انجي ابراهيم
تم نشرة في 04/02/2014
“مستهون بالستات يا خويا.. دولا مجانين”.
صباح أو مساء الخير، الكلام الجاي مش هيكون مانيوال للتعامل مع الستات، اعتبرها حقائق علمية، زي بالظبط الحقيقة اللي بتقول إن الشمس بتشرق من المشرق، وإن المعادن بتتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة.
إحنا مجانين، آه والله زي ما بقولك كده، ممكن فجأة تلاقي مراتك/ خطيبتك/ حبيبتك مكتئبة من غير سبب، تقعد إنت تفكر، يا ترى مالها؟ حد زعلها؟ أنا غلطت ف إيه؟ تكونش زعلت لما كنسلت عليها واتصلت بعد نص ساعة؟ افتكرت حاجة ضايقتها؟ ولو إنت فطن شوية ممكن تبتدي تفكر هل الدورة الشهرية قربت فهي متوترة؟ أو الدورة الشهرية اتأخرت فهي مضطربة؟
عزيزي الرجل.. متحاولش تستنتج أي حاجة، هي حالة كده بتيجي للستات من غير أسباب منطقية، طبعًا مفيش مانع إن يكون فيه سبب فعلًا من الأسباب السابق ذكرها حاصلة، بس كمان ممكن جدًا يكون ضيقها ده من غير سبب، المهم إنك متحاولش تضغط عليها ولا تحاول تكلمها بالمنطق، لأنها هتهب فيك والجدع يبقى يقفل بقها، وساعتها على فكرة إنت هتكون غلطان.
“دول كاربونة وحياة أبويا، دولا مجانين، هانم وللا بمنديل بقوية، دولا مجانين”.
الراجل اللي بيفتكر إن مراته/ خطيبته/ حبيبته هتكون مختلفة لمجرد إنها مثقفة أو إنها بتشتغل في مركز مرموق أو خريجة مدارس لغات، أحب أقولك إنك غلطان، الستات كلهم زي بعض، آه ده تعميم، ومفيش ست مبتتعصبش لما بتيجي سيرة البنت اللي كنت مرتبط بيها قبل كده، (خلينا نسميها مجازًا سارة مثلًا). سارة يا عزيزي بالنسبالها شخص مكروه، هي وأي حد من عيلتها، سيرتها لوحدها بتخلي المكان فجأة يعبق بريحة الخناق، وتبتدي تنهمر عليك أسئلة من نوعية هو إنتو سبتوا بعض ليه؟ اوصفلي سارة كانت بتتعامل معاك إزاي؟ لسه بتشوفها صدفة؟ لما بتشوفها بتحس بإيه؟ حافظ رقم تليفونها؟ طب حدود علاقتكم كانت واصلة لحد فين؟
ومفيش أي مانع إن الأسئلة دي تتكرر في كل مرة تيجي فيها سيرة سارة، ومتتخيلش إنك عشان جاوبت على الأسئلة دي مرة إن كده خلاص مش هتتسئل تاني، إنت بتحلم أحلام يقظة كتير شكلك!
“خد بالك من صنف الحرييييييم”.
التفاصيل.. خد بالك أوي من التفاصيل، عشان هي عندها قدرة لا نهائية إنها تعكنن عليك لو مخدتش بالك من السكارف الجديد، أو مضحكتش على حدوتة حكتهالك وهي معتبرة إنها مضحكة، أو مفرحتش بهدية هي جايباها ودافعة فيها دم قلبها، أو إنك تقولها هكلمك بالليل ومتكلمهاش، أو تنسى تقولها إنك بتحبها، أو توعدها بحاجة ومتنفذهاش.
مهما كانت متفهمة، ومهما كانت متعاونة، الستات كلهن بياخدوا بالهم من التفاصيل، متعملش من بنها بقى وتقول دي حاجة بسيطة، عشان كله هيتكوم على دماغك في الآخر، أنا قصدي أنصحك وأفهمك وإنت حر.
“لما الحنية بتبقى طالبة.. بيبقوا أمامير.. إنما يا حبيبي عليهم قلبة.. أشوف وشك بخير”.
الستات عندهم قدرة هائلة على احتوائك، على تفهم مواقفك، الست اللي بتحبك هتبلعلك الزلط على فكرة، هتعدي وتطنش وتعيط وهي كاتمة بُقها بإيدها عشان متسمعهاش والموضوع يكبر، بس متسوقش فيها يعني، عشان لما بتقرر تقلب الجو بيبقى زمهرير في عز الصيف.
هتستغرب إن الشخصية اللي بتطبطب دي ممكن تحدف في وشك دبش وقت ما تجيب آخرها، حاول متجيبش آخرها عشان مصلحتك، وعشان هي على فكرة بتكره نفسها لما بتعمل كده، طالما فعلًا بتحبك صدقني هي مبتعذبكش وهي مبسوطة، بالعكس بتكون متضايقة أكتر منك، بس ده بيكون رد فعل لا إرادي من الضغوط.
استحملها لمصلحتك ولمصلحة الدنيا والمجتمع والناس.
“دول دول دول خبلانة اللي فاهمهم راسه تعبانة.. تفهم إيه يحمّوك ف كنكة”.
اوعى ثم اوعى تتخيل إن معاك كتالوج مراتك/ خطيبتك/ حبيبتك، خالص على فكرة، الست عندها قدرة متجددة إنها تبهرك، ممكن جدًا تقولها جملة على سبيل التهريج وتلاقيها بتضحك عليها عادي جدًا بل كمان تئلش معاك، ونفس الجملة دي ف وقت تاني تخليها تقلب عليك وتنصبلك محكمة وتلاقي بقى تحقيق اتفتح كله بيدور حوالين إنت تقصد إيه بالجملة دي؟ طب إنت بتهرج ولا بتتكلم جد؟ لا لا لا الجملة دي مكنتش أتخيل إنها تطلع منك.
آه هو كده، الست متجددة دايمًا، مش إنتو بتشتكوا من الملل؟ أهي بتحاول تجددلك طول الوقت، المرة دي تضحك والمرة الجاية تقلبهالك ماتش ملاكمة إنت الخسران فيه.
اعترض بقى على حكمة ربنا.
“وأجارك الله بقى على ده سلاااااااح”.
النكد، العياط، التسامح المبالغ فيه، الطيبة وقت عصبيتك، البصة اللي كلها تأنيب ضمير واللي ممكن تحرقك وإنت واقف، كل دي أسلحة الستات بيستخدموها لعقابك، صدقني متلومش حد غير نفسك وقتها، لإن الستات مبيطلعوش أسلحتهم غير فعلًا وقت الحاجة، فلما تلاقي ده بيحصل اعرف إنك عملت مصيبة، وحاول تطلب السماح بصدق، يمكن تغير موقفها.
“دول دول دول خبلانة تواضع منهم قعدوا معانا”.
الستات عارفين ومتأكدين إنهم بيحققوا المعجزات، لون التيشيرت اللي إنت مش عارف توصفه وهي تقولك بسهولة إنه أخضر، تذكيرك بمكالمة فلان عشان ميزعلش، رنتها عليك الصبح عشان تصحى تروح الشغل، تفكيرها في بكام وليه وإمتى، كل دي حاجات بتخليها هايبر طول الوقت، فمتلومهاش على كده، احمد ربنا إنها في حياتك، ده تواضع على فكرة، تخيل كده حياتك لو فضلت عايش طول عمرك متخيل إن التيشيرت الجديد لونه تركواز في حين إنه -فعلًا- أخضر.
“شق البطيخة وع البركة”.
العلاقات زي البطيخ، مهما حاولت تبصلها وتطبطب عليها بإيدك وتنقي الفكهاني الموثوق فيه، هتفضل برضو النتيجة مبهمة.
قدّر إن الست بتبقى متخوفة من العلاقة طول الوقت، لو إنتو مرتبطين بتكون متخوّفة من العقبات اللي ممكن تقف في طريق الخطوبة، لو إنتو مخطوبين بتبقى متخوّفة من إن الجواز يتأخر أو إنك ترفض تمضي ع القايمة (اللي مالهاش أي قيمة في نظرها بالمناسبة)، ولو إنتو متجوزين بتكون متخوفة من اليوم اللي هتمل منها فيه وتبتدي تشوف قد إيه زميلتك في الشغل حلوة ودمها خفيف.
متكابرش، إنت كمان بيكون عندك تخوفات، الحل الوحيد إنك تتعامل مع تخوفاتها عشان هي كمان تعرف تتعامل مع تخوفاتك وحدة الجنان تقل في البيت شوية.
الكلام اللي فات ده عن الستات، من ست زيهم، عارفة قد إيه الستات بيتعبوا في المجتمع ده، قد إيه بيفكروا، قد إيه همّ مش مرفهات زي ما إنت متخيل.
الستات -إن جيت للحق- مش مجانين ولا حاجة، الستات طول الوقت مشاعرهم شغالة، عواطفهم متقدة، عشان كدة بيزعلوا بسرعة وبيهدوا بسرعة، بيخافوا ويقلقوا ويحبوا، بيطبطبوا وبيشعللوا الدنيا، بيحتووا وفي نفس ذات اللحظة بيكرهوك في عيشتك.
الست، كائن معجون بالهرمونات، إحنا اتخلقنا كده، زي ما إنت بتطلعلك دقن غصب عنك، هما كمان هرموناتهم بتتحكم فيهم غصب عنهم.