The Haunting of Hill House: بعض الأشباح أمنيات

1559

بقلم: إيمان عاطف

الأشباح شعور بالذنب. الأشباح أسرار. الأشباح ندم وسقطات. ولكن أغلب الأوقات يكون الشبح أمنية

من أفضل مسلسلات الرعب التي رأيتها The Haunting of Hill House. مر زمن بعيد منذ شاهدت فيلمًا أو مسلسلاً مصنفًا على أنه رعب، ولكن جميع تقييمات وآراء النقاد شجعتنى على البدء في مشاهدة هذه التحفة الفنية، والاستمتاع بكل حلقة، والتأثر بكل مشهد. السطور القادمة تحتوي على الكثير من حرق الأحداث. أود الكتابة عن كل شىء حتى لا أنسى هذا المسلسل، والذى قررت أيضًا مشاهدته مرة أخرى.

يحكي المسلسل عن عائلة مكونة من أب وأم وأطفالهما الخمسة، ثلاث فتيات وولدان. وتدور الأحداث من خلال خط زمني يدور في الماضي وخط زمني يدور الآن. يعمل الأب بشراء المنازل والعمل على تصليحها، ومن ثم بيعها بسعر أكبر.

تدور الأحداث داخل قصر مهيب، يعود لعائلة “هيل”، يعيشون فيه خلال فترة الصيف للعمل على إصلاحه وبيعه، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن. وتدور الكثير من الأحداث داخل المنزل تؤدي إلى تغيير تلك الخطة. يبدأ الأمر بـ”نيللي” البنت الأصغر التي تشاهد فتاة ملتوية الرقبة، ثم “نيك” توأم “نيللي” الذي يتحدث عن “أبيغيل”، الفتاة التي تسكن الغابة، والتي نكتشف في نهاية الأحداث أنها فتاة حقيقية بنت عائلة “دادلي”، التي تتولى أمور المنزل منذ بداية إنشائه. بالطبع لا يصدق الكبار تلك الخرافات، ويقنع الأب طفليه أنه مجرد حلم.

يتغذى المنزل على الألم والخوف والأرواح البشرية، كأنه كائن حي عاقل، قادر على التأثير وبث الرعب في العقول قبل القلوب. يحتوي على غرفة ذات باب أحمر أطلقوا عليها اسم الغرفة الحمراء. لم يجدوا مفتاحها، ولكن في نهاية الحلقات نكتشف أنها كانت غرفة مختلفة لكل شخص فيهم، كانت غرفة القراءة بالنسبة للأم، كانت استوديو الرقص الخاص بـ”ثيو”، وغرفة اللعب عند “ستيف”، وغرفة المعيشة لـ”شيرلي”، ومنزل الشجرة بالنسبة لـ”لوك”. كانت تلك الغرفة هي المسؤولة عن زيادة مشاعر الخوف والألم، وينجح الأب في نهاية الأمر من إنقاذ أبنائه منها بمساعدة روح والدتهم، ولكنه يقتل نفسه في سيبل ذلك للبقاء مع زوجته وابنته.

نعود للوقت الحالي، حين كبر الأطفال ولم تكن العلاقة بينهم على ما يرام، حتى تقرر “نيللي” العودة إلى البيت، وتنتحر كما فعلت والدتها سابقًا، عندما سيطر عليها المنزل وأقنعها بقتل أطفالها، لأنهم يحلمون أحلامًا سيئة، وبمجرد خروجهم من المنزل سوف يموتون، ولذلك يجب أن يبقوا في المنزل إلى الأبد. ينجح الأب في إنقاذ أطفاله والهروب في اللحظات الأخيرة، ولكن تكون الأم قد قتلت “أبيغيل” بالسم، وعندما يعود ويجدها منتحرة يقرر حرق المنزل، ولكن يعقد معه آل “دادلي” اتفاقًا مفاده أنهم لن يتحدثوا أبدًا عما فعلته زوجته، ولكنه يجب أن يترك المنزل حتى يستطيعون رؤية روح ابنتهم التي قُتِلَت في هذا المنزل.

كبر الأولاد دون أن يعرفوا ما الذى حدث لأمهم، وقرر الأب عدم إخبارهم لحمايتهم من معرفة الحقيقة. أصبح “ستيف” كاتب رعب، ولكنه غير مؤمن بوجود الأشباح. يرى أن هناك ظواهر طبيعية نعرفها، وأخرى طبيعية أيضًا ولكن ما زلنا نعجز عن فهمها، وما زال لا يصدق روايات إخوته عن الأشباح في هيل هاوس. “شيرلي” قررت البدء في العمل في دار جنائز، لإصلاح الناس عن طريق التحنيط وبعض الماكياج، ليبدو الشخص الميت كأنه نائم، وذلك لأنها كانت خائفة من رؤية والدتها، وأخذها صاحب دار الجنائز، وتفاجأت بأنها تبدو جميلة رغم انتحارها، وقالت له بانبهار: You Fix her.

“ثيو” تعمل طبيبة نفسية للأطفال، فهى تمتلك موهبة فريدة منذ صغرها، كانت قادرة على معرفة الذي حدث للشخص بمجرد لمسه بيدها، ولذلك كانت دائمًا ما ترتدي القفازات وتعيش مع أختها “شيرلي” في دار الجنائز. “نيل” عاشت مع مخاوف طفولتها التي سببت لها شلل النوم، أو ما نعرفه بـ”الجاثوم”. ونكتشف بمرور الأحداث أن الفتاة ملتوية الرقبة التي كانت تراها في طفولتها هي نفسها “نيل” وهي كبيرة، وكانت تحاول تحذير نفسها من ذلك المصير، ولكنها فقط أخافت نفسها، وكان ذلك المشهد من أعظم المشاهد على الإطلاق. “لوك” توأم “نيل” اتجه للإدمان في سن صغيرة، وكان مودعًا بمركز إعادة تأهيل، وكل مرة يهرب ليسرق من إخوته ويعود مرة أخرى للإدمان، حتى يعثر عليه إخوته ويعيدونه.

الممثلون صغار وكبار تفوقوا على أنفسهم، خصوصًا “نيل” الصغيرة وهي تشرح لوالدتها الحلم السيئ الذي من الممكن أن تحلم به. أبدعت الأم كذلك في أداء دورها، واضطرابها المتزايد خلال كل حلقة، حتى انتحارها في النهاية. خُصِّصَت حلقة لكل فرد من العائلة للحديث عن طفولته وشبابه، وكانت الخطوط الزمنية متوازية بشكل مناسب لا يسمح لك بالتشتت.

مشاهد الرعب كانت رائعة، ليست من ذلك النوع الدموي الذي قد تنفر منه، ولكنه رعب محبب (واسمحوا لي باستعمال تلك الكلمة). لقد أحببت شبح الرجل الطويل ذي العصا، ومشهد الأب و”ستيف” عندما عادا إلى المنزل، ونظر إليه الشبح وأخبره والده أن يظل ينظر إليه، حتى انصرف الشبح بعيدًا عنه.

لم يكن الرعب هو أساس ذلك المسلسل، ولكنه مليء بالعلاقات، خصوصًا العلاقة بين أفراد الأسرة، وتأثيرها في شخصية كل فرد، والعلاقات الزوجية والعاطفية التي تناولها المسلسل خلال الخط الزمني الذي يدور في حاضر كل شخصية، وتأثير المنزل على تلك العلاقات. أحببت المنزل في نهاية الأمر، لا أنكر ذلك. تخيل أنك قادر على لقاء كل من مات من أحبابك، في حال موتهم داخل المنزل، ولذلك اتجه السيد “دادلي” بزوجته المريضة لتموت داخل المنزل، حتى يستطيع رؤيتها هي وطفلتهما، عندما تجتمع أرواحهم، التي تُعد بمثابة الوقود الذي يجعل هذا المنزل حيًا.

هذا ما أشعر به وما أود الاحتفاظ به عن ذلك العالم، بعد مشاهدة هذا المسلسل للمرة الأولى.

اقرأ أيضًا: حقائق مرعبة عن تاريخ الجمال والألم

المقالة السابقةعندما أحضر لي الورد دون الكباب
المقالة القادمةلولا الكتابة ما كنت هنا
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا