بقلم: نورين محمد
في إحدى حلقات مسلسل كارتون الأطفال الدببة، كان “نمنم” أحد شخصيات الكرتون بيعاني من مشكلة العصبية، اللي منعته إنه يصور الإعلان بتاعه، فظهر “شهاب” وساعده بإنه يضمه كل ما يتعصب فيمتص عصبيته بالحضن والطبطبة. وللأسف بعد ما صور الإعلان بعد عن “شهاب” وهدده لو اللي حصل حد عرفه مش هيسكتله، مع إن “شهاب” مكانش في دماغه يعمل كده أبدًا، بل بالعكس كان حب “نمنم” وقرر يفضل معاه ويصاحبه ويساعده.
لا تكن أنانيًا مثل “نمنم”
لو فيه شيء ممكن الأطفال والكبار يتعلموه من حلقة الكارتون، هو إنهم أبدًا ميبقوش زي “نمنم”. للأسف فيه ناس كتير جدًا في حياتنا زي “نمنم” بالظبط، استغلاليين. بيدخلوا حياتنا لمجرد بس الاستفادة مننا، وفي حين إننا بنبذل كل طاقتنا وبنديهم على قد ما نقدر، عشان بس نشوف البسمة على وشوشهم، إلا إن كل ده بيبقى هباءً منثورًا، لأنهم للأسف مش بيشوفوا ده كرم أخلاق مننا أو محبة أو غيره، لا بالعكس هما بيشوفوه واجب، واجب علينا نعملهم اللي عايزينه وقت ما هما يحتاجوه، ونتواجد في الوقت اللي يحتاجونا فيه إجبارًا، الناس دي مخلوقة تمتص طاقتنا وتبدلها بطاقة سلبية سيئة جدًا علينا وعلى اللي حوالينا، ومش بيكتفوا بكده بس، لأ دول مصرين يفقدونا نفسنا كمان.
هل قابلت مصاصي طاقة من قبل؟
أكيد مر على كتير مننا ناس شبه كده، ناس مصاصين طاقة، أخطر من مصاصي الدماء، دخلت حياتنا بس عشان إحنا شاطرين في المادة الفلانية، فنستغلها لغايه ما نخلص السنة ونسيبها. لا دي كريمة وبتجبلنا هدايا فنقرب منها حبة نستنزف فلوسها بجانب طاقتها، ولما تعرف حقيقتنا نبعد.
بس استنوا، دول مش هيبعدوا كده بالساهل، لأ، دول هياخدوا معاهم ثقة أهلك اللي اتكسرت في اختياراتك السيئة لأصحابك، هياخدوا معاهم وقتك اللي ضيعته في إرضائهم، وصحتك اللي ضاعت معاهم برضو، والأهم والمهم إنهم هياخدوا ثقتك بنفسك وبكل اللي حواليك. هتفكر ١٠٠ مرة قبل ما حد يدخل حياتك، وهتخاف يدخلها “يا ترى هو زيهم؟ عايز مني حاجة بس ولما يقضي غرضه هيسبني؟ يا ترى هو عمل الفعل ده بحسن نية ولا هو قصده إيذاء ليَّ؟ ” هتفتح على نفسك كمية تساؤلات في أي علاقة تخشها، وهتبقى مجبر تتواجد فيها غصب عنك، وإنتَ من جواك خايف منه وعليه في نفس الوقت، خايف يبقى زي غيره وخايف يكون مختلف وتظلمه معاك.
قانون العلاقات المريحة
العلاقات دايمًا بتبقى محتاجة معاملة خاصة، ليك وللطرف الثاني، متديش كتير عشان متخسرش كل حاجة في الآخر وتندم وتتعب، ومتتعلقش جامد عشان لما تلاقي نفسك وحيد في الآخر متدمرش. متقربش من حاجة بتحبها جامد عشان كل ما تقرب هتلاقي ديفوهات أو عيوب أكتر، نظرتك المثالية له هتقل، وثقتك في الناس تقل برضو، الأشخاص زي المراية بالظبط كل ما تقرب تشوف عيوبهم وعيوبك أكتر وأكتر.
إنتَ رقم واحد في حياتك، متضغطش على نفسك في العلاقة أو أي حاجة في الحياة عامة، متسيبش نفسك وتوقف حياتك عشانهم، ليَّ صديقة استنزفت طاقتها كلها مع واحدة استغلالية ماصة للطاقة، خلتها فقيرة في المشاعر والثقة، وبخيلة في العطاء، بقت مجرد طيف عابر ومش عارف يتعايش مع الناس، متستسلموش بعد أي علاقة فاشلة، سواء حب، صداقة، أخوة، جواز، الإنسان مش مثالي فمتتظاهروش بالمثالية على حساب نفسكم، هتتحاسبوا في الآخر على كل حاجة عملتوها، اعملوا لله عادي وارموا في البحر، ومتدوروش عليه ومتندموش إنكم عملتوا، بس بعدين متعملوش على حساب نفسكم.
والمهم إنكم متبقوش زيهم، متبقوش استغلاليين، متبقوش ماصين للطاقة.