لماذا أكتب؟!

865
بقلم/ وجدان جمال الدين
كثيرًا ما تسائلت: لماذا أكتب؟ وواجهت نفس السؤال أيضًا! لماذا حين أفرح أو أحزن أسرع لقلمي وورقتي، وأكتب ما يضيق ويتسع به صدري. أكتب إلى الله رسائل لا تنقطع، ترسل في فقاعات إلى السماء محملة بكل ما في قلبي من أمنيات ورؤي وآهات ودموع.. لا تنقطع أبدًا رسائلي إلى الله.. يبسط لي مساحات خضراء من الرضا والسماحة والاستسلام لكل أقداري.. أتقبل اليوم ما كان يضيق له صدري بالأمس.. وبروح راضية مرضية.. ونفس مطمئنة وقلب سليم.
أكتب للحياة.. للنور.. تخرج كلماتي متصارعة متسارعة، تتقاتل أيها يخرج أولاً إلى النور والحرية.. أحاول السيطرة على وابل الأفكار.. فقط أحاول.. فالكتمان خطأ جسيم قد يؤدي إلى الموت. أكتب لأرسم لنفسي خطًا لعلي أسير عليه.. فأنا دومًا ما أوجد لنفسي خطوطًا خارج المألوف والمعتاد والممكن.. خارج نطاق الزمن.
أكتب.. لأنني ضعيفة الذاكرة، فإذا ما تمكن مني ماردي الأسود وهجم ليأكل مني، سارعت بفتح كتاباتي عن الذكريات الجميلة ووضعتها تحت الأضواء، فتهدأ نفسي ويصفح عني المارد الأسود. أكتب لأنني أيضًا أنسى الإساءة وأنسى تفاصيل أوجعتني وقتها، فأسارع بفتح دفاتري وأقرأ وأتذكر حجم ومضمون الأذى وآثار الثقة والمحبة المفرطة.. لعلي أتعظ. أكتب لأكون ممتنة للحظات منحها الله لأضحك وأبكي، وأجد أن خط حياتي لم يكن ميتًا وأنني ما زلت أحيا وأنبض وأتنفس.
الكتابة نقطة نور آخر كل سرداب مظلم.. إنها إنصاف على ظلمات الحياة وتوثيق لكل أحداثها وصور محفوظة بإرادتنا للحظات لا تنسى. في الحروف حياة وأشخاص لحم ودم وروح ووجدان.. في الكتابة ابتسامة واستسلام.. وسلام. أتنفس بين الحروف وأتقوقع في النقط والفواصل والسكون والحركة.. تارة أصرخ.. وتارة أكتفي بصمت الرضا والسعادة المتراقصة بين كلماتي.
ربما تعجبت.. كيف لا يمكن أن يعبر كل شخص بالكتابة؟! كيف تهرب ملكة الصور المتجسدة من أي قلم؟! ربما تكون منحة.. هبة.. أو تكون وردة تحتاج لرعاية وري كي تزدهر! أتنفس.. أكتب.. أنعم بالسلام⁦.
المقالة السابقة6 نصائح للسفر بأولادك مع أصحابك
المقالة القادمةهوس التمارين الرياضية: هكذا يصنع الآباء أبطالاً من ورق
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا