أحب المشاعر السلبية

1407

بقلم: كاتي عياد

ليَّ صديقة أما تصيبني المشاعر السلبية تقوم لحقاني عشان أخرج من ضيقي بسرعة، أو لو جيت أعيط تفضل تقولي اهدي وتحضني وتعمل أي حاجة عشان تضحكني، وبضحك فعلاً، بس اكتشفت إن بيكون جوايا لسة عياط. هي آه مسمحتش إنه ينزل، لكنه مختفاش، بالعكس، ده أنا حبسته جوايا!

فيه ناس مش بتحب مشاعرها السلبية ولا بتستحمل وجودها، وبتعمل أي حاجة عشان تهرب منها أو تكتمها أو تتحاشى الكلام عنها. لكن أنا مش منهم. أنا بحب مشاعري السلبية اللي فيها حزن أو عياط أو دبلان أو إرهاق أو ضغوط، والموضوع مش سوداوية ولا حاجة، لكن بيتلخص في كام نقطة.

اقرأ أيضًا: دروس اتعلمتها من الاكتئاب

ليه بحب مشاعري السلبية؟

أولاً: دي جزء مني، ومينفعش أقول إني منتظرة الناس تقبلني وتحبني زي ما أنا وفيه جزء مني بتكسف منه أو أحاول أداريه، لأني مش قابلاه.

ثانيًا: عندي قناعة إن الأشياء بالضد تُعرَف، بمعنى إن اللحظات اللي مطفية فيها لما بختبرها وأتذوق شعورها، بقدر أمتن وأشكر اللحظات اللي ببقى متوهجة فيها، وأحس إن ده شعور مميز مش عادي. لما بمر بحالة حزن مع عين بهتانة وصوت مبحوح وضربات قلب غير منتظمة بقدر أفهم المعنى الحرفي لما حد يقولي إنه حزين. بكون مدركة لأصغر التفاصيل اللي هو حاسسها، لأني مريت بيها وسمحتلها تطلع وحطيتها قدامي وفهمتها، وفهمت كمان أتعامل معاها إزاي، فبقدر وقتها أساعده.

ثالثًا: بطمن على نفسي إني لسة عندي القدرة على التأثر والإحساس بمختلف المشاعر، لسة ترس المشاعر عندي بياخد التعبير الصح المناسب لكل موقف.

رابعًا: لما بقبل شعوري السلبي أو السيئ ومكونش ضده أو أتبرأ منه أو أجري أستغيث بحد يبعده عني بقدر وقتها أدي نفسي متسع وقت أطلعه برة مني، وأعمل تفريغ انفعالي لسلبيات مكانها الطبيعي إني أعبر عنها وأسيبها تطير بحرية، لحد ما تبعد عني، مش أكتم عليها وتفضل جوايا وأفضل متعذبة بيها.

خامسًا: أنا بحب الحياة، وحبي ليها مبني على معرفتي وقبولي إن فيها الحلو والوحش، وزي ما بستمتع بشعور أنا برضو بستفيد بشعور تاني.

سادسًا: المشاعر اللي بنوصفها إنها صعبة ووحشة ومؤلمة، دي قادرة تدي دروس عظيمة ليَّ في رحلة الحياة، قادرة تثري شخصيتي وتخليها متنوعة بخبرات كتير من كل شعور بحسه، وقادرة تخليني أفهم وألتمس أعذار للناس حواليَّ لما يمروا بمشاعر مختلفة أنا جربتها.

سابعًا: بحس إني حقيقية وإن أنا هي أنا فعلاً، مش المرسومة على مقاس الصورة اللي الناس عاوزة تشوفها. دايمًا متعافية وتمام ومبسوطة ومقبلة على الحياة وفرفوشة. الحياة مش وردي، وطبيعي مشاعري متبقاش كلها وردي.

تعرفي على: كيف اتخلص من الكتمان ومشاعر الحزن؟

كل مشاعري وليدة لحظات بتشكل حياتي وترسمها

هي مشاعر تستحق أحبها وأقبلها وأحترمها وأديها حريتها في الخروج التدريجي من جوايا، وأديها حقها في التعبير. طبيعي لما أخسر حد بحبه أو حاجة كانت عندي أعيط، ده نوع من تعبيري إن الحد ده كان غالي وفراقه آلمني، وده شيء لا يدعو للخزي عشان أداريه.

لما أغضب ورؤيتي للموقف متكونش سليمة، بفهم إن لما اللي قدامي اللي لسة باقية على علاقتي بيه يكون غضبان، إن مش ضروري آخد كلامه حرفيًا، وإن حوارنا الحقيقي هيبدأ لما يطلع كل اللي ضاغط على روحه، ويبدأ يهدا وميكونش محمل بأي مشاعر مضطربة أو سلبية.

اقرأ أيضًا: إزاي أقبل مشاعري السلبية؟

إنكار المشاعر

إنكار المشاعر غير المرغوب فيها مش معناه إنها انتهت أو مبقتش متعبة أو حملها خف، بالعكس، دي كده بتزيد.

لما تكون مكتئب وتحاول تبان قوي أو تستقوى على نفسك عشان عيب الناس تشوفك مكتئب وكلامك قليل ووشك مرهق، وتقوم عامل مجهود جبار إنك تضحك وتخرج وتهزر، هتيجي في آخر اليوم تلاقي إنك مش بس لسة مكتئب، لكن كمان صعبان عليك نفسك إن محدش منهم حس بيك، ولا عندك اللي تقوله إنك مكتئب، وهكذا.. هتلاقي المشاعر السلبية بتزيد، بس بتتعدى كونها شعور سلبي إنت حاسه، وتتحول لسلسة مشاعر بتهاجمك وبدأت تضعفك، عشان محترمتهاش من الأول وكتمتها.

آه المشاعر السلبية مش ألطف حاجة، بس لما بتقبلها هي بتدوب لوحدها، ولما بترفضها بتفضل موجودة وتبدأ تتقلب ضدك.

بالراحة على نفسك. مش لازم طول الوقت تكون إيجابي ومنور.

اقرأ أيضًا: كيف تتعاملين مع مشاعرك السلبية؟
المقالة السابقةالنجم الذي تعثر من السماء
المقالة القادمةالحياة في صُحبة النساء أجمل
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا