ليه أول مرة تملي صعبة؟! صفحة من مذكرات عروسة جديدة

711

 

منى عبد الفتاح

 

مهما كنت شخص مسؤول، وشايل حاجات في بيت أهلك، أو كنتي شاطرة في شغل البيت، ويا جماله يا تكاته يا حركاته في الطبيخ.. هتفضل أول فترة، وأول مرة في كل حاجة في بيتكم مختلفة تمامًا.

 

كلمة “مُختلفة”.. كلمة غريبة شوية، جايز تكون الأنسب في التعبير عن الحاجة اللي متقدرش أبدًا تقول إنها وحشة، بس برضو مش قادر تحدد هي حلوة ولا إيه.. مش مستسهلها، وفي نفس الوقت مش عارف هي صعبة ليه؟ هو أول الجواز كده.. إنت بتبقى سعيد.. شايف نفسك سوبر، داخل بصدرك ومتحمس.. هعمل، وهسوي، وهرتب وهعزم.. وفي لحظة ما، لمبتك الحمرا بتنور وبيتردد جواك وبقوة سؤال: يا إلهي! ما هذا الذي فعلناه بأنفسنا؟!

 

 

الجواز زيه زي كل حاجة.. فيه الحلو وفيه الوحش، ودي مش معلومة.. لكن الممتع فعلاً -على الأقل بالنسبالي- هو اكتشافك لجوانب جديدة تمامًا في نفسك وفي شخصيتك، لما تجرب تعمل كل حاجة، لأول مرة.

 

أول مرة في الجواز.. بتبتدي من أول ثانية بعد الفرح، فكرة وجودك مع شخص ما لأول مرة في مكان لوحدكم.. في حياة كاملة لوحدكم.. غريب شوية.

قبل ما أتجوز.. ماما كانت دايمًا تقولي إن الجواز بيعدي فوق كل سنين الحب وبين العشرة مهما طالت.. وبتحس إنك قصاد شخص بتقابله لأول مرة.. بس اللي اكتشفته إن الجواز هو تجربة شخصية بحتة مفيهاش قوانين وإنما كلها متغيرات بتختلف باختلاف شخصيات أصحابها، وإن أول مرة.. بتحط فيها قواعد كتير.. ولو قررت إنك وقتها تحط الغربة ما بينكم، وتستغرب وتقلق وتخاف، هتفضل وقت طويل قوي عشان تقدر تخرَّج العلاقة منهم، وفيه ناس مبتنجحش في ده أصلاً.. طول العمر.

 

لمّا الجواز بقى تجربة شخصية بعيشها، مش مجرد قصص وحكايات بسمعها من صاحباتي وقرايبي، أدركت إن جزء كبير من سر نجاح الجواز، هو سلوكنا في التعامل مع أول مرة في كل حاجة، وفي أول فترة بوجه عام، لأسباب مش معروفة، الناس بتحب -أو جايز يكون ده بيحصل من غير قصد- إنهم يبينوا أفضل ما فيهم خلال الفترة الأولى، أول كام يوم، أول كام شهر، أو حتى أول كام سنة. ولأننا مش ملايكة بطبيعتنا، بنزهق أو طبعنا بيغلب التطبع، فالحقايق تبان وتيجي الصدمة، بيتفاوت حجمها من ناس لناس. بس أهي صدمة والسلام.

 

وتجنب الصدمة دي مش محتاج معجزة، ومش محتاج أي شيء في الحقيقة غير إنك تكون نفسك، توضح للطرف التاني الحاجات اللي بتحبها وبتبسطك، وقبلها الحاجات اللي بتضايقك، مهما تخيلت إنها تافهة أو خفت من نظرة شريكك ليها، حط قواعد بيتكم وحياتكم، حتى لو كانت القواعد دي إنك بتحب شبشب الحمام يكون غير شبشب البيت، أو مبتحبيش تمسحي البيت بعد المغرب، قواعد أول فترة هي اللي بتكمل العمر كله، وهي اللي بتساعد إنكم تكملوا سوا يمكن بأفضل طريقة ممكنة.

 

طبيعتنا كبشر، بتخلي أول مرة في كل شيء محفورة في ذاكرتنا. زمان كان فيه إعلان مناديل، الشعار بتاعه بيقول “لأن الانطباع الأول يدوووم“، وهو بيدوم فعلاً، وتقريبًا كلنا مرينا بتجربة إنك تقعد سنين تغير انطباع شخص خده عنك في موقف ممكن يكون صغير قوي. في الجواز الموضوع مختلف، عشان مش دايمًا بيبقى فيه فرصة تغير انطباع غلط أخده عنك شريكك، وأول فترة هي فترة الانطباعات كلها، لو في أول مرة طبيخ عملتي أكلة حلوة جوزك هيشوفك خليفة الشيف حسن والشيف شربيني، الاتنين (بصوت سعيد صالح في العيال كبرت)، ولو الطبخة منجحتش واعتذرتي بطريقة لطيفة، هيشوفك شخص بيعرف يعتذر ويقدرك جدًا، ولو إنتي في موقف زي ده خدتها واتغديتم برة، هتشوفك سوبر هيرو.. من مرة، لو كانت أول مرة.

 

 

أول مرة في كل حاجة، وأي حاجة في الجواز ممكن تكون حاجة تخوف شوية.. توتر على حيرة، وشوية مشاعر كتير فوق بعض، بس تفضل أكتر حاجة ممتعة حقيقي، أصل الروتين هو أكبر عدو للجواز، طول ما عندكم حاجات بتجربوها وبتعملوها لأول مرة يبقى إنتو في الـsave side، يبقى لسة فيه اكتشافات وحاجات تاني تضحك، وحاجات برضو هتتخانقوا وتتصالحوا عشانها. أهم حاجة تكونوا مدركين إن حلاوة أول مرة مش في إنها تتم بشكل مثالي، وإنما حلاوة أول مرة بتكمن في كونها أول مرة.. أول مرة وبس.

 

يا إلهي! ما هذا الذي فعلناه بأنفسنا؟!

 

المقالة السابقةما الخطأ في أن تكون عاديًا؟!
المقالة القادمةسنة كبيسة ولكن..
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا