هو وهي في بيت العيلة

937

 

بقلم/ أمنية الشرنوبي

 

“وأنا ليه أصرف على واحدة مش قريبتي أصلاً” كلنا عارفين الجملة المشهورة اللي أحمد مكي قالها في فيلمه وهو بيستعجب ليه ممكن واحد يتجوز!

 

في الحقيقة المقولة دي معبرة جدًا عن تخوف كل راجل على استقلاليته وتحمل مسؤولية أي -بني آدم – تاني غيره.

لأن الراجل بيحب يبقى حر مهما كان عليه من التزامات، ويزعل لو طالبتيه بيها، لدرجة إنه ممكن يحس بالإهانة حتى لو تقصدي مجرد تنبيهه لحاجة هو مكانش بيعملها قبل كده.

 

زي إنه يقولك شكرًا على أكلة حلوة عملتيها وميعتبرش ده واجبك متستاهليش عليه الشكر.

مع إن ممكن أوي تعملي نفس الأكلة من غير نفس وتطلع حاجة كده استغفر الله.

وممكن أوي متعمليهاش برضو.

 

زي إنه يفتكر أنهي نوع شوكولاتة بتحبيها، مش أي نوع والسلام، لأنه في حقيقة الأمر كل الشوكولاتات هتتاكل، مش عشان منه، بس لأن هي حاجة حلوة مش محتاجة كلام.

 

زي أما يشوفك لابسة طقم جديد يبصلك بتأمل وبعدين يقولك فيه فيلم أجنبي تحفة على MBC2 تعالي يلا هيبدأ، يعني هو حفظ معاد الفيلم واستدعاه من ذاكرته ومخدش باله أصلاً إنك واقفة قدامه مهما اتزوقتي واتنططتي.

 

الراجل أغلب الأوقات بيعمل اللي لازم يتعمل.. مش بيفكر كتير لو اتعمل هيتعمل عشان مين، وهل الطريقة دي مناسبة أكتر ولا إيه؟

هوالمهم عنده النتيجة، مش مهم طريقة الوصول ليها ولا كل التفاصيل اللي في النص اللي هي أساس إحساس الست بتقدير الراجل.

 

كل اللي فات ده حال الراجل اللي بيقول نفس جملة أحمد مكي بكل سهولة.

تخيل بقى لو البنت قالت جملة شبيهة “وأنا أطبخ ليه لواحد مش قريبي أصلاً؟!”.. جملة مش مبلوعة، مش حقيقية خالص ومش متناسقة، لأن مفيش أي ست في العالم تكره أبدًا إنها “تخدم” الراجل اللي مش قريبها ده بمجرد ما يكون زوجها، حتى لو مش بتحبه.

تخيلوا بقي لو بتحبه!

 

معندهاش أي مانع تعمل اللالّي (اللي هو لحد دلوقتي مش معروف إيه هو اللالي ده) وتتعلم حاجات كتيرة معملتهاش قبل كده لمجرد احتمالية إنها تزوّد المحبة بينهم وتخليهم أسعد. مجرد إحساسها بالتقدير هو كلمة السر. هتديك عينيها طول ما بتحس إنها عندك غير الباقي. إنك من غيرها هي بالذات هتتعب كتير.. إنها مش زي الستات بتطبخ وتكنس. حتى لو كانت الحقيقة العلمية الواضحة إن كل الستات بيطبخوا ويكنسوا، مش اختراع يعني.

 

تخيلوا نفس الراجل ونفس الست اللي فوق دول لما يتجوزوا ويقولها “إحنا هنعيش في بيت عيلة”. السؤال اللي لازم ينطرح هنا في اللحظة دي وبيفرض نفسه بعنف “طب وأنا أتجوز ليه وأخدم قرايب واحد مش قريبي أصلاً؟!” ليه أطبخ لناس كتير أوي معرفهومش ويبقى واجبي ليه أغسل ملابهسم الداخلية؟ ليه أغسل مواعينهم لما يأكلوا وأناول كل واحد كوباية مية وهو قاعد عشان طبيعي كست في البيت تقومي على خدمتهم؟ ليه لما إخواته البنات اللي متجوزين في بيوت تانية لما ييجوا عند أهلهم هي برضو تخدمهم، مع إنها الغريبة اللي طول الوقت حاسة إنها وسط ناس كتير متعرفهومش؟

 

حقيقي ده فيه ظلم بَيّن للست.. أذى نفسي وجسدي شديد. هي علاقتها بالراجل محتاجة كل تركيزها واهتمامها عشان تنجح. محتاجة كل طاقتها عشان أولادها تعرف تعلّمهم وتربيهم على القيم والأخلاق اللي تساعدهم في حياتهم، محتاجة وقت لنفسها، لعقلها، لجسمها، للاسترخاء، للخروج، للنوم… محتاجة متسمعش ومتعملش حاجة مش عاوزاها لحد متعرفوش لمجرد إنه من قرايب زوجها، اللي مبياخدش باله هي بتبذل مجهود قد إيه.

 

من الآخر.. اتجوزوا عشان تستقلوا ببعض عن العالم، اقفلوا عليكم بابكم وعيشوا مع بعض في هدوء.. بدون أهلك ولا أهله.

عشان ميفضلش سؤال زي اللي بدأنا بيه يتردد في نفسك طول الوقت، وتكوني بخير.

 

 

 

 

 

المقالة السابقةكلام كبير.. ملوش لازمة
المقالة القادمةعش العصفورة غير صالح لسكنى البشر
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا