أول سنة أمومة: 9 أمور تعلمتها بنفسي

2324

بقلم: دينا خالد

الساعة دلوقتي تقريبًا تسعة الصبح. الجو مشمس وفيه لسعة برد تناسب شهر فبراير. قاعدة بكتب في لحظة من لحظات الهدوء النادرة في خلال السنة اللي عدت، أول سنة أمومة. طبعًا سبب الهدوء إن بنتي نايمة. صحيح هي لسة نايمة من ساعتين تقريبًا، وطول الليل عندها قلق بسبب أوجاع التسنين، وأنا ضهري مقطوم لأن بقالها يومين تقريبًا ماسكة فيَّ، وطول الوقت شايلاها، بس نستمتع باللحظة، لأن كلها ساعتين وندخل في الدوامة من تاني.

لما بقعد مع نفسي مش بصدق إن “ماريا” خلاص كلها أيام وتتم سنة، سنة عدت بقراءات وبحث عن معلومات كتير، حاجات منفعتش معايا وحاجات ظبطت بشوية مجهود، وحاجات قلت يا ريتني عرفتها من بدري، والأهم من كل ده الحاجات اليومية البسيطة اللي اكتشفتها وعيشتها بنفسي.

الحاجات الجاية مش أخبار علمية مؤكدة، ولا ليها مصادر هكتبها في آخر التدوينة، بس هي خلاصة أول سنة أمومة ليَّ. حاجات بسيطة، ممكن يكون فيها اللي تعتقدي إنه بديهي بس لما تيجي تطبقيه هتلاقي إنها محتاجة مجهود ومعافرة.

1. الولادة مش هي البداية

البداية الحقيقية بتبدأ من الحمل، وتدخلات الناس بتبدأ كمان من الحمل. خلى شعارك “كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر”، مش معناه طبعًا إنك تقاطعي الناس اللي هتنشغلي عنهم غصب عنك، لكن نصيحتي قرري وحددي أسماء الناس اللي هتاخدي رأيهم لما تواجهى مشكلة مع البيبي، لأن لو خدتي رأي كل اللي يقابلك هتلاقي كلام عكس بعضه كتير، واللبخة اللي كنتي عاوزاها تخف هتزيد.

2. صفحات الفيسبوك وقنوات اليوتيوب سلاح ذو حدين

في أول سنة أمومة فيه صفحات بتقدم نصائح عظيمة، للأم وللطفل، من أول الصفحات اللي بتقولك على وجبات صحية لحد اللي بتشرحلك نفسية الطفل وطرق التعامل معاه. لكن فيه صفحات تانية كل كلامها غلط، ومعتمد على كلام المتوارث اللي العلم كل يوم بيثبت ضرره على الطفل. الغي كل الصفحات دي من عندك وخليكي في الصفحات العلمية بس.

3. راحوا الصبايا والصبايا جم.. أجمل ما فيهم مين غير بنتي

عندي قناعة من أول ما ولدت إني لازم أحدد الطريقة اللي الناس يعاملوا بيها بنتي، وإن مفيش حاجة اسمها صغيرة ومش بتفهم، فمثلاً “ماريا” لونها قمحي، ومن أول يوم تعليقات الناس من عينات “إيه الوحاشة دي”، “بس لو كانت فاتحة شوية” مرحمتنيش. وكان القرار إني لازم أرد، وبقيت أرد عليها بالأغنية اللي فوق دي.

4. الكلام الإيجابي عن أفعال بنتي

دي نقطة فرقت معايا جدًا، إني ببساطة وعلى قد ما أقدر بقيت أحاول أشوف أفعالها من وجهة نظر تانية، مثلاً ممكن الطفل يبقى عاوز يمسك حاجة مش هينفع يمسكها، فنبعدها عنه، فيحاول تاني، فتلاقي التعليقات “ده هيبقى طفل عنيد أو دماغه ناشفة”، لكن تخيلوا لو كان رد الأم “بالعكس أنا شايفة إنه هيبقى عنده إصرار ومثابرة”، واقع التعليقين على النفس مختلف طبعًا.

5. القراءة من غير مرونة دمار

أنا عادة بدور على كل معلومة بنفسي، بدخل على مواقع وأدور في صفحات لناس بتكتب عن التربية والأطفال، على أي حاجة محتاجاها في أول سنة أمومة. بس كنت مفقتدة المرونة، فمثلاً لما كان بيعدي عليَّ يوم معملش نشاط مع بنتي كنت أبدأ لوم لنفسي، وجلد الذات ينزل بعزم ما فيه على قلبي، إني أم مقصرةفي حق بنتي. مع إن الحقيقة مفيش حد بيعمل كل اللي بيقراه وبيشوفه. أنا ممكن أقرأ عشر معلومات أعمل منهم سبعة، فحاولي تنبسطي باللي تقدرى عليه.

6. to do list  

من الحاجات اللي عملتها متأخر جدًا، تقرببًا من شهر بس، فرقت معايا جدًا. اشتريت نوتة صغيرة وبقيت أكتب فيها الحاجات اللي محتاجة أعملها من قبلها بيوم، في وجود طفل صغير مش مخليكي تعرفي تغسلي وشك براحتك، ممكن جدًا تبقي ناوية تطبخي لحمة وتنسي تطلعيها من الفريزر أصلاً، فالكتابة هي الحل عشان متنسيش.

7. الضغط العصبي

اللي بتبقى فيه الأم غصب عنها بيأثر على علاقتها بالطفل، عشان كده حددي أولوياتك. مثلاً أنا من الأولويات بالنسبة ليَّ إن لبس “ماريا” وإحنا خارجين يكون بشكل معين، فلما كنا نقرر نخرج كان جزء كبير من طاقتي بيضيع في تظبيط لبسها، وغالبًا كانت لازم تزن، (غالبًا توتري بيتنقل ليها)، عشان كده أول ما بلم الغسيل بحضَّر كل طقم كامل مع بعضه، عشان لو قررنا نخرج في أي وقت يكون جاهز ومضيعش وقت في التدوير.

8. أمومة الإعلانات مش حقيقة

الصورة العظيمة لأم ابتسامتها عريضة وهي واقفة بتطبخ أو بتقطع حاجة بالسكينة، والطفل ماسك في رجلها مش حقيقة. الواقع بيقول إنها لو حصلت مش بيكون فيها أي ابتسامة خالص، حيث إن الطفل بيبقى ماسك في بنطلونك وعاوز يقف، وإنتي بتحاولي تتحركي ومش عارفة. حاجة لا تدعو للابتسام إطلاقًا.

9. اعمل الأمور المهمة قبل ما تبقى أمور مستعجلة

من الأمور المهمة ليَّ إن الغدا يكون جاهز في وقت معين، مثلاً الساعة خمسة. أول ما ولدت كنت أستنى قبل الساعة خمسة بساعة وأبدأ، وغالبًا كانت النتيجة إن الساعة بتبقى ستة ونص ولسة الغدا على البوتاجاز. ده لأن فيه اتفاق ضمني بين أطفال العالم بيتفقوا إن ده الوقت المثالي للزن والعياط وتغيير الحفاضة. عشان كده الحل إني أعمل الغدا على مراحل، يعني على مدار اليوم أجهز، وقبل الغدا بساعة أعمل الخطوة الأخيرة.

وأخيرًا بفكر نفسي إن أكيد في يوم الإرهاق هيخلص والسهر هينتهي، فلا شيء يدوم للأبد.

اقرأ أيضًا: الأمومة بين كتب التربية الحديثة وصراعات الواقع

أول سنة أمومة: أم العيال

لهذه الأسباب العشرة لا أحكي مع بنتي قصصًا خيالية

المقالة السابقةأنا أم في عالم ليس به مكان للأمهات
المقالة القادمةما معنى مثال على رأسك ريشة؟ 9 نصائح لتصبح على رأسك ريشة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا