كتبت-إنجى الطوخى:
بعد فترة قليلة من ظهور أغنية “سوبر مان” للفنانة سميرة سعيد التي تنتقد التحول الكبير في شخصية حبيبها، من شخص وسيم رياضي يضع مشاعرها واحتياجاتها في أولوياته، إلى شخص لا مبالٍ كئيب يهمل حتى النظر إليها، ظهرت أغنية “إنتي أي كلام” لمخرج الإعلانات وبرنامج “أبلة فاهيتا” تميم يونس، والتي تعتمد على جملة واحدة طوال الأغنية، هي “إنتي أي كلام”، وهي جملة ينتقد فيها تميم حبيبته التي تركها- حسب تسلسل الأغنية.
طريقة تعبير الرجل vs. الست، عن المشاعر.. غير!
على الرغم أن أغنية تميم ساخرة إلى حد ما، فإن ظهور الأغنيتين في نفس التوقيت مثَّل مفارقة مدهشة، فكلاهما يحاول التعبير عن مشاعر الغضب والضيق من الحبيب، ولكن طريقة التعبير كشفت ببساطة متناهية عن عمق الاختلاف بين الرجل والمرأة في الحديث عن نفسهم ومشاعرهم، فسميرة سعيد كامرأة استخدمت تقريبًا كل قواعد اللغة العربية في الأغنية، بدءًا من وصف حال الحبيب في الماضي، ثم وصف حاله في الحاضر، وعرض مدى التغير في مشاعره معها، بل والتغير في شكله الخارجي، ثم نصائح الناس لها، وفي النهاية مشاعرها تجاهه التي لم تتغير، كل ذلك في ثلاث دقائق ونصف. أما تميم كرجل فاستخدم عبارة واحدة فقط للتعبير عن أزمته مع حبيبته التي تركها، وهي “إنتي أي كلام” مع بكاء لمدة 30 ثانية فقط، خلال الأغنية التي وصل زمنها إلى 4 دقائق و15 ثانية.
إذًا. ماذا لو كنا رجالة؟
تلك التفصيلة الصغيرة التي لا ينتبه لها البعض، تجعل النساء يدركن أن الحديث إلى الرجل عن مطالبها وأحلامها في علاقتها به وسلوكه معها بطريقتها لن تجدي نفعًا، فالرجل يحب “التلخيص” و”هاتي من الآخر”، والمرأة تحب أن “تعيد وتزيد”، و”تشرح بالتفصيل الممل”، بل و” تجيب القديم والجديد” كما يؤكد كتاب “النساء من الزهرة والرجال من المريخ”، لذا ببساطة لنتخيل أنفسنا رجالاً لفترة من الزمن فنخبرهم بطريقتهم ما الذي نتمناه كنساء في العلاقة، وما الذي كنا سنفعله لو كنا مكانهم.
فيا أيها الرجل لو أنا كنت رجلاً..
– كنت سأقدس معنى الارتباط، لن أرتبط بواحدة في العلن، ثم أحب واحدة أخرى، وأصاحب واحدة ثالثة في نفس الوقت، هي إنسانة واحدة ستحظى بكل اهتمامي، سأكون مُدركًا لمعنى أن البنت التي أمامي لديها قلب ومشاعر مثلي تمامًا يجب احترامها والمحافظة عليها.
– التعامل مع المرأة الموجودة في حياتي سواء كانت أمًا أو أختًا أو زوجة أو ابنة سيكون قائمًا على الاحترام والتقدير، لن أعتبرها كائنًا أقل مني في شيء، أو أنها موجودة لخدمتي فقط، أو أن دورها الذي خلقها ربنا له هو التنظيف والطبخ فقط.
– سأشجعها على تعلم كل شيء، سأساعدها على تطوير نفسها اجتماعيًا ونفسيًا ودينيًا وعلميًا، وأن تكبر في مجالها، حبًا فيها، فتكون قادرة على الاعتماد على نفسها ولا تقع تحت رحمة الظروف أو أي شخص لو لم أعد موجودًا في حياتها، وإيمانًا بأن حياتي ستتطور للأحسن لو هي تطورت.
– لن أتحجج بأن دوري في العلاقة هو الإنفاق فقط، وأنني غير مُطالَب بأي شيء غير ذلك، فالعلاقة بيننا شراكة وتفاهم قبل أي شيء، وأي خطوة يجب أن تتم بموافقتنا معًا، وحتى لو اضطرتني الظروف إلى أن يكون دوري هو الإنفاق لسفر أو لظروف العمل، فسأُقدِّر دور شريكتي والمجهود الذي تبذله بكل قوة.
– عندما أعرض عليها البدء في علاقتنا، لن أجعل ذلك مشروطًا بتغيير في شكلها أو ملبسها أو سلوكها، لن أطلب منها تغيير مهنتها أو تركها، لن أطلب منها أن تقطع علاقتها بأقاربها أو بعض أصدقائها، سأتقبلها كما هي بكل تفاصيلها.
– لن أجبرها على الإنفاق من مالها الخاص، فهي حرة في أموالها، تنفقها كيف تشاء، ولن أستغلها بأي شكل كان، أو أدفعها لأن تنفق ما تجنيه على المنزل أو الأطفال بحجة أن وقتها ملكي، أو أن الحياة مشاركة فعلينا تقسيم عملية الإنفاق بالنصف بيننا، فأنا مكلف بالإنفاق عليها كما تقتضي الرجولة.
– لن أجعل نجاح العلاقة مسؤوليتها وحدها، فإذا حدث أي خطأ أو مشكلة ألقي باللوم عليها، بل سأحاول معها أكثر من مرة من أجل نجاح علاقتنا، سنعالج أخطائنا معًا، ستكون علاقتنا قائمة على النقاش والود والرحمة، سأتقبل آراءها وتصحيحها لأخطائي بصدر رحب.
– لن أقارنها بغيرها، لن أقول لها إنني أريدها مثل تلك الممثلة، أو تلك الفنانة، لن أخبرها أنني أريدها ذات قوام مثالي إذا كنت أنا شخصيًا لا أهتم بوزني أو شكلي الخارجي.
– سأتجنب إهانتها أمام أبنائي أو أقاربي أو في أي مكان عام، بل سأتجنب إهانتها من الأساس، لأن كرامتي من كرامتها.
وبعد أن أصبحت رجلاً لبرهة من الزمن، لا أعتقد أن ذلك يناسبني لأنني أعتز بكوني أنتمي لعالم نون النسوة الوردي الجميل، كما عبر عنها محمد منير بكلماته: “في بلدي في بلدي البنات كل البنات، لما بتضحك بترقص قلوب، لما تغني تاخدنا الآهات، تحلم تضوي زي النجوم، بتحلم ترفرف زي الرايات، بتقدر تعاند وتقدر تثور”.
طريقة تعبير الرجل vs. الست، عن المشاعر.. غير
