ما لم تخبرنا به سندريلا

1345

بقلم: آيات محمد إمام

مين فينا ميعرفش حدوتة سندريلا ؟ في كل مرة كنت بسمع فيها الحدوتة كنت بعيش فيها لحظة بلحظة، بزعل قوي لما ييجي الجزء بتاع موت أمها، وبعدين أبوها، قلبي بيتقبض لما مراة أبوها تذلها وتمرمط فيها، وتميز نفيسة ودرية عنها، ياما استنيت الساحرة بفارغ الصبر، واستعجلتها كتير في خيالي “تعالي بقى وخلصيها من الهم ده بسرعة قبل ما الحفلة تخلص”، قلبي يدق بسرعة لما تظهر لسندريلا وأعمل نفسي متفاجأة كمان، خوف وشغف وفرحة متتوصفش وكأني أنا اللي هروح الحفلة مش سندريلا، ياااه خلاص لبست الفستان وبقت أحلى بنت في المدينة وكمان لحظة هترقص مع الأمير!

وهنا بيسيطر عليَّ سؤال كل ما أسمع حدوتة سندريلا طول عمري بدور على إجابته: يا ترى لو سندريلا راحت الحفلة بهدومها اللي بتخدم بيها مراة أبوها وبناتها كان الأمير حبها كده؟! يا ترى الأمير اللي معجبتهوش ولا بنت في المدينة كان قلبه هيتعلق بسندريلا الخادمة زي سندريلا وهي مسحورة وعلى سِنجة عشرة؟!

في الحقيقة بحس بخيبة أمل في كل مرة سألت نفسي فيها السؤال ده. للأسف الأمير محبهاش ولا قابلها من أصله! مشافش بنت حياتها كلها معاناة، مشافش الإنسانة الطيبة الرحيمة بالطيور والحيوانات، مسمعش منها وهي مخنوقة من الظلم والقهر وشايفة الدنيا كلها سودا قدامها، مرقصتش معاه وهدومها كلها تراب من التنضيف، وأكمامها ريحتها صابون مواعين، مجذبتهوش روحها النقية الطيبة، معرفش ولا شاف الجانب المنُكسِر المظلم في شخصيتها.

المخرج عايز كده

ياما اتمنيت في كل مرة سمعت فيها  الحدوتة أتدخل بسرعة في الأحداث والأمير يحب سندريلا بروحها وطيبتها وعطفها، ولكني كنت لما بسأل على أي أحداث غير منطقية في فيلم ولا مسلسل كان بييجي الرد دايمًا من أبويا ويقولي المخرج عايز كده. يعني مهما حاولت محاولاتي ملهاش لازمة.

أمير يا بوي

ودي الطريقة اللي اتعاملت بيها سندريلا مع طلب الأمير بالزواج منها، أقصد الزواج من النسخة المسحورة، أم جزمة بلور وعربية بتجرها الخيول، وفستان وشعر آخر موضة، وبما إني من أول الحدوتة عايشة معاها اديت لنفسي الحق إني أعقلها في خيالي:

– يا سندريلا ده محبكيش، ده حب شكلك بس افهمي.

– ما أنا عارفة، بس أهو ضل راجل ولا ذل مراة أبويا، وبعدين الراجل مفيش حاجة تعيبه، أمير وابن أمير وطول بعرض بعضلات، وبعدين هيخلصنا من تحكمات أُمّنا الغولة اللي بتتصنت علينا دي.

– طب يا سندريلا تفتكري لو الساحرة دي كانت طلعت لأي واحدة في المدينة كان الأمير هيبص لك؟ تفتكري إنه هيقدر يعوضك طيب عن الذل اللي عيشتيه؟ بلاش يا ستي، هتقدري تحكيله عن كل اللي شوفتيه من مراة أبوكي وبناتها وإنتي واثقة إنه هيتقبلك بكل ما فيكي؟  وتضمني إنه ميلاقيش الأحلى منك؟

– برضو ميهمش.. المهم إني أخرج من هنا.

مش سامعك من صوت الدي جي

ده اللي عملته سندريلا مع كل الكلام والنصايح، قفلت ودنها وكمان مخها عشان لا تسمع ولا تفكر، مش بعيد كمان تقول إني غيرانة منها عشان هتتجوز ابن الحسب والنسب، مش هستغرب لما أصحى الصبح ألاقيها عاملالي بلوك عشان لما واجهت الأمير بكلامي قالها إني بخرب عليهم، وطلب منها تقطع علاقتها بيَّ.. يا خسارة يا سندريلا!

على الجانب الآخر لما نيجي نبص للي حصل مع الأمير هنلاقيه هو كمان مظلوم، مظلوم لما يتبص له على إنه مجرد شوية فلوس وعِز وجاه وسُلطة، متبصلهوش على إنه إنسان وله نقاط ضعف وقوة، كان من حقه إنه يتحب ويتشاف بجوهره وبدماغه وروحه وكل حاجة حلوة ووحشة فيه، بس هو اختار كده.. اختار يبقى تاجر ومعاه فلوس يا دوب يشاور على البضاعة اللي تعجبه وهو واثق إن مفيش بضاعة هترفض فلوسه.

بدون مقدمات لاقيت تشابه كبير جدًا بين حدوتة سندريلا وسندريلاتنا اللي كلنا مرينا بيهم، سواء كنا زيها وقفلنا ودانا ولغينا شخصيتنا وقفلنا عينينا عن كل الحقائق، أو كنا الناصح اللي اتقابل بالبلوك والاتهام بالغيرة والحقد.

اقرأ أيضًا سندريلا.. الواقع والحدوتة

المقالة السابقةتخلصي من القلق: 10 أشياء تشغلِك عن التفكير في كورونا
المقالة القادمة7 نصائح لاستعادة الهدوء في مواجهة كورونا
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا