كلام كبير.. ملوش لازمة

750

بقلم/ منى فتحي
لو كنت بعرف أرسم، كنت رسمت صورة لبنت لسه مولودة وجنبها قالب من قوالب التلج اللي بيبقى موجود في كل التلاجات، قالب التلج المرة دي مفيهوش تلج، لكن فيه ورقة صغيرة في كل خانة مكتوب عليها المفروض البنت تعمل إيه.

أول خانة هيبقى فيها ورقة بتقول اتخرجي من كلية، والتانية بتقول اشتغلي، وبعدها اتجوزي، ثم خلّفي، وأخيرًا سيبي الشغل وربّي العيال.

أعتقد إن دي دورة حياة 90% من البنات، أحيانًا بيكون فيه شوية اختلافات من بنت للتانية، يعني ممكن خانات تيجي قبل خانات، أو خانات تتلغي خالص، زي خانة الشغل مثلاً، ده طبعًا في حال إن العريس جه بدري بدري وقرر يجيب من الآخر ويقعدها في البيت عشان يستتها يعني.

المهم عشان منروحش لبعيد والموضوع يجري مننا لحتة تانية ومنعرفش نلحقه، خلينا نقول إن في الآخر، كلنا بنشرب من نفس الكاس، وإحنا بنلف في نفس الساقية وعيوننا متغمية.
محتاجين قوة كبيرة وشجاعة أكبر عشان نقدر نكسر الكاس ونهد الساقية على دماغ أي حد مُصّر يقولب دورة حياتنا في القوالب المحفوظة دي.

الكلمتين اللي فاتوا دول، أنا كتبتهم من سنة ويمكن أكتر، وكنت متحمسة أوي مش عارفة ليه، مع إني مش بعاني فعليًا من أي ضغوط، يمكن عشان الموضوع كبير، وأنا كاتبة ولازم أقول كلام كبير؟ ممكن برضو.

المهم إني مكملتش المقال والموضوع متنشرش وفضل متطبّق وقاعد في ملف على الكمبيوتر، مع مواضيع تانية كتير، ومرت الأيام ونسيت الموضوع كله، لحد ما قابلت صديقة عزيزة في آخر سنة لها في الكلية، مخطوبة وهتتجوز قريب، وعايزة تمشي على نفس الخطوات اللي أنا اتكلمت عليها في البداية، مش هتشتغل وهتبقى ست بيت وتربي العيال، ومش كده وبس، لأ دي كمان عايزة تجيب نيش، وتحط فيه طقم الصيني وتتفرج عليه، وعايزة كمان تعمل فرح كبير وتلبس فستان عروسة منفوش، وتعمل قطر وتلف القاعة، وتغني لعريسها سونة يا سونسن.

معقولة؟! يا شيخة حرام عليكي! ده الناس صوتها اتنبح وهي بتقولك لازم تشتغلي وتحققي ذاتك، إزاي يبقى هدفك إنك تربي العيال وتطبخي وتغسلي، وكمان إزاي تتجرئي وتفكري تجيبي نيش وصيني، مقرتيش المعلقات اللي اتكتبت عن النيش؟ مشفتيش البنت اللي صممت ومجابتش نيش واخدة كام لايك على الجملة دي؟!
إنتي كده بتضيعي تعبنا كله عشان نحققلك اللي إنتي عايزاه!
– ما هو ده اللي أنا عايزاه.

بس كده، خلص المقال الطويل، اللي أنا عايزة أقول فيه، مش معنى إنك بتتبنى فكر معين، إنك تهاجم اللي مش مقتنع بالفكر ده.
إحنا مش بنكسر القوالب المعروفة والمحفوظة عشان نعمل قوالب تانية.
البنت الناجحة أو السعيدة، مش اللي بتشتغل وتترقى وتكسب خبرات، ولا اللي بتتجوز وتقعد في البيت وتربي العيال، ولا حتى اللي بتجمع بين الحالتين، البنت الناجحة في حياتها والسعيدة، هي اللي بتعيش حياتها بالطريقة اللي هي عايزاها.. هي مش أنا ولا إنتو ولا همّ.
من الآخر كده، سيبوا البنات في حالها.

 

 

 

 

 

المقالة السابقةقهوتي الصباحية الإلكترونية.. “نون”
المقالة القادمةهو وهي في بيت العيلة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا