بقلم: بسمة محمود
بعد قطع مسافة لا بأس بها في الرحلة، بنتأمل آلامنا، ونحاول وإحنا بنتعافى نسأل “يا ترى دورها كان إيه؟!” أصل ربنا رحمن رحيم، وبيحبنا قوي لأننا صنعته، فمش هيخلق جوانا ألم مُطلق، الألم مُعلم وموجود للقيام بدور مهم ورئيسي في تغيير مسارات جوة نفسك وخارجها. فمهم نقف، ونذاكر الدرس ونفهمه ونهضمه، وتفضل أسباب كتير غايبة عنا، برضو لحكمة، من مصلحتنا منعرفهاش دلوقتي.
ما وراء الألم ومعية الله
لكن ورا كل خذلان أو كلمة وجعت قلبك، ورا كل تخلي أو طعنة غدر، ورا كل وحشة بتلاقيها في قلبك لما متلاقيش حد فهمك أو حاسس بشعورك فتضيق الدنيا، ورا الحنين والفقد، ورا كل دمعة بكيتها لوحدك عشان متتكسرش قدام حد، ورا كل مرة حسيت بعجز عن التعبير عن اللي جواك وكأن لسانك تقيل، ورا كل إيد سابتك وكل إيد إنت سبتها لأن الرابطة أصبحت عبء، ورا كل حد ظلمك أو أسقط عليك سواد جواه وإنت سكت، ورا مشهد خوفك وإنت بتتكشف وحدك في غرفة باردة استعدادًا لفحص طبي، ورا كل خطوة خطيتها ورجلك كانت بتترعش في الطريق.
اقرأ أيضًا: لأول مرة.. ما بين الخذلان والمكاسب
لماذا يبتلينا الله؟
ورا كل صدمة فيه حد كنت راسم له صورة جواك وطلعت مختلفة، أو صدمة في نفسك إنت شخصيًا (اللي هو مكنتش متوقع من نفسي كدة)، ورا ميوعة المواقف اللي استنيت تتحسم، ورا قرارات صعبة أخدتها في لحظات حيرة وقلة اختيارات متاحة، ورا كل مواجهة مع الدنيا، هتكتشف إن كل ألم مر بيك ما هو إلا نداء للمعية.. أصوات الألم ما هي إلا نداءات المعية.. متخيل؟!
الألم وسيلة من وسائل التواصل والاتصال اللي ربنا بيندهنا بيها، كإنه بيقولنا -سبحانه وتعالى- أنا اللي معاك.. قرب مني.. أنا بحبك.. محدش هيحبك وهيفضل معاك غيري.. محدش هيفهمك غيري.. محدش هيقدر يساعدك غيري. ومن هنا، نظرتنا “للألم” بتتغير ويصبح الصوت مرتبط جوانا بشعور من إيه، بيسموها غبطة أو تهلل غير مبرر مهما كان صوت الألم محمل بوجع كبير. بيبقى شعور جوة قوي كدة، مستخبي ومحتاج إننا نحفر شوية عشان نكتشفه علشان نشوف معية الله.. دوروا كويس، هتلاقوه.
اقرأ أيضًا: فى رحلة معرفة الله: القلب موصول بالخالق في كل وقت