رمضان كريم جدًا رغم كل شيء

1314

بقلم: آية إبراهيم

كورونا أعطتنا هُدنة ولم تمنع عنَّا بهجة رمضان

من حوالي شهر كده صحيت من النوم وأنا بفكر يا ترى رمضان السنة دي هيكون عامل إزاي؟ تخيلاتي كلها كانت متشائمة ووأشكت إني أعيط، الأحوال بتسوء والمساجد مش هتتفتح، لا هنصلي تراويح في المسجد ولا هنسمع صلاة الفجر والدعاء من البيوت، مش هنخرج وده هيضيع علينا فرصة إننا نشوف مظاهر البهجة بتاعة رمضان في الشوارع. بالصدفة صديق ليَّ عندي على فيسبوك طلع لايف في نفس اليوم بالليل كان بيتكلم عن ذكرياتنا في رمضان وبنعمل ايه عشان نستعدله، سمعنا كل الأغاني المرتبطة بالشهر الكريم وتترات الكرتون اللي اتعودنا نشوفها خلال سنين في طفولتنا وكانت بتكبر معانا، وأغاني الإعلانات المبهجة اللي كان أغلبها بيتكلم عن اللمة والذكريات أو فعل الخير، كانت صدفة جميلة إني أسمع اللايف ده في نفس يوم أفكاري المتشائمة، عشان لقيت حد قصادي بيفكر بطريقة إيجابية أكتر وإن حتى لو الشعور مش موجود فينفعجدًا نستدعيه ونفرح بيه.

رغم كل شيء رمضان كريم

الجملة دي انتشرت وحواليها صور كتير ومبادرات لناس بتحاول تفرح برمضان في وسط الظروف اللي بنمر بيها، وكان من ضمنها صورة لطفلين ماسكين فانوس هيعلقوه وهما لابسين كمامات، وكأنهم بيقولوا مفيش حاجة هتمنع عننا بهجة رمضان.

فرحة هاند ميد ومظاهر مشتركة في بيوتنا

صور الفوانيس القديمة اللي طلعت واتعلقت في البيوت والبلكونات، الزينة الهاند ميد، مفارش الخيامية المشهورة بشهر رمضان، استعدادت متشابهة في أغلب البيوت، بعتقد إن الجهود المبذولة في صنع الزينة السنة دي كانت مضاعفة ومبهجة أكتر من كل سنة، عشان أغلبنا محتاج يفرح في فترة صعبة كلنا بنمر بيها. قد إيه البيوت جميلة ومليانة دفا، جميلة بأهلها، جميلة باستعدادت رمضان ومحاولات صنع البهجة هاند ميد.

عكس كل سنة كنا بنستسهل ونشتري زينة جاهزة، المرة دي قررنا في البيت نعملها بإيدنا، قعدنا ساعات نرسم فوانيس ونقصها من الورق الفوم الجليتر، وفي الخلفية أغاني رمضان القديمة، في الوقت نفسه ده كان بيتكرر في بيوت كتير عند أهالينا وأصحابنا، أغلب الصور على تايم لاين الفيسبوك كانت بتقول كده، عرفت إن حتى لو مش هنشوف مظاهر رمضان في الشارع فإحنا هنجيبها لحد البيت وهنزود فرصة استمتاعنا طالما هنقضي فيه الشهر الكريم.

في كل محنة منحة

رمضان في الأصل شهر روحاني غرضه الأساسي إن أرواحنا تهدأ، نقرب من ربنا بالعبادات والأدعية والتأمل، وبغض النظر عن كل العادات المبهجة المرتبطة بالشهر الكريم، لكنها كانت أحيانًا بتعطلنا عن الهدف الأساسي، وهو إننا نخرج من الشهر ده أهدأ وأقرب إلى الله، أنا حاسة إن السنة دي فرصة عظيمة لممارسة الطقوس الدينية بطريقة أكثر اتقانًا وهدوءًا، وإنها فرصة للتأمل في الحياة وفهم الدرس المقصود من الأزمة، والتمعُّن في رسائل ربنا، وإننا نبطل جري ورا كل حاجة ونرتاح وناخد هدنة، ونعرف إن تدابير ربنا فوق كل خططنا وأحلامنا، وإن رغم كل شيء “لن يُضيعنا أبدًا”.

التقبل هو أهم حاجة في كل حاجة بتحصل

التقبل بيساعدنا نتأقلم، بيخلينا نفكر في حلول بديلة ونخرج برة صندوق الشكوى والاستسلام، أو صندوق الروتين اللي كنا بنشتكي منه، اقبلوا رمضان المختلف وخلوه مبهج بطريقتكم، شغلوا الكارتون اللي كان بيبسطكم زمان، شغلوا الابتهالات في بيوتكم، استمتعوا بتفاصيل رمضان اللي مبتجيش غير فيه. استدعوا الشعور الحلو وهييجي لحد قلوبكم، وادعوا كتير ربنا يرفع عنا البلاء ونخرج من الأزمة دي على خير، ادعوا وأنتم موقنون بالإجابة، افتكروا إن رمضان فرصة كبيرة، وإنه كريم بيجيب معاه كل خير.. وإنها “هتروق وتحلى”.

اقرأ أيضًا: دليلك لاختصار وقت المطبخ في رمضان

المقالة السابقةمطبخ أمي سر الخلطة
المقالة القادمةحديث الصباح والمساء: عصر تدور أحداثه كلها في البيت
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا