جاء شهر رمضان الكريم هذا العام، ثم عيد الفطر المبارك في ظروفٍ استثنائية، لم أكن أتصورها حتى في أسوأ كوابيسي، أنا الفلسطينية التي اعتدت العزل المنزلي أوقات الحروب على غزة، أعترف أن عزل الكورونا في رمضان كان على قلبي أشد وطأة، فقد جئت إلى مصر بأحلامٍ عظيمة بأن أعيش رمضانًا مختلفًا على أرضها، لأن رمضان في مصر له طعم ورائحة الأصالة بحسب ما كانت تحكي لي أمي المصرية.

خطط كبيرة كنت أحملها في نفسي وأنتظر الشهر الكريم لأحققها، صديقات كثيرات كنت قد اتفقت معهن على الإفطار معًا، السحور خارج المنزل، جولة في شارع المعز ليلاً، السهر في الحسين، زيارة مسجد السيدة زينب ومسجد السيدة نفيسة، صلاة التراويح في المسجد المقابل لبيتي، صلاة العيد في جمعٍ من الصديقات، أشياء كثيرة حال فيروس كورونا بيني وبينها.

البهجة  رغم أنف الكورونا

على غير العادة لم أكن متحمسة لقدوم الشهر الكريم، كان بداخلي غضب كبير وإحباط، كنت أنتظر أن يأتي رمضان بالمعجزة وينثر نفحات كرمه فيختفي الفيروس كأن لم يكن. تصوُّر طفولي جدًا، وكذلك كان غضبي من الشهر، غضب أطفال يدبون بأرجلهم الأرض حتى يتحقق ما يريدون.

حسنًا لم تحدث المعجزة، وجاء يوم الخميس ليجبرني أن أذهب إلى الهايبر ماركت مع إخوتي لشراء ما يحتاجه المنزل، اخترنا الذهاب ليلاً لتجنب أي ازدحام، ولحسن الحظ أن فعلنا، فنسمات الهواء ليلاً تشعرك أن الحياة ما زال فيها أشياء بسيطة جميلة تستحق أن تُعاش. الجميل جدًا في ذلك اليوم هو رؤية المنازل على جانبي الشارع وقد زينت بالأضواء الملونة وفوانيس رمضان، بهجة غير متوقعة لمستها في إصرار الناس على عيش أجواء رمضان رغم أنف الكورونا، إصرار تسرب إلى داخلي، فقررت أن لا أسمح لهذا الفيروس اللعين أن يسلبني إياها.

إصرار مستمر معي حتى الآن، فقد قررت أن أستحضر بهجة العيد رغم العزل المنزلي وحظر التجوال ومنع صلاة العيد في الخارج، سأصنع عيدي بنفسي، ولن أسمح لفيروس صغير أن يحرمني فرحة العيد المنتظر.

ما يهون عليَّ قليلاً أن الجائحة ليست مشكلة شخصية، إنما هي مشكلة عالمية، يشاركني فيها الجميع، وكذلك طريقة الاحتفال بالعيد هذا العام، ستكون متشابهة بشكلٍ عام وتختلف في تفاصيل بسيطة، الفكرة نفسها جميلة، كل العالم يحتفل بالعيد على طريقتي، في المنزل، حيث الراحة التامة و”الأنتخة”.

تعرفي على: قصة الفيلم الهندي دانجال

السينما في بيتك

حرمتنا جائحة فيروس كورونا المستجد من الخروج إلى صالات السينما والاستمتاع بمجموعة أفلام جديدة/ أفلام عيد الفطر، لكن الجميل في السينما أنها فن للجميع أينما كانوا، يمكن مشاهدة السينما في صالة مغلقة أو صالة مفتوحة أو سينما سيارات، ويمكن ببساطة أن تجعل السينما في بيتك. يحتاج الأمر إلى شاشة ذكية بزاوية عرض واسعة، أريكة وثيرة أو سرير مريح، طبق من الفشار أو رقائق البطاطس، أو ربما مشروب ساخن أو بارد وبعض قطع الشوكولاتة، وحتى إن غابت الشاشة الواسعة، فشاشة اللاب توب تكفي بالتأكيد.

كل ما سبق وفيلم مميز، ستحظين بمشاهدة سينمائية ممتعة، تُذهِب ملل النهار أو تصنع سهرة عيد مختلفة، السينما في بيتك أمر بسيط للغاية، ممتع ومبهج، فالسينما فن لا يخذل محبيه أبدًا. ولأني من محبي السينما فقد جهزت لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، قائمة من 10 أفلام مميزة، حاولت أن أراعي فيها مختلف الأذواق والتفضيلات، أتمنى لكم مشاهدة ممتعة، وخليك في البيت، ولتجعل السينما في بيتك.

1. Hors de prix

Hors de prix أو Priceless فيلم فرنسي، إصدار عام 2006، يجمع ما بين الكوميديا والرومانسية، واحد من أفلامي المفضلة التي ألجأ إليها للحصول على جرعة من السعادة، وأعلم أنه سيعجب الكثيرين منكم، خصوصًا مع وجود الرقيقة الجميلة أودري تاتو.

يحكي الفيلم قصة الشابة الجميلة إرين/ أودري تاتو التي تعيش حياتها من مصادقة الرجال الأثرياء، تجمعها مصادفة بالنادل جان/ جاد المالح، فتظن أنه أحد الأثرياء الذي سيحقق حلمها بالثراء، لكنها تصطدم بالحقيقة، وتظل العلاقة بينهما قائمة بين الشد والجذب.

الفيلم لا يصلح للمشاهدة العائلية.

تعرفي على: فيلم “شوكة وسكينة”: هو إحنا بنتجوز ليه؟

2. Run, Fat Boy, Run

فيلم بريطاني أمريكي، إصدار عام 2007، يجمع ما بين الكوميديا والرومانسية والرياضة، كواحدة من محبي النجم الكوميدي سايمون بيج، فكل أفلام سايمون ترشيحات رائعة، فهو قادر على انتزاع الضحكة مني حتى في أسوأ أحوالي.

تدور أحداث الفيلم حول الشاب دينيس الذي يترك خطيبته ليبي/ ثاندي نيوتن الحامل بطفله يوم الزفاف بسبب الخوف من الالتزام. وبعد مرور 5 سنوات ترتبط ليبي برجلٍ آخر، ناجح، طموح ورياضي، فتدب الغيرة في قلب دينيس ويحاول استعادة ليبي من جديد، فيبدأ بتغييرات جذرية في حياته، أهمها أن يصبح رياضيًا، يتخلى عن التدخين ويحاول الفوز بماراثون لندن الكبير.

الفيلم يحتاج إلى رقابة عائلية للأطفال تحت سن 13.

3. Ratatouille

الفيلم المعروف عربيًا باسم “خلطبيطة بالصلصة”، أحد أشهر أفلام الرسوم المتحركة. فيلم أمريكي، صدر عام 2007 يجمع ما بين الكوميديا والمغامرة والطبخ، دبلج إلى العربية الفصحى، وأيضًا اللهجة المصرية. أعتقد أن كل القراء يعرفون “خلطبيطة بالصلصة”، الفأر الطباخ “ريمي” والثنائي “لينجويني” و”كوليت”، لكن هذا الفيلم لا يُمَل مهما شوهد، خصوصًا في نسخته المصرية.

تدور الأحداث حول الفأر “ريمي”، الذي يحلم بأن يكون طباخًا ماهرًا، قدوته في ذلك الطباخ الباريسي الماهر “جوستو”. تحدث هجمة على وكر عائلته، فينفصل عنهم ويجد نفسه في باريس أرض الأحلام، ويستطيع الوصول إلى مطبخ “جوستو”. صدفة تجمع ما بين الطباخ المبتدئ متعدد الأخطاء “لينجويني” والفأر “ريمي” في مطبخ “جوستو”، فيبدأ “ريمي” المختبئ أسفل قبعة “لينجويني” بممارسة مهنة أحلامه والطبخ لزبائن المطبخ.

الفيلم يصلح للمشاهدة العائلية.

4. عسل إسود

الفيلم الوحيد في هذه القائمة الذي يُظهر العيد بطقوسه الجميلة في أحد مشاهده، بل يُمكن اعتبار الفيلم مرجعًا أساسيًا لمعرفة المناسبات والأعياد المصرية.

عسل إسود، فيلم مصري كوميدي، إصدار عام 2010، بطولة النجم أحمد حلمي، الذي يقوم بدور الشاب “مصري”، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع والديه عندما كان في العاشرة من عمره، ويعود لمصر بعد 20 عامًا حاملاً الجنسية الأمريكية، ليستقر في وطنه. وخلال إقامته في مصر، يواجه “مصري” العديد من المفارقات الناتجة عن اختلاف الثقافات، لكن كل المشكلات تُحل ما إن يبرز جواز السفر الأمريكي، فماذا سيحدث عندما يفقده؟ بالتأكيد الكثير من المواقف الكوميدية.

الفيلم يصلح للمشاهدة العائلية.

5. Happy New Year

لمن أعجبهم مسلسل “بـ100 وش” والعصابة خفيفة الظل، أعتقد أن هذا الفيلم ترشيحًا جيدًا، فأنتم على موعد مع عصابة هندية من نوع خاص.

Happy New Year فيلم هندي كوميدي استعراضي، إصدار عام 2014، تدور الأحداث حول شارلي/ شاه رو خان، الذي يخطط لسرقة مجموعة من الماسات، فيكوِّن عصابة من أصدقائه متعددي المواهب الإجرامية، ثم يستعين بالراقصة موهيني/ ديبيكا بادوكون، لتكوين فرقة راقصة للمشاركة في مسابقة الرقص العالمية المقامة في دبي، لأن المسابقة ستكون الغطاء لدخولهم إلى مكان حفظ الماسات. انعدام موهبة الرقص عند الفرقة تخلق العديد من المواقف الكوميدية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الاستعراضات والأغاني المبهجة.

الفيلم يصلح للمشاهدة العائلية.

6. How to Be Single

كواحدة من “السناجل”، سأعترف أن العزل المنزلي سبَّب حالة من الفراغ تجعلني أتساءل يوميًا: “هو أنا ليه سينجل؟”، وبالتالي فهذا الترشيح تحديدًا إهداء للسناجل أمثالي.

How to Be Single فيلم أمريكي، كوميدي رومانسي، صدر عام 2016، يستعرض الفيلم نماذج لأربع سيداتٍ، أليس/ داكوتا جونسون، شخصية اعتمادية تمامًا في علاقاتها العاطفية، تدرك علتها فتحاول أن تغيرها، وفي أول انطلاقة للعالم بمفردها، تواجه الكثير من الصعوبات. وروبين/ ريبيل ويلسون، ناجحة وثرية، من أنصار علاقات الليلة الواحدة، لا تحب التزامات العلاقات العاطفية وفي نفس الوقت تشبع كل رغباتها مهما كانت غريبة أو مجنونة. لوسي/ أليسون بيري، المرأة الواعية المدركة لاحتياجاتها، لديها مواصفات معينة لشريك حياتها، لا تقبل التنازلات، تؤمن أنها يومًا ما ستجد الشريك المناسب لها تمامًا. وميج/ ليزلي ماين، نموذج المرأة العاملة المطحونة، العمل لا يترك لها متنفسًا لفعل أي شيء، أو الارتباط عاطفيًا، لكن حلم الأمومة يراودها دائمًا ويشغل تفكيرها.

الفيلم لا يصلح للمشاهدة العائلية.

7. Ferdinand

فيلم رسوم متحركة أمريكي، صدر عام 2017، يجمع ما بين المغامرة والكوميديا، يحكي قصة ثور المصارعة الوديع “فرديناند”، الذي ينشأ في حظيرة إسبانية لتربية وتهيئة الثيران للمشاركة في حلبات مصارعة الثيران. في الوقت الذي يهتم أقران “فرديناند” بالمصارعة وتهيئة أنفسهم ليكونوا ثيرانًا قوية، كان هو مهتم بالطبيعة والزهور، فكان محط سخرية الجميع. بعد حادثة مأساوية، يقرر “فرديناند” أن يهرب من الحظيرة، ويلجأ لأسرة تشتغل في زراعة وبيع الزهور، فينشأ في كنفها، لكن صدفة تعود به مرة أخرى إلى الحظيرة بعد أن أصبح ثورًا قويًا بالغًا، وتبدأ مغامرته للهروب مرة أخرى من تحوله إلى ثور مصارعة عنيف.

الفيلم يصلح للمشاهدة العائلية، وأضمن للأطفال الاستمتاع بمغامرة رائعة وقصة هادفة، مع رسوم متحركة تخطف الأنظار.

8. قلب أمه

فيلم مصري، إصدار عام 2018، كوميدي من الدرجة الأولى، تدور أحداث “قلب أمه” حول الشاب يونس/ هشام ماجد، الذي يعاني من تسلط والدته/ دلال عبد العزيز، وتدخُّلها السافر في حياته. يحدث أن يظهر “يونس” كضيف في أحد البرامج التليفزيونية دون علم والدته، فتتصل بالبرنامج لتقوم بتوبيخه على الهواء مباشرة، يتشاجر “يونس” ووالدته وينتهي الأمر بإصابتها بأزمة قلبية. تُنقل والدة “يونس” إلى المستشفى بالتزامن مع وصول زعيم عصابة يُدعى مجدي تختوخ/ شيكو، مصابًا إصابة خطيرة في قلبه، وتحت تهديد السلاح يقوم أطباء المستشفى بمنح قلب والدة “يونس” لـ”تختوخ” لإنقاذه.

عندما يسترد “مجدي تختوخ” عافيته، يطارد “يونس” لقتله حتى لا ينكشف أن الزعيم الشرير يعيش بقلب امرأة عجوز، لكنه ما أن يرى “يونس” حتى يشعر نحوه بمشاعر أمومة، تخلق عددًا كبيرًا من المواقف الكوميدية بين الاثنين.

الفيلم يصلح للمشاهدة العائلية مع وجود رقابة بسبب ظهور الأسلحة في بعض المشاهد.

9. Manmarziyaan

فيلم هندي رومانسي، إصدار عام 2018، تدور أحداثه حول علاقة عاطفية ثلاثية الأطراف “مثلث حب”، رومي/ تابسي بانو شابة سيخية مرتبطة عاطفيًا بالشاب المستهتر فيكي/ فيكي كوشال، علاقة يمتزج فيها الحب بالشغف ولا يعكر صفوها سوى ضغط عائلة “رومي” عليها للزواج. أمام ضغط العائلة الشديد، تستسلم “رومي” وتخبرهم بارتباطها بـ”فيكي”، وتعدهم بأنه سيأتي لخطبتها قريبًا، وفي حال لم يحدث ذلك، ستتزوج بأول خاطب يطرق بابها، وهو ما يحدث لأن “فيكي” يتذرع بالخوف من الالتزام الذي يحول زواجهم لعبء يقتل الحب بينهما.

بعد انسحاب “فيكي”، يظهر الخاطب الأول، زواج مدبر من شاب سيخي محافظ يُدعى روبي/ أبهشيك باتشان، هو نقيض شخصية “فيكي” وكذلك “رومي”، وهنا تبدأ معاناة “رومي” بين أحكام القلب والعقل والرغبة في إرضاء العائلة.

الفيلم لا يصلح للمشاهدة العائلية.

10. Fast & Furious Presents: Hobbs & Shaw

الفيلم الأخير في القائمة يأتي لإرضاء محبي أفلام الأكشن والمغامرة، ومن ينتظرون أحدث أفلام فيلم أمريكي إصدار عام 2019، مشتق عن سلسلة أفلام Fast & Furious الشهيرة.

يُقدم الفيلم قصة منفصلة عن أحداث سلسلة “Fast & Furious”، حيث يتعاون عميل الأمن الدبلوماسي الأمريكي لوك هوبس/ دوين جونسون مع ديكارد شو/ جيسون ستاثام الخارج عن القانون، الذي كان ينتمي سابقًا للنخبة العسكرية البريطانية، رغم ما بينهما من عداوة شديدة، وذلك من أجل مواجهة خطر يهدد الجنس البشري متمثل في براكستون/ إدريس إلبا.

اقرأ أيضًا: في العزل المنزلي: 11 فيلمًا للقضاء على الملل