مواصفات فارس الأحلام

6519

بقلم: بسمة محمود

“أنا عايزة الناس يتكلموا عنك ويشاوروا uليك ويخافوا منك”.. هكذا كانت ولا تزال أغلب الفتيات يحلمن “بفارس الأحلام”، ذلك الرجل قوي العضلات، الساحر، الذي يجيد جذب الانتباه ويخشاه الجميع، بينما كنت أرى “فارس الأحلام” بعين فتاة حصلت للتو على رواية جديدة من روايات “زهور” أو “عبير”. أن يكون “صلاح ذو الفقار” وليس “حواش منكورة”.

مواصفات فارس الأحلام

رجل تكون عضلاته في مشاعره ورهافة حسه ورقة قلبه، وتكمن قوته في شهامته واعتزازه بنفسه وحبه واحترامه لذاته ولغيره.. كاتب، رسام، أو موسيقي، لا يجيد الانتصار في معركة عنيفة لافتقار يديه إلى الغلظة. ولكنه بارع في تمرير أصابعه بانسيابية على مفاتيح بيانو قديم فيحبس أنفاسك في نوتة شجن أو دقة وتر حزينة، ينفعل بالتفاصيل الوجدانية، فيفتح دفتره، ويندفع قلمه في جُملة، لن يهديها غير لحبيبة، أو ربما يصوّر بريشته، صورة لوجهها وهو يغزل ضفائرها المنسدلة كخيوط من أشعة الشمس.

يقرأ الشِعر ويرسل لها أبياتًا في رسالة بدلاً من القلوب الحمراء، يستمع إلى “الست” ويهز رأسه مع تدرجات الألحان، ولا يُسفه من هوس النساء لفن عبد الحليم أو كاظم، رجل لا تقتل مهنته أجمل ما فيه، لا يخنقه جموده، ولا يدهس روتينه حياته. يحيا بالمشاعر ويرى أن التعبير عنها ليس حكرًا على الأنثى، بل يعبرعن مشاعره بانسيابية وتلقائية دون عُقد، أو خجل أو ادعاء زائف بالقوة. رجل يقوم بمسؤولياته وهو يحب الحياة، ويُحب نفسه، ويُحب حبيبته.

اقرأ أيضًا: هل نتغير بعد الزواج؟

كيف أرى فارس أحلامي

أراه رجلاً يرى في نظرة العين معنى، ويسمع في الصمت كلمة، ويبكي وينفعل ويهدأ ويضحك. رجل يهدي حبيبته الموسيقى والأغاني ويسعد لو أهدته هي لحنًا جميلاً، ثم في آخر اليوم يتبادلا حديثًا يحكي لها كيف وقع ذلك في نفسه، رجل يحب الفن ويتذوقه ويتأثر بالمشاهد الحزينة ولا يسخر منها أو يُحقرها.

رجل يُقدر الجمال، الجمال في كل شيء، يلتفت لجمال العمارة، ويحب البنايات القديمة ويلاحظ بعض التفاصيل ولا يمر بها دون اختلاس النظر وهي لم تترك شيئًا في نفسه، رجل يتحدث مع جيتاره وينصت لصوت العصافير ويستفز ضحكات الأطفال الذين يمر بهم. رجل، تدينه جلي واضح في معاملاته، أكثر منها في هيئته، يكون محبًا للبساطة، غير متكلف. رجل لا يستمر في حديث مضجر عن إنجازاته، وإنما يكون لديه من الثقة ما يجعل في صدره براحًا للاستماع لقصص نجاح الآخرين، ويعلم أنه ليس مجبرًا على خوض معارك المقارنات، وأنه “هو” وذلك يكفي.

حديثه همس والتفاتاته مُهمة ونظرة عينه شاردة وكأنما يُلّقى الإلهام، رجل يمد يده لربتات الأكتاف، والطبطبة، والاحتواء، ليس لي وحدي، وإنما للبشر جميعهم، دون أن يعقد الأمور، دون أن يستشعر أن ذلك سيثير غيرتي، لأنه يعلم أني أحب ذلك فيه، رجل، رجولته تتمثل في قوة الاحتواء، في رومانسيته، رجل شهامة مواقفه تكون المحرك الأساسي لأستطيع أن أحلم به ومعه.

هكذا كانت صورة “رجل فارس الأحلام” مرسومة في ذهني، رجل يجود بالمعاني أكثر من الوصف، فتسمو معه الروح في رحلة الارتقاء الإنساني.

اقرأ أيضًا: حلم الارتباط والحب: لسة في الأيام أمل مستنيينه

المقالة السابقةكيف يساعدنا التجرد على الامتنان
المقالة القادمةلعبة نيوتن: تربة صالحة للابتزاز العاطفي
مساحة حرة لمشاركات القراء

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا