جاية، لأن الأساس صح.

 

السؤال ده بيتجاوب عند الطفل لما احتياجاته تتسدد في مواعيدها، لما ميتسابش يعيط كتير وهو مش مفهوم أصلاً بيعيط ليه، لما يتحضن حضن دافي كفاية، لما يتحب ويتخدم من غير تذمُّر ومن غير ما يحس إنه متعب، فيحس إنه مرحب بيه ومقبول بشقاوته، بتخريبه، بعكه، بغلطاته، بكل حاجة. محبوب وخلاص.. من غير أي شروط أو متطلبات محتاج يعملها عشان “أحبك”.. من الآخر مش محتاج يدفع تمن إنه يتحب.

تعرفي على: كيفية الاجابة على اسئلة الاطفال المحرجة

“هل أنا مركز الاهتمام؟” من 4 – 8 سنوات:

عادةً السؤال ده بيكون أصعب للطفل الأوسط، وأحيانًا الطفل الأكبر بيصارع معاه لما يجيله أخ وهو في السن ده، فبعد ما كان مركز الاهتمام والحب بيجيله منافس، وبينزل هو من على المسرح! فممكن يبدأ يعمل حركات عنيفة يحاول يقول بيها “أنا موجود.. شوفوني” وطبعًا حدة السلوك ده بتزيد أو تقل حسب إجابة السؤال الأول جوة الطفل، فإذا كان عارف إنه محبوب ودى حقيقة مؤكدة جواه، فمش هيصارع كتير في السؤال ده، لو الاهتمام اتوزع عليه وعلى أخوه.

 

والعكس بالعكس.. لو مش مؤكدة جواه الفكرة دي، هيفضل “يطنطط” حرفيًا عشان يورينا نفسه، بالتمارض، بالتبول اللا إرادي أحيانًا، وبالكلام الكتير وحكي قصص طول الوقت أحيانًا أخرى، بالضرب ممكن.. هيستخدم كل الأسلحة اللي معاه عشان يجذب الانتباه.

 

مين أنا؟!” من 9-12 سنة

وهنا الطفل بيبدأ يبلغ ويبدأ يصارع مع سؤال مين أنا؟ سواء فسيولوجيًا أو نفسيًا.. والمرحلة دي خطر قوي، لأن لو الطفل معداش منها سليم هيبدأ يصارع مع واحدة من أكبر الأزمات لجيلنا، وهي “أزمة الهوية”.

 

“إيه اللي بعرف أعمله كويس؟” من 13 – 18 سنة

السؤال اللي بيكون مستخبى ورا السؤال ده هو “إيه اللي بيعرّفني؟”، إيه اللي ممكن يقول أنا مين؟ إيه اللي مميز فيَّ؟ وهنا الطفل أصبح في مرحلة المراهقة، وبدأ يدوّر هو شاطر أو مميز في إيه، فتلاقى فيه أولاد موهوبين موهبتهم بتظهر وتلمع قوي في الفترة دي. وده أكتر وقت مناسب إنهم يكتشفوا شغفهم.

 

بلاش نطفيهم ونقول أصل “وراهم مذاكرة”. فيه أولاد تاني مواهبهم جايز مش واضحة، أو معندهمش من اللي المجتمع بيصنفه كـ”موهبة” لامعة كده، فيبدأ النوع ده من الأولاد يكش شوية ويحس إنه شخص عادي. يبدأ يكبر معاه أزمة هوية حلوة كده.

 

والحقيقة إن الأهل في المرحلة دي ليهم دور مش قليل، في إنهم يشجعوا المراهق، يجرب حاجات كتير ويحضر ورش وتدريبات لحد ما يلاقي الحاجة اللي فعلاً بتميزه وبيعرف يعملها، بلاش يتهموه إنه مشتت ومش عارف هو عايز إيه وماشي ورا أصحابه، لأن ده طبيعي إنه يكون مشتت دلوقتي وهو لسة بيكتشف نفسه وبيلاقيها، وطبعًا مش شرط خالص يعني يكون التفوق الدراسي على رأس قائمة الحاجات اللي بتميز كل طفل مصري.

 

“أنا رايح فين؟” من 19 – 22 سنة

وهنا بتبدأ “الأسئلة الوجودية” زي ما بيسموها، هي الحقيقة موجودة عند الطفل من أول ما يتولد، بس هنا هي بتبدأ تدخل حيز الإدراك أكتر من أي وقت فات. بنبدأ نفكر هو أنا عايز أعمل إيه في حياتي؟ وهل اللي أنا فيه ده هيوصلني له؟ هل دراستي هتوصلني له؟ أو هل اللي أنا بعمله انهارده أيًّا ان كان هيوصلني للي أنا عايزه ده بكرة؟ أو حتى بعده؟ وهنا بيبدأ كمان القلق من المستقبل ومن إن بكرة ده مجهول والمكان اللي أنا المفروض رايحه ده مش معروف ملامحه.. ويا ترى هعمل إيه بعد الجامعة؟ هتجوز؟ ههاجر؟ هحضر دراسات عليا؟ هعمل كاريير شيفت؟ وهلم جرًّا.

 

إيه اللي يناسبني؟ إيه اللي بحب أعمله” من 23 – 30 سنة

عادة المرحلة دى بتبدأ إنك خلاص اترميت في سوق العمل، ويلا عوم.. والأسئلة اللي مكنتش لاقيلها إجابة في المحطة اللي فاتت، بقيت دلوقتي بتجاوبها “لايف” أو بالتجربة والخطأ. يمكن في ظروف بلدنا، الفرص قليلة وما بنصدق نلاقي شغلانة، بس ده أحسن وقت إننا ناخد قرارات فيها مجازفة، عشان بس نبقى بنعمل اللي بنحبه، جايز نعمل كارير شيفت، وجايز نعمل مشروعنا الصغير بجانب الشغل اللي بيجيب فلوس أو نفتح شركة “ستارت آب”، ممكن نشتغل بموهبتنا ونسيب مجال دراستنا، وجايز نكتشف إن إحنا محظوظين كفاية واللي إحنا بنشتغل فيه ده بالظبط اللي بنحبه. اختيارات كتير بس مهم نعرف هو إيه بجد اللي بنستمتع وإحنا بنعمله.

 

“إيه اللي أنا ناجح فيه؟” من 31 – 40 سنة

لو في المحطة اللي فاتت مأكلتش من ثمر اللي وصلتله وعرفت إنك بتحبه، ففي المرحلة دي إحنا بنحتاج ناكل من ثمر اللي بدأنا نعمله، لأني مش بس محتاج أعمل حاجة بحبها، لكن كمان محتاج أنجح، وأدوق طعم النجاح ده، سواء كان النجاح ده متمثل في إن يكون ليك جمهور، أو في عائد مادي، أو في ترقيات، أو حتى في نجاحك في تربية أولادك.

 

“إزاي أضاعف النجاح ده؟” من 41 – 50 سنة

وهنا الشخص بيبدأ يفكر إزاي نجاحه ده يتضاعف، بيكون استقر شوية ماديًا، وداق طعم النجاح، وبيتمنى إنه يضاعفه، ويأكل غيره كمان من ثمره. بيبقى جواه اشتياق إنه يستثمر في ناس أو لناس.

 

“إيه الرسالة اللي أحب الناس تفتكرني بيها” من 51- 65 سنة

سمعت مرة عن واحدة اتسألت في مقابلة عمل سؤال غريب، بس هو عاجبني بصراحة وهو “إيه خططك لما تطلعي على المعاش؟”، والحقيقة إنه بالظبط اللي ورا السؤال ده هو: إيه الرسالة اللي نفسك تسيبها وراك؟ لأن الرسالة دي بطريقة أو أخرى هي اللي هتحدد إنت هتعيش إزاي دلوقتي وإنت لسة في مقتبل عمرك. وهنا الشخص تلاقيه بدأ يميل أكتر للأعمال الخيرية، وإنه يسيب بصمة وأثر في حياة الناس اللي حواليه.

 

“إزاي أكون مصدر حكمة؟ ولمين؟” من 65 – 75 سنة

في السن ده طبعًا الشخص بيكون كبر في السن وعنده من الخبرات ما يكفي إنه يكتب كتب، بيبقى محتاج يحس إن الخبرات دى مصدر نفع لحد، وينفع إنها تكون بتُستثمر.. بيبقى دايمًا عنده ميل إنه ينصح ويعلّم حتى لو هو مكانش كده زمان.. وده احتياج طبيعي ومحتاجين نتفهمه ونستفاد كمان بيه.

 

الحقيقة إن كل إنسان فريد قوي، وياما فيه ناس اكتشفوا اللي بيحبوه عند سن الـ50، وقرروا يعملوا كارير شيفت، ولسة بشوف ناس بتبدأ مشروعها الخاص بعد ما جوّزت عيالها.. أي دراسة زي دي هي بس محاولة إنها تعبر عن الاحتياج الطبيعي اللي بيكون عند كل إنسان في كل مرحلة، جايز ده يساعدنا إننا نعرف هو ليه إحنا مش عارفين نجاوب سؤال المحطة اللي إحنا فيها، لأن فيه محطات قديمة فاتتنا ولسة بنصارع معاها. وجايز برضو نكون عايزين نسبق الأحداث ونجاوب على كل الأسئلة مرة واحدة، وبنزعل قوي لو نجاحنا ده لسة متضاعفش وإحنا لسة أصلاً مكتشفناش إيه اللي بنحب نعمله وينفع ننجح فيه.

 

المصادر:

منهج ASPIRE من شركة ECDC مصدر الدراسة

موضوع مراحل النمو النفسي من كتاب “مقدمة في المشورة- الجزء الأول”

المقالة السابقةثلاثة محاور ربما تغير حياتك كليًا.. أو عادي متغيرش
المقالة القادمةما تعرف عن ذوي متلازمة داون؟
نون
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا