حب يستحق التعب

1932

بقلم: روكسان رأفت

بما إننا في عيد الحب وشهر الحب، مش ممكن ننسي فيلم مصري جميل اتكلم عن الحب، اسمه “حب البنات”. الفيلم لطيف خفيف يعتبر رومانسي إلى حد كبير، بيحكي عن قصة 3 اخوات من أب واحد لكن كل واحدة من أم مختلفة. الأب ده بيسيبلهم وصيته، إنهم لازم يعيشوا مع بعض سنة كاملة عشان يقدروا يستفيدوا بالمبلغ المالي الكبير اللي هو سابه، ولأن كل واحدة فيهم كانت عايشة في بلد، فكان تحدي كبير بالنسبالهم إنهم ينفذوا الوصية دي.

بتتوالى أحداث الفيلم، لكن اللي بيلفت نظري كل مرة أتفرج على الفيلم جملة أو جمل قصيرة متتابعة، بيقولها دكتور مهيب النشوقاتي، اللي بيجسد دوره الفنان أشرف عبد الباقي، واللي كان بيعيش مع الاخوات دول في نفس العمارة، بعد ما اتجمعوا كلهم عشان يعيشوا في شقة أختهم الكبيرة ندا، تنفيذًا لوصية باباهم.

ورغم إن مدة المشهد اللي بتتقال فيه الجمل دي لا تتعدى الدقيقة ونص، إلا إنها جمل محورية جدًا في الفيلم.

الدكتور قالهم:

أنا من خلال خبرتي القليلة دي اكتشفت إن معظم المشاكل النفسية سببها حاجة واحدة، الحب. يا إما مش عارف يحب اللي بيحبه، يا إما مش عارف يخلي اللي بيحبه يحبه، يا إما مش عارف يحب اللي حواليه، يا إما مش عارف يحبب اللي حواليه فيه، يا إما بيحب نفسه بزيادة، يا إما مش عارف يحب نفسه خالص. دايما ليها علاقة بالحب.

والحقيقة أول مرة سمعت الجملة دي، حسيت إن يااااه! فعلاً عنده حق! إزاي الجملة معبرة قوي كده؟! إزاي بتعبر عن الواقع كده؟! ويمكن لأن ساعتها كنت صغيرة، انبهرت بالجملة وعديتها عادي بعد كده. لكن دلوقتي وبعد سنين كتير، اتغيرت فيهم برضو كتير، مقدرش أعدي الحقيقة دي كده ببساطة. الحقيقة إن فعلاً الحب حاجة مفعولها عامل زي السحر، يقدر يرفعك لسابع سما، لكن كمان وللأسف يقدر ينزلك لسابع أرض.

كل مرحلة في حياتنا بنحتاج فيها للحب، من أول ما كنا صغيرين قوي قوي، لحد ما هنبقى كبار عواجيز، يمكن سناننا واقعة أو مش بنشوف كويس. والعجيب في الحب إن الناس اللي عايزينهم يحبونا هما كمان عايزين يتحبوا، وكأنها دايرة مقفولة بنفضل نلف فيها طول عمرنا. أحيانًا بتبقى اللفة ممتعة ولذيذة، وأحيانًا تانية بننهج ونفسنا يتقطع ونتعب. مرات كتير بتكون اللفة نوع من أنواع المغامرة، ومرات تانية بتكون نوع من أنواع العذاب والوجع.

يعني كلنا نتمنى نِحب كما نُحَب، أقصد كل واحد فينا يتمنى يتحب زي ما هو عايز، يتمني إن الطريقة اللي بيظهرله بيها الحب تكون هي الطريقة اللي بيفهمها. لكن لأن ده مش دايمًا في إيدينا، ومش دايمًا بنعرف نخلي الأمور تمشي زي ما إحنا عايزين، فأنا حابة أتكلم عن دوري أنا كمحب مش كمحبوب.

كل حد فينا بيحب وبيتحب، وعشان أكون محب جيد بتخيل إن فيه بعض الحاجات اللي لازم يكونوا فيَّ:

1. يا ريت أكون فاهم لغة الحب بتاعة الطرف اللي قدامي، وطبعًا ده في العلاقات القريبة على الأقل، ألاحظ هو بيحب إيه، بيفهم الحب إزاي، عملي ولا عاطفي، سريع ولا بطيء. لما بفهم لغة الحب ببقي قطعت شوط طويل في العلاقة دي، سواء أنا أم أو زوجة أو صديقة.

2. لو بحب حد يا ريت أتغير عشانه. يمكن ناس كتير متوافقنيش وتقولي ده حب مشروط، لكن اللي أقصده إني أتغير عشان أكون أم أحسن، زوجة أحسن، صديقة مؤثرة.

3. لو بحب حد يبقي من حقه عليَّ إني أقضي معاه وقت، وقت حلو قيم، ويا سلام لو نعمل حاجة في الوقت ده يكون الطرف التاني بيحبها، مش أنا بس.

4. لو بتحب حد ادعيله. سهلة وبسيطة لكن كتير بننساها. اطلب ربنا عشان حبايبك بكل تفاصيلهم.

5. كل مع اللي بتحبهم، أيوة الأكل واحد من الحاجات اللي بتجمع الناس. أنا شخصيًا بجتهد إني أخلي وقت الأكل لأسرتي وقت جميل فيه ذكريات حلوة، مش مجرد وقت وخلاص.

الكلام عن الحب مبيخلصش. ينفع نكتب فيه كتب، وكلنا نتمني نكون محبوبين.

ياااه على إحساس إنك محبوب! إحساس إنك مميز عند حد، إحساس إنك لو وقعت فيه إيد هتسند وكتف يشيل وقلب يدعي. وعشان الدايرة تفضل مغامرة ممتعة وميتقطعش نفس حبايبنا، ابذل مجهود في الحب.

اقرأ أيضًا: 5 تصورات ظلمت الحب

المقالة السابقةلولا الكتابة ما كنت هنا
المقالة القادمةمن أطفأ النور بداخلي!
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا