منار حازم
عزيزتي التي وقعت في الحب مؤخرًا.. إن كان لا يعاود الاتصال بكِ، إن كان يختفي لأسابيع دون أن تعلمي عنه شيئًا، إن كنتِ معه في علاقة طويلة ولم يطلب يدك بعد للزواج، أو إن وجدت رسائل حب على هاتفه من أخريات.. فعليكِ مشاهدة هذا الفيلم أولاً قبل الاستمرار في هذه العلاقة.
فيلم he’s just not that into you المأخوذ عن كتاب يحمل نفس الاسم، للكاتبين “جرج بيهرندت” و”لز توسلو”.. هو الدليل المختصر للعلاقات الفاشلة. أتذكر جيدًا حينما شاهدت هذا الفيلم للمرة الأولى شعوري تجاهه وكأن أحدًا أضاء مصباحًا في طريق كان مظلمًا برأسي. هذا الفيلم جعلني أنهي علاقة تحمل تفاصيلها كل ما شاهدت فيه، علاقة استمرت عامين كاملين، أنهيتها دون لحظة تردد واحدة، والغريب أني لم أمت بعدها مثل ما كنت أعتقد، بل وُلِدت من جديد.
ثم أصبحت أكرر مشاهدته في كل مرة أوشك فيها الدخول في علاقة جديدة، علاقة بدت لي غير واضحة الملامح، لأضع لها تصنيفًا واضحًا يجعلها تنتهي في الغالب قبل بدايتها، بل وأصبحت أدعو صديقاتي لمشاهدة الفيلم معي، حتى يتعظن أيضًا، حتى وصل عدد مرات مشاهدتي للفيلم اثنتي عشرة مرة خلال ثلاثة أعوام فقط.
يحمل الفيلم ثلاثة فصول رئيسية، عن ثلاث علامات، إن حدثت إحداها عليك إعادة النظر في هذه العلاقة (إن وجدت)، فبعض العلاقات تدور بداخل رأسنا فقط، وليس لها وجود على أرض الواقع.
الفصل الأول: إن لم يعاود الاتصال بكِ.. if he’s not calling
اعلمي عزيزتي أنك سوف تتناولين الحبة الحمراء كفيلم ماتريكس، لتعرفي الحقيقة كاملة مثل “جيجي”(جينفر جودين) عند مقابلتها لـ”أليكس” (جاستين لونج) للمرة الأولى في الفيلم.. لن تعود حياة “جيجي” إلى سابق عهدها بعد هذه المقابلة، وكذلك حياتك أنت. تلك اللحظة التي تكتشفين فيها أن العلاقات المسيئة ليست ضربًا وسبابًا وتعنيفًا فقط، بل لها أبعاد أخرى.
تلك اللحظة التي يخبر فيها “أليكس” “جيجي” أن قصة صديقتها التي تزوجت فتى تعامل معها بعدم اهتمام سابقًا هي مجرد كسر للقاعدة، وأن عليها ألا تطارد طواحين الهواء.. فإن كان الفتى يتعامل معك على أنه غير مهتم بك بالقدر الكافي فهو غير مهتم حقًا.. لا استثناءات.
الفصل الثاني: إن لم يطلب يدك للزواج..if he’s not marrying you
انتقلت عدوى إدراك الحقيقة من “جيجي” إلى صديقتها “بيث” (جينفر أنستون)، لتدرك أن “نيل” (بين أفلك) قد لا يتزوجها مطلقًا.. فإن كنتِ في علاقة طويلة تعدت العامين ولم يطلب صديقك يدك للزواج.. فهو حتمًا لن يفعل ذلك أبدًا.
في مشهد عبثي للغاية تطلب “بيث” من “نيل” طلبًا يختصر أمر العديد من العلاقات، تطلب منه أن يتوقف عن معاملتها بلطف حتى يطلب يدها للزواج، وإن كان هذا الطلب مباشرًا أكثر من اللازم، لكنه بدا لي عادلاً للغاية، فبالرغم من أن الأمر لم يعد مثل خمسينيات القرن الماضي، حبًا من النظرة الأولى، ومن يحبك حتمًا سوف يطلبك للزواج مباشرة. وحتى إن كان علينا أن نعرف بعضنا بعضًا جيدًا قبل الإقدام على هذه الخطوة. إلا أنه أيضًا قرار لا يتطلب العمر بأكمله لاتخاذه، فقط ستة أشهر في اعتقادي كافية لاتخاذ هذا القرار. إما أنتِ الفتاة التي يريد الزواج منها وإما لا. فأنت لا تريدين أن تنتظري حتى سماع عبارات من عينة “أنا لا أستحقك”، أو “أنا لا أريد الوقوف في طريقك”، لتستيقظي بعدها على خبر خطبته لفتاة تعرَّف عليها منذ أسابيع قليلة.
الفصل الثالث: إن كان خائنًا أو كاذبًا.. if he’s cheating on you
عليك أيضًا أن تقرئي العلامات، ولا تكوني مثل “جنين” (جنيفر كونلي)، ليس عليك أن تنتظري حتى يصنع شرخًا في قلبك يصعب عليك إصلاحه، فبالرغم من يقينها أن “بن” (برادلي كوبر) حتمًا يكذب عليها فإنها احتاجت صفعة على وجهها لتفيق مما هي فيه.
إن كان كاذبًا فهو حتمًا يخفي شيئًا ما، إن كان كاذبًا فهو يتعامل مع هذه العلاقة على أنها مرحلة ستنتهي، إن كان كاذبًا فهو لا يفعل كل ما يجب فعله من أجل إنجاح هذه العلاقة، إن كان كاذبًا فهو خائنًا حتمًا.
لا تضيعي الوقت في علاقة تحمل بين طياتها كذبًا وخيانة، واعلمي جيدًا أن الخيانة ليست خطأك أنتِ، واعلمي أيضًا أنه حان وقت الرحيل.
كلنا نحفظ عن ظهر قلب عبارة “أسامة منير” في فيلم “ظرف طارق”: “إن أحببت شيئًا بشدة أطلق صراحه، فإن عاد إليك فهو ملك لك وإن لم يعد فهو لم يكن لك من البداية”، وتلك هي نفس الحكمة التي كان يحملها هذا العمل “he’s just not that into you” بين طياته.
التشبث بأشياء ليست حقيقية ما هو إلا مضيعة للوقت، والمساحات بين الأشخاص تعطي وقتًا أكثر للتأمل والتفكير، المسافات تظهر الحقيقة حتمًا، دائمًا ما أخبرنا آباؤنا أن الرؤية من زاوية بعيدة تجعلنا نرى الصورة كاملة.
دعكِ عزيزتي من الخطط البلهاء، والمطاردات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استثمري وقتك في تعلم هواية مفيدة، قراءة كتاب، مشاهدة فيلم جديد، نزهة مع صديقاتك، أو حتى تخطي بعض المستويات الصعبة في لعبة الكاندي كراش عوضًا عن مطاردة المجهول، فكل هذا أكثر نفعًا لكِ من علاقة تأكل في روحك وتسرق منك ضحتك.
الحب الحقيقي ينتظرك في مكان ما، وسوف تجدينه حينما تكُفِّين عن البحث عنه، وحتى إن لم تجديه فأنتِ لم يفُتك الكثير. فقط تعلَّمي كيف تحبين نفسك عوضًا عن البحث عن الحب لدى الآخرين.
إن كان يختفي لأسابيع أو وجدت رسائل حب على هاتفهنظرية الحب، العلاقات المسيئة، الزواج
