رحلة الحب

1722

بقلم: شيري حنا شفيق

الحب يبدأ زي العاصفة جواك، يخليك طاير من الفرحة، يا دوب لامس الأرض برجليك، بتكون في قمة سعادتك في البداية، شايف الدنيا متلونة بالوردي، شايف الأماني سهل تتحقق والوعود سهل تتصدق، كأن الدنيا فاتحة دراعاتها وبتمنحك كل اللي يرضيك، قد إيه الحب في البداية جميل زي نسمة الهوا للقلب العليل. بعد فترة من وهج الحب بتنزل على أرض الواقع عشان تتمم السعادة اللي مالية عينيك، بتفوق من سكرة الحب على ضخامة المسؤولية عليك، بتفهم إن تتميم الحب وتتويجه بالجواز يحتاج لأكتر بكتير من المشاعر الفياضة، يحتاج جدية ومسؤولية وخطوات عملية، وتقف بشجاعة قدام التحديات الصعبة والعقبات اللي لازم تحاول تذللها عشان تكمل مع الشريك.

مرحلة الصدمة

بتفوق من المرحلة الوردية وتدخل في مرحلة الصدمة. الأماني في مرحلة الصدمة مش سهل تحقيقها زي ما كنت متخيل، لأنك هتقابل تحديات كتير، منها طلبات الأهل والالتزامات المادية وتوفير حياة آدمية وفتح بيت بجدية ومصاريف لا ليها أول ولا آخر، تكتشف إنك مش مستعد ماديًا لكل ده زي ما كنت متخيل، فتبدأ تاخد أول خطوة لورا. كمان تكتشف إنك لسة مش ناضج كفاية ولا مستعد نفسيًا لخطوة الجواز، اللي بتقوم على العطاء أكتر من الأخذ. والاحتمال والصبر وطول البال والتأقلم مع عيوب الشريك اللي بتبان بوضوح بعد ما يهدا توهج الحب.

بيهدا التوهج وتتضح الرؤيا، إن الشريك شخص عادي زي كل الناس، له عيوب وله احتياجات وله مزاج متقلب ومش دايمًا لطيف وحنون، وبيطالبك تاخد خطوات جدية وتشيل المسؤولية بعيدًا عن الرومانسية، وده الطبيعي، بس سكرة الحب الأولى كانت بتخليك تعدي ومتركزش.

لما بتواجه مرحلة الصدمة بتكتشف إنك لسة مش مؤهل كفاية إنك تتحمل المسؤولية دي، فترجع تاخد تاني خطوة لورا.

اختبار متانة الحب

ودي مرحلة مؤلمة شوية فيها الطرفين بيختبروا بعض، هل حبهم حقيقي ولا كان خطفة وفاقوا منها على واقع مرير. يبدأ كل طرف يطلب حتى لو بشكل غير مباشر إثبات حب الطرف التاني ليه، وتبدأ المعركة، وبما إن الراجل والست طبيعتهم وتفكيرهم مختلف عن بعض، فالراجل يختبر الست بالتحمل والصبر على الأوضاع والظروف الصعبة، وحتى لو الظروف مش صعبة قوي هو بيصعبها عشان يتأكد الست دي بتحبه قد إيه ولحد إمتى.

أما الست فطبعها رقيق كله مشاعر، بتختبر الراجل بمدى اهتمامه وحبه وجديته معاها، وتطلب على طول خطوة جادة رسمية، وهي خطوة الجواز، خطوة تطمنها يا إما تمشي ومتكملش، الراجل بيفتكرها في الوقت ده بتضغط عليه ومش حاسة بيه، لكن مش دي الحقيقية. الست ببساطة عايزة تتطمن إنه هيفضل موجود وهيفضل يحب والعلاقة هتستمر، والحاجة الوحيدة الضامنة هي الجواز، فتبدأ تلح على الراجل عشان يثبت حبه وياخد خطوة.

المباراة هنا بتكون في أشد قوتها، كل طرف بيشد من ناحيته وبيطالب الطرف التاني يثبت ولاءه وحبه، بعيدًا عن حلاوة الحب والمشاعر الفياضة.

يا قدام يا إما مفيش

هنا العلاقة بتوصل لمفترق الطرق، فإما تكمل وتنتهي نهاية سعيدة بعد ما تمر بعقبات شديدة، يا إما تنتهي نهاية غير سعيدة بإن كل طرف ياخد قرار البعد، ويشوف إن التاني مش بيحبه وكان بيخدعه، لأنه ببساطة سقط في اختبار متانة الحب. هنا كل طرف بيفكر في نفسه وبس، وقد إيه اتخدع بعد ما وثق في شخص وخذله.

والمرحلة ديه ليها سكرة زي مرحلة الخطفة الأولى. بتخلي كل طرف مش شايف كويس ولا بيوزن الأمور صح، فتنهار العلاقة الجميلة اللي كان ممكن تكون من أنجح العلاقات، لو كل طرف تفهم طبيعة الآخر بوعي وقدر مشاعره ومخاوفه وتحدياته.

في النهاية..

الحب مش كلام ولا غنا وأفلام، ولا خطفة تطيرك في الهوا وتخليك فرحان، الحب أمان واهتمام وتقدير واحترام. الحب التزام وتحمل مسؤولية، الحب احتمال وصبر وكتف شديد وقت الضعف، ضهر وسند وبيت دافي يحتوي ضعف الشريك ويستر عيوبه، الحب رحلة شاقة تمنها كبير، وقبل ما تطلع الرحلة الممزوجة بالحب والتعب اعرف الأول هل عندك استعداد لتحمل مشقة المسير في رحلة الحب الطويلة ولا لسة إنت مش قدها.

المقالة السابقةصالحت بيك أيامي
المقالة القادمةكيف تتعاملين مع الرجل المدلل؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا