التوقعات المرئية لزواج ناجح

1108

“التوقعات المرئية” ده كان اسم كتاب خارجي زمان، كنا بنشتريه عشان نشوف شكل الامتحان هييجي إزاي وإيه أكتر الحاجات اللي متوقع إنها تيجي في الامتحان عشان منتفاجئش.

 

“التوقعات المرئية لا تخرج عنها أسئلة الامتحانات.. التوقعات المرئية نجاحك أكيد ومجموعك يزيد”.

ها.. افتكرتم الكتاب؟

 

لو إنتي طالعة من بيت أبوكي قريب، المقال ده ليكي، اعتبريه مانفيستو، طبعًا مفيش صح مطلق بس أنا في المقال ده هحاول أقولك توقعاتي المرئية عن الجواز، عشان تنجحي إن شاء الله ونفرح بيكي.

 

معظمنا قبل الجواز بيكون متخيل حياة وردية جدًا مع شريك حياته، خاصة لو الجواز عن حب، بنبقي متخيلين إن ساوند تراك حياتنا هيبقى صوت شادية وهي بتقول “وننام ونقوم ونقوم وننااااااام على حب في حب”، بنكون كمان متوقعين إن المشاكل المادية مش ممكن تأثر على حياتنا، وإننا هنبني حياتنا طوبة فضة وطوبة دهب وإن شالله ناكل زلط المهم إننا مع بعض، بنكون متوقعين إننا هنكون مستعدين طول الوقت نخرج ونتفسح ونروح عند صحابنا أو نستقبلهم في البيت وإحنا مبسوطين والضحكة من الودن دي للودن دي.

 

فيه ناس تانيين بيكونوا متوقعين إن الجواز معناه إنهم فقدوا حريتهم للأبد، هو بيبقى متوقع إنه هيعيش مع إلهة النكد عند الإغريق وهي متوقعة إنه هيتحول بقدرة قادر لسي السيد، وكل رومانسية ما قبل الجواز هتختفي وهيشنق كل الدباديب اللي جابهالها في الخطوبة.

 

بنكون متوقعين إننا هننام في أوضة متوضبة طول الوقت ونصحى مبتسمين ونبوس بعض بوسة الصباح، وهو يقولها صباح الفل يا أحلى حاجة في حياتي وهي تقوله صباح النور يا نور عيني، كمان بيبقوا متوقعين إنهم لما يخلفوا هيجيبوا طفل شبه اللي بيحطوه على علب حفاضات الأطفال.

 

أنا آسفة.. بس مضطرة أقولكم، لأ مفيش الكلام ده.

 

الجواز مش امتحان الإعدادية يا جماعة، الجواز كله انبهارات ومفاجآت، متخليش توقعاتك تعكنن عليكي، لا توقعاتك السلبية ولا الإيجابية ليها أي أساس من الصحة، واسأل مجرب.

 

التوقعات ممكن جدًا تعكنن عليكي حياتك، وتعكنن عليه هو كمان بالتبعية والموضوع يبوظ مننا، فعشان إحنا ناس كبار وعاقلين هنركن توقعاتنا على جنب ونتكلم بالعقل.

 

التوقعات فيها سم قاتل، صدقيني أنا، أكتر نسب الخلافات بتحصل بين البشر عمومًا بسبب التوقعات، لما نتوقع إن الرومانسية هتبقى سلوجان حياتنا هنتصدم أوي لما نتخانق، ونبقى متخيلين إن إحنا لازم ننفصل وإننا طلعنا مبنحبش بعض. ولما نتوقع إن النكد هيبقى هو السائد في البيت، ده هيخلينا نستغرب المودة اللي بتحصل بينا ونبقى متخيلين إنها حاجات مش حقيقية وطول الوقت متوقعين الأسوأ.

 

لما نبقى متوقعين إن المشهد اللي بييجي في الأفلام بتاع الزوج والزوجة اللي نايمين في سرير مريح جدًا وصاحيين منتعشين جدًا هيبقى أمر واقع، هنتفاجئ جدًا لما يطلع الزوج بيشخّر ولا لما يجيلك أرق وتحسي في الصيف إن المرتبة بتطلع صهد ومعندكيش تكييف، فبلاش توقعات عشان الجو مش متحمل أي طاقة سلبية الحقيقة.

 

لو عايزة تتأكدي إن التوقعات عن الجواز مش حقيقية، اقعدي مع واحدة صاحبتك، بس تكون أمينة شوية، واسأليها بمنتهى الصراحة، هل حياتكم بعد الجواز طلعت مختلفة عن التوقعات؟ وأراهنك إنها هتقولك يااااااه! كان نفسي حد يسألني السؤال ده من زمان عشان أقوله آه طبعًا.

 

هتكلم عن تجربتي الشخصية، أنا مثلاً مكنتش متوقعة خالص إننا هنتخانق، ولما كنت بقعد أدور على عيوب في جوزي مكنتش بلاقي أساسًا، ده طبعًا أيام الخطوبة، إنما دلوقتي وبعد عِشرة ما يقرب من سنة، اكتشفت إنه لأ فيه عيوب، وبنتخانق، بس بنرجع نتصالح بعدها عادي، الدنيا مبتقفش، في الأول التوقعات كانت بتجيبلي هلع رهيب وكنت بخاف جدًا من الخناقات، دلوقتي بقينا بنتخانق وبعدين ناكل جيلي بالموز عادي جدًا.

 

واحدة صاحبتي جوزها لما كان خطيبها كان بيغير عليها غيرة مجنونة، ومنعها من أقرب صحابها بحجة الخوف عليها، دلوقتي وبعد سنتين جواز الموضوع اتغير تمامًا، بالعِشرة الناس بتعرف تلاقي مخارج للحاجات اللي كانت مضايقاهم، يعني صاحبتي دي كانت متوقعة إنها هتعيش في سجن، بس لقت إن بالتفاهم وبالثقة المتبادلة الموضوع خف خالص ومبقاش بالحدة بتاعة أيام الخطوبة.

 

التوقعات هتسجنك جواها، وهتعمي عينيكي عن المخارج المتاحة، لو علّيتي سقف توقعاتك أوي قبل ما تخرجي من بيت أبوكي، عند أول ملف هتلاقي نفسك بتفكري جديًا إنك ترجعيله تاني، عشان كل أحلامك تحطمت على صخرة الواقع، في حين إنك لو مسبتيش التوقعات تتحكم فيكي وفي أحكامك على العلاقة، هتلاقي نفسك تلقائيًا بتدوري على حلول وسط.

 

يا جماعة ده حتى كتاب التوقعات المرئية بعد ما كنا بنحله كله من الجلدة للجلدة، برضو الامتحان كان بييجي صعب، وغير متوقع.

المقالة السابقةالباقي من الزمن
المقالة القادمةليلة الزفاف.. كل ولا تأكل
إنجي إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا