اخرج من دائرة الاكتئاب

1706

بقلم: وفاء مرزوق

مش عارف مالي“، فيه حاجة فصلاني“، “مش فاهم فيه إيه؟”، مفيش حاجة محددة قادر أحط إيدى عليها، بس أنا مش كويس. مش عارف ليه ومن إيه!“.

لو بتقول حاجة من الجمل اللي فوق دي، المقال ده ليك.

أغلبنا بيقوم في بعض أيام عنده شعور إنه مش في أفضل أحواله، موده مش كويس، مش مبسوط ومش مرتاح، وبندخل في دائرة اكتئابية من المشاعر والأفكار السلبية. في المود الاكتئابي كأننا بنلبس عدسة مُكبرة، النملة في عينينا بتبقى جمل. واللي كنا بنعديه ونتعامل معاه قبل كده دلوقتي مش بنعديه.

في المود ده بنلاقي دائرة اهتمامنا بالهموم اللي حوالينا بتوسع، فتلاقينا بنفكر في كل القضايا الكونية، من أول ثقب الأوزون لغاية جزمة عم مجدي (اللي إحنا منعرفوش) اللي اتقطعت ومعرفش يروح مشواره!

الحقيقة المود ده بيقتلنا ببطء، وبيقضي على الحياة جوانا وعلى الدافعية، اللي هي أصلاً في الوقت ده متلصمة. المود الاكتئابي له أسباب كتير قوي، مش عايزة أتكلم عن الأسباب هنا، لأن أغلبنا عارف إيه الحاجات اللي بتسبب اكتئابه، أو الحاجات اللي بتثير triggers ذكريات فاتت.

لكن أفضَّل أتكلم في نقاط عن إزاي نطلع من الدائرة القاتلة دي:

متنعزلش

في الوقت ده إحنا ولا عايزين ولا قادرين نتكلم مع حد أو نشوف حد. بس كل ما انعزلت، فضلت إنت وأفكارك ومشاعرك لوحدك في دائرة مقفولة. عشان كده مهم يكون فيه حد معاك، تسمح له يدخل يكسر الدائرة دي. تواصل ولو مع شخص أو اتنين. اسمع صوت براك. المهم متنعزلش لوحدك.

افتح الشبابيك

متقعدش في مكان ضلمة، أصلها مش ناقصة أفكار ضلمة ومكان ضلمة. خلي عينيك تشوف النور والسماء، المشهد ده مريح في حد ذاته. بص للسماء بوسعها واطلب إن ربنا يوسع نفسيتك ببراح.

اعمل حاجة

شوف بتحب تعمل إيه واعمله. أنا عارفة إننا مش بيكون عندنا طاقة لأي حاجة وكأننا مضروبين علقة، بس حاول تعمل ولو حاجة صغيرة قوي وعلى مهلك، إنت مش فى سباق مع حد. لو بتعرف ترسم طلع مشاعرك في الرسم. لو بتعزف اعمل كده. لو مش بتعرف تعمل أي حاجة خالص (وإن كنت أشك إن فيه حد مش بيعرف يعمل حاجة خالص)، هات ورقة وقلم وشخبط، يمكن شخبطتك تطلع طاقة محبوسة جواك.

عبر عن مشاعرك

اتعود تعبر عن مشاعرك بشكل عام أول بأول ومتتكسفش منها. أصل الانفجار بييجي من كتر حبس المشاعر. لما تحتاج تعيط عيط. أقولك؟ لو معملتش كده ومعبرتش عن مشاعرك في الموقف بتاعها، هييجي وقت وهتنفجر في موقف مش مستاهل، هتعيط لو قهوتك جاتلك من غير وش. هتزعق في حد لو قالك حتى صباح الخير “وكمان بتقولي صباح الخير!”. فعبر ومتتكسفش، مفيش في المشاعر عيب ولا حاجة تدعو للإحراج.

كلنا هذا الرجل

مفيش حد كبير على الحزن والاكتئاب والعياط والانهيار. الدكاترة والمشيرين بيتعبوا عادي جدًا. إنت مش لوحدك اللي بتعدي بالمود الاكتئابي ده. يمكن الجملة دي تخليك متحسش بغربة وتحس بونس. ده مش معناه إننا هنتونس مع بعض في الدائرة دي كتير.

السوشيال ميديا

خد فاصل شوية من السوشيال ميديا، لأنها بتحط علينا كم مشاعر متناقضة فظيعة. بوست مُفرح وراه بوست حزين. خبر ميلاد طفل وراه خبر وفاة شخص. كم بسترة شعورية بنتحط فيها مش قليل. كمان السوشيال ميديا بترمي علينا مشاعر مش بتاعتنا ومتخصناش، وإحنا في الوقت ده بنكون عاملين زي المغناطيس اللي بيجذب كل حاجة حواليه. المود الاكتئابي كمان بيكون انتقائي، فبيلم كل السلبي مرة واحدة. وإحنا مش ناقصين. فخد فاصل شوية.

مفيش “كل”

لو ماشي على نظام غذائي أشجعك تكمل فيه ومتكسروش، عشان متزودش الأسباب اللي ممكن تضايق بسببها. حافظ على قد ما تقدر على الأنظمة اللي إنت ماشى عليها في حياتك. ومتقولش لنفسك هي خربانة خربانة. لأ هي بايظة في حتة معينة دلوقتي مش في كل حاجة. خد بالك من خدعة “كل” اللي بتكون في الوقت ده في تفكيرنا.

السكينة

خد وقت هادي مع نفسك، ومعاك كتاب واقرأ فيه شوية. خد وقت مع ربنا ادعي وصلي فيه وكلمه. ده الوقت اللي روحك بتتملي وتتشفي فيه، وروحك السليمة هي بس اللي تقدر تشيل نفسيتك اللي تعبانة في الوقت ده. اطلب سكينة وتقبُّل للحاجات اللي مش قادر ومش نافع تغيرها، وكل شوية بتطلعلك زي عفريت العلبة وتغير مودك وتقلب حياتك.

امتن

أول ما تفتح عينيك كل يوم اشكر ولو على حاجة واحدة بس في يومك. الامتنان والشكر بيفتحوا عينينا على الحياة اللي حوالينا. اللي ممكن نكون واخدينها باعتياد وبضمان استمرارية.

في النهاية أحب أقولك إنك مش لوحدك، ومشاعرك مش غريبة عن مشاعر البشر. وبطلب معاك شفاء لنفوسنا كلنا، وبطلب إن الحب يلاقينا ويشفينا. أتمنى نقدر كل يوم نختار الحياة.

اقرأ أيضًا: ما يسببه لك التفكير الزائد.. وكيف تتجنب الإصابة بالقلق

المقالة السابقةالتحرش والصحة النفسية للمرأة: قصص من الواقع
المقالة القادمةأنتِ لستِ السبب: 4 أعمال فنية عن التحرش وأشياء أخرى
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا