إلى ابنتي شغف

1223

بقلم: وجدان جمال الدين

أنظر إلى “شغف” الصغيرة بمشهد العروس بفستان الزفاف، وأسأل نفسي: هل ستصبح ابنتي ممتلئة بالشغف مثلي وحالمة ورومانسية؟ هل ستصبح عصفورًا محلقًا خفيفًا طائرًا في كل مكان قلبًا وقالبًا؟ هل سيصبح قلبها رقيقًا وسهل الخدش؟ أخاف عليها كثيرًا من أن ينكسر قلبها.

صغيرتي شغف

أريدها شجاعة مثلي، وترث شيم الرجال في الشهامة والأصل. لا أريد لها أن ينخلع قلبها لأصغر الأشياء، لا أريد لها أن تكون هشة ويصيبها أذى. تكبر ابنتي وأنا لا أكاد أصدق أن تلك القطعة الرقيقة مني تكبر. أصبحت ذات السنوات الخمسة تختار وتحب لبس الفساتين والأكسسوارات والمكياج والعطور والكريمات والمانيكير، وتكاد تنافسني في أشيائي، ولكنني وجدتها خفيفة شفافة القلب والروح، حساسة المشاعر، تتأثر كثيرًا.. تمامًا مثلي.

قلب الأم

وجدت أن الخذلان له نصيب الأسد من قلبي. لا أريد لها أن تتأثر بالحزن بهذا الشكل مثل أمها، فتأتيها أمراض من كل مكان. لا أريد لها أن تشقى أبدًا. أريد لها السعادة وأن لا أرسم لها خط حياة فتصبح مجرد انعكاس لأحلامي التي لم أحققها. فقط حياتها وليست حياتي أنا. أريد لها أن تتحمل نتيجة قراراتها. أن تتزوج من تحب ويحبها. أن تكون حياتها كما تتمنى هي.

صفات ترثها الصغيرة

لا أتعجب من عصبيتها وبراءتها، لا أتعجب، فقد تلعب الجينات دورًا أكبر من كل التوقعات، ولا أخجل من عصبيتي، دومًا أعتذر، ولكن دومًا أقول إن الشخص العصبي أطيب من الشخص المكتوم الغامض المبهم دائمًا، فغضبه يصل السطح بسهولة، أما الشخص المكتوم دومًا ليس له دليل أو نظام. أتمني أن تكون النسخة الأفضل مني دومًا. أنا لا أملك سوى أن أحاول التقويم دون كسر ودون هدر. أصعب مهمة على الإطلاق هي أم تبني شخصية سوية وسط هذا الكم من الموبقات.
الكتابة هي بوابة النور للعبور للعالم الآخر.. الكتابة فقط ما تمنيت أن ترثيه يا صغيرتي.
أصبح لديَّ ٣ قلوب صغيرة، أحلق معهن، أطير وألعب وأكبر معهن، وأسأل نفسي: كيف سيصبحن بعد سنوات؟ هل سيصبحن مثل أمهن؟ أتمنى أن يصبحن النسخة الأفضل مني.. الأفضل على الإطلاق.
المقالة السابقةفيلم Hillbilly Elegy: كيف تكسر دائرة العنف المفرغة؟
المقالة القادمةعلامات العنف الأسري: كيف تعرفين أنك وطفلك ضحايا ؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا