بقلم: دينا محمد
من منا لا تحب أفلام ديزني وخصوصًا أفلام الأميرت، سندريلا، الجميلة والوحش، عروس البحر وغيرها الكثير؟! لكن ما لا ندركه أن تلك الأفلام قد ترسل إلى عقلها الباطن أفكارًا لا نحب أن تحملها طفلاتنا.
1. الاعتمادية
هذا بالضبط ما يقوله فيلم “سندريلا“، ففي الفيلم “سندريلا” مستضعفة، تخدم زوجة أبيها وبنتيها، تعمل ليل نهار، ترضى بالهوان، ثم فجأة تظهر الساحرة وتصنع المعجزات من أجل سندريلا، التي تقف كمتفرجة دائمًا، وبعد الساحرة يأتي دور الأمير ليأخذها من الظلم ويتزوجها، وهنا بالضبط تكون النهاية السعيدة. إنه يعطي لطفلتك رسالة غير مباشرة بأن تنتظر الأمير، الذي سيأتي ليحقق لها أحلامها. وكم من فتاة حولك تنتظر الأمير! حتى أننا دائمًا نقول: “أنا انتظر الفارس بالحصان الأبيض“، كما نجد الكثير من الفتيات تؤجل كل ما تريد حتى تجد رجلاً يعطيه لها، ولا تسعى إلى هذا بنفسها.
2. يمكنني إصلاحه حتى لو أساء إليَّ
في فيلم “الجميلة والوحش”، تحاول “بيل” تغيير الوحش، على الرغم من عدوانيته، تروضه، وحينما يتحول بشرًا ينتهي الفيلم ويعم السلام. على الرغم من المعنى الرائع في الفيلم، فإنه يشكل خطرًا، فبعض الفتيات قد تتحمل الوحش وتحاول تغييره، لكنه ببساطة لا يتغير، فتبذل مجهودًا مضاعفًا، حتى تُستَهلك تمامًا، وتشعر بالتقصير واللوم. تلك الفكرة السائدة بأن من يحب أحدًا سيغيره ويصلحه تسبب التعاسة لكثير من الفتيات. هذا ما يفعله الفيلم بطريقة غير مباشرة.
3. التخلي عن نفسك من أجل أحد
لا ننكر أن التضحية شيء جميل، بل أنها من أسمى الأخلاقيات، لكن لأجل من تكون التضحية؟ في فيلم “عروس البحر” تتخلى “أريل” عن ذيلها وعن صوتها وعن خلودها كحورية بحر، من أجل الأمير الذي يحب الساحرة التي تحمل صوتها، على الرغم من النهاية السعيدة للفيلم، فإنه يحمل رسالة قاتلة، أن تتخلي عن أي شيء من أجل أحد، سواء كان هذا حبيبًا أو صديقًا أو غيرهما. للتضحية حدود لا ينبغي أن تتخطاها، هذا ما لا يقوله الفيلم، بل يقول تخلي عن كل شيء من أجل لا شيء.
4. المنقذ دائمًا رجل
في قصة “سنووايت” تستيقظ على قبلة الأمير، وفي قصة “الأميرة النائمة” توقظها قبلة الأمير. هذا ما تقوله الأفلام. شاهدي حياتك كمتفرجة، لا تسعي إلى تغييرها، وسيأتي رجل ليحل كل شيء.
في النهاية أنا لا أقول لا تجعلي طفلتك تشاهد أفلام ديزني مطلقًا، فقط راقبي ما تشاهده، وناقشيها، شاركيها المشاهدة، لكن لا تتركيها للأفلام، فكل ما نشاهده يذهب إلى اللا وعي، وكم من رسالة خفية قد تفسد العقول!
اقرأ أيضًا: كيف نحمي أطفالنا من ديزني؟