طعم البيوت في العزل الصحي

1315

بقلم: آيات محمد إمام

مين فينا مبيحنش للماضي! طعم البيوت في أيام الزمن الجميل. تسرح بخيالك وتفتكر ذكرياتك الحلوة وتبتسم، ذكريات داخل فيها اللمة الحلوة والدفا والمكان اللي بيساع من الحبايب ألف، لمة الأهل والأكله الحلوة، ريحة أكل أمهاتنا وجداتنا. ريحة الكيكة بالبرتقال أيام ما كانت الراعي الرسمي للتحلية يوم الإجازة، لعبتنا المفضلة كوتشينة ودومينو وبنك الحظ والسلم والتعبان، الاتنين جوكر اللي كنا بنديهم لإخواتنا الصغيرين كنوع من الرشوة عشان يسيبونا نلعب.

طعم البيوت

بيت أثاثه هادي وبسيط وجميل خارج منه ضحكات الصغيرين وصوت هزار ومناقشات الكبار، بيت كلنا بنحلم بيه دلوقتي وياما أشفقنا على أولادنا عشان معندهمش ذكريات ملموسة كده زيّنا، ياما افتقدنا أيامنا برتمها الهادي وبلمتنا في بيوتنا مع أهلنا أو أطفالنا اللي انشغلنا عنهم عشان يعيشوا حياة كويسة نوعًا ما.

ليت الزمان يعود يومًا

طب يا ترى الزمان حب يختبرنا ويعرف مننا إن كنا صادقين ولا لأ؟ ولا هو كمان اشتاقلنا وحنّ لأيامنا الحلوة معاه؟ من بداية أيام الحجر عندي شعور مخالط لإحساس الخوف والقلق، وهو إحساسي إن الزمن بيرجع بينا وبيدينا فرصة نخلق ذكريات حلوة ياما حلمنا في يوم نعيشها، رغم قلقنا على أهلنا وأولادنا لكن عندنا فرصة كبيرة جدًا نستمتع بلحظاتنا معاهم، وبقعدتنا كلنا تقريبًا في بيتنا بعد ما كان ده مش بيحصل إلا في المناسبات.

منحة العزل الصحي

من مبدأ في طي المحنة منحة، فرصة نشبع من بعض ونلعب ونهزر ونرمي تليفوناتنا على جنب شوية.. فرصة العيلة الصغيرة كلها تتلم قدام فيلم حلو مع طبق كيك ولا طبق بسكويت معجون بالحب ومخبوز بدفا وجودنا سوا، فرصة للأزواج يعيشوا شوية مشاركة مع بعض، وكل واحد يقرب من شريكه أكتر.

يا روايح الزمن الجميل هفهفي

روايح الزمن الجميل بدأت تفهف من بيوت الجيران، ريحة الخبيز اللي مش بنشمها غير في المخابز بقت موجودة في بيوتنا، طقطقة الفشار وحماس الصغار بقى مسموع من كل شباك، روايح الأكل زادت حلاوة وكأن فيه تحدي بين البيوت، لمة البيوت رجعت لكتير مننا، حتى لو كانت راجعة بالغصب، وقاعدين في بيوتنا نتيجة للخوف من المرض، لكنها رجعت، ويا عالم الحياة بمشاغلها هتدينا الفرصة نتجمع تاني إمتى.

فرصة كل حد فينا يحاول يستمتع ويعيش ويسترخي، حتى لو ده هيحتاج مننا مجهود كبير.. لكن المجهود يستحق أكيد.

اقرأ أيضًا قبل نهاية العالم بقليل

المقالة السابقةعن فيلم فوتوكوبي والحظر والوحدة
المقالة القادمةالخفافيش والبرد والجري بسرعة: تصورات الأطفال عن كورونا
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا