كيف تتعاملين مع الرجل المدلل؟

4911

نشأة الرجل المدلل

قد تتمادى بعض الأمهات في تدليل أبنائها، يظل في نظرها صغيرًا على أداء أي مهمة تُوَكّل إليه، تمر عليه الأيام والسنون فيظل متأخرًا عن التجارب الحياتية التي كان يجب أن يكتسبها في صغره، تظل المشكلة مستترة لدى الطفل المدلل، لتصبح مشكلة كبيرة مع كونه رجلاً مدللاً، وتتفاقم المشكلة أكثر عندما يصبح هذا المدلل زوجًا. التجارب الإنسانية في الصغر تشكل جزءًا كبيرًا من وعي الرجل الناضج، فإن كانت الأم تحرمه هذه التجارب فلن يصل أبدًا إلى هذا النضج بمفرده.

في مسلسل “Black mirror” حلقة إرك أنجل وضعت الأم شريحة في عقل ابنتها تتابع مشاعرها وانفعالاتها بدافع الخوف عليها، وكان من أكثر المشاهد تأثيرًا عندما كانت تخاف الفتاة الصغيرة من كلب أسود، أخفت الأم صوته وصورته من عقلها حتى لا تخاف، في الحقيقة هي حلت المشكلة في الوقت الراهن، لكن هذه الفتاه لم تختبر مشاعر الخوف، وبالتالي لن تستطيع التعامل معها في المستقبل إن تعرضت لها بشكل مختلف. بنفس الطريقة حرمان الطفل من تحمل مسؤولية تناسب سنه، أو المشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصه أو تخص مستقبله أو إلغاء إرادته ستنقلب بالسلب في شخصيته مستقبلاً، وستكون لعنة حقيقية على الأسرة التي سيكونها.

لذا يجب ألا تحاولي اختلاق الأعذار لابنك إن لم يحل الواجب، دعيه يعي عواقب اختيارته، لا تنخرطي في مشكلاته مع أقرانه، ستظنين أنك تأخذين دور البطولة في نظر ابنك، ولكنك دون أن تدري لن تجعلي منه بطلاً لروايته الخاصة، سيظل يلعب الدور الثانوي في روايتك أنت، دعيه يتعرض للخسارة من حين لآخر ليفهم طبع الحياة، واكتفي فقط بالنصح والإرشاد المستمر دون كلل أو ملل.

أما عن الأم المُعِيلة التي لديها شعور دائم بأنها ضحت بكل شيء من أجل راحة أبنائها، فهي تقوم بدور نفسي خفي في تكوين شخصية الرجل المدلل، لأنها تغمرهم بالحب والحنان الزائد كنوع من التعويض يصل إلى حب السيطرة، ومع تكرار تضحيتها فهي تولد رهبة وخوف لديهم من محاولة الاستقلال والهروب من الاعتمادية، فيصبح لديهم شعور دائم بالذنب مقابل ما قدمته من تضحيات.

عيوب الرجل المدلل

  • الرجل المدلل لا يتحمل المسؤولية، يسمح بأن تتولى زوجته الإنفاق على المنزل وحدها، ويترك لها أبسط الأمور التي تُطلب منه كَرَب أسرة.
  • يحتاج لمن يفكر بالنيابة عنه، ويأخذ معه -إن لم يكن له- أهم قرارات حياته، تجده لا يستطيع شراء شيء بمفرده، أو يخطط لمستقبله أو حتى يغير عمله دون مساعدة.
  • يميل للاستقرار ويبعد عن المجازفة، محدود الطموح، لأنه تعود دائمًا أن يخطط له أحد مستقبله.
  • يكشف تفاصيل حياته وأسراره لأسرته، أو بالأحرى لوالدته، وهو ما يشعر الزوجة دائمًا بعدم الأمان، وتكثر الخلافات لهذه النقطة تحديدًا بين الأزواج، فتشعر الزوجة بأنها مراقبة وليس لديها خصوصية، وهذا بالتأكيد شعور يهدد سلامها النفسي.
  • ذكر بعض الأخصائين النفسيين أن الرجل المدلل قد يعاني من الضعف الجنسي، نتيجة شعوره الدائم بعدم الثقة في نفسه، خصوصًا إن كانت زوجته ذات شخصية مستقلة وقوية، مما سيشعره بأن قدراته أقل منها، وهذا قد يؤثر عليه نفسيًا، مما يؤثر على أدائه الجنسي.

هل توجد مميزات في الرجل المدلل

الرجل المدلل يكون عاطفيًا ورومانسيًا، يقدر الحياة الأسرية ويحترمها بشكل كبير، وذلك نتيجة علاقة الحب والود والأمان التي كان يتبادلها مع والدته، فهي بشكل تلقائي تنعكس على حياته الأسرية سواء مع زوجته أو أبنائه. ولكن هذه المميزات ليست كافية للمرأة، أو للدقة بعض النساء لا يكتفين بهذه المميزات لبناء حياة زوجية سليمة، وسيصطدمن حتمًا بالعيوب.

كيف تعاملين الرجل المدلل

الرجل المدلل بحاجة دائمًا للتقدير، أي أن تعلقي على كل تصرفاته بأنها مقبولة وجيدة وفي محلها، وألا يشعر بعدم الثقة ويتحول الأمر إلى تردد، فإذا طلبتِ منه شراء الخضراوات والفاكهة واشتراها بالفعل فصفقى له واشكريه، وإن كانت بعض الثمار عطنة، لأن تعليقك السلبي سينتهي بأنك من تشتريها في المرة القادمة.

ساعديه على الاستقلال المادي، فهذا أول الطرق لفتح أبواب جديدة وخبرات واسعة، مع العلم أنه سيكون مترددًا وخائفًا من كل خطوة يخطوها بعيدًا عن فقاعته. سيتراجع وسيخبرك عن خطورة جراءتك، فعليك الصبر واتخاذ خطوات صغيرة على المدى البعيد، لكن في النهاية سيرى أنه لم يمت عند المجازفة قليلاً، ومحاولة الاعتماد على نفسه.

اكسبي ثقته واجعليه يخبرك بكل أسراره، دون أن تشجعيه على البعد عن والديه، بالعكس حبك لأسرته سيجعلك بالنسبة له محل ثقة، وسيشعره بالأمان، وأنك لا تهددين علاقته الوثيقة بأسرته، وبالتدريج ستجدين نفسك تحتلين عنده المركز الأول في الثقة، وستكونين مكمن أسراره.

ستلعبين أدوارًا كثيرة وحدك، ستأخذين الكثير من القرارات التي ربما تحتاجين فيها للمشورة والمشاركة، ربما يعجبك الأمر، وربما ستفتقدين وجود الرأي الآخر، في النهاية سيتوقف حجم معاناتك على طبيعة شخصيتك وقدرة تحملك.

إن كان لديك القوة ثابري، وإن باءت محاولاتك بالفشل.. فاهربي. ولا تضيعي عمرك مع رجل لن تشعري معه بالقوامة أبدًا، لن يشعرك بالأمان، وحتى حبه وحنانه لك سترينه بشكل مختلف وتفسريه على أنه ضعف، الرجل المدلل عبء، ستتحملين هذا العبء فترة، وفي النهاية سينحني ظهرك وتستنزف طاقتك.

المقالة السابقةرحلة الحب
المقالة القادمةكيف تلتئم: محاولة إيمان مرسال لمواجهة أشباح الأمومة

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا