مش هكره 2015

765

 

بقلم/ شروق عبد النعيم

كعادة معظم البشرية ومشاركة لحملة الخمستاشر، باجي برضو في آخر السنة أسأل نفسي، هو أنا بحب 2015 ولا ﻷ؟ وهل كانت حلوة ولا وحشة؟

 

بس السخيف في الموضوع واللي مش لاقياله منطق قوي، هو إن بالنسبة لي 2015 كان فيها إنجازات وحاجات كنت عايزاها جدًا وحققتها، لكن لما بجاوب ع السؤال للأسف مبفتكرش غير أسوأ حاجة حصلت في السنة دي -ويمكن كتير مننا كده- وأسوأ حاجة دي باختصار دايرة مقفولة، مش عارفة لحد دلوقتي أطلع منها، وكأن كل الكويس والعظيم جدًا في 2015 كان حلم مش حقيقة.

 

أنا مثلاً بحب أكتب جدًا، و2015 هي أول سنة قدرت أنشر فيها حاجة من كتاباتي، مش حاجة واحدة لأ، أنا بعد المقال ده هكون نشرت 5 مقالات وقصتين قصيرتين. في 2015 قدرت أكون كاتبة في صحيفة الجامعة بعد ما كنت اترفضت فيها السنة اللي فاتت، وقدرت أكون كاتبة في مجلة تانية. في 2015 أنا دموعي نزلت من الفرحة مرتين، وده شيء عمره ما بيحصل وكان أول مرة يحصل في 2015. وعرفت نفسي أكتر والمجالات اللي بتشدني، وعرفت إزاي مضيعش وقتي وأقدّر قيمته جدًا. ده غير إن أول 3 شهور في السنة كانوا أجمل وقت عدى عليّ من يوم ما اتولدت، رغم إني على يقين إن هييجي أحلى منه بإذن الله.

 

ولكن 2015 -زي كتير من الناس برضو- سببتلي أكبر ألم عدى عليّ لحد دلوقتي.. خلتني في وقت من الأوقات أيأس -بمعنى الكلمة- من الحياة، رغم إن عمري مش أكتر من 20 سنة، ورغم إني شخصية متفائلة وطَموحة لأقصى درجة، لكن 2015 قدرت تحط جوايا طاقة سلبية مش طبيعية وقدمتلي أكبر خيبة أمل وأسوأ صدمة. قدرت تخليني في وقت ما أكون أضعف ما يمكن وأتعس ما يمكن كمان. 2015 وصلّتني في وقت من الأوقات لحاجات سلبية عمري ما كنت أتوقعها ولا كنت أتخيل إنها ممكن تحصلي.. أصل إزاي؟!

 

طيب.. أنا قولت أعمل حاجة لطيفة، جبت ورقة وقلم وكتبت الحلو في ناحية والوحش في ناحية. لقيت الحلو أكتر بكتير جدًا (كعدد)، لكن الوحش اللي كنت فعلاً لسه فكراه بجد ومأثر فيّ بجد كان حاجة واحدة، حاجة واحدة بس! لكن كبيرة (كأثر) جدًا. بس أنا ما زلت مش عايزة أكره 2015، عايزة لما أفتكرها أحاول على قد ما أقدر أفتكر حلوها مش مُرها.. أبص على إنجازاتي مش على انكساراتي.. على فرحتي مش على خيبة أملي ويأسي.. لأن الحلو اللي كان فيها يستحق إني أفتكره أكتر من الوحش، يستحق إني أتكلم عنه وأفرح وأفتخر بيه أكتر بكتير من سبب ألمي وحزني. إحنا مش بننسى أوجاعنا ولحظات الألم اللي مرينا بيها، وده شيء منطقي وطبيعي.. بس خلونا برضو نفتكر أيام سعادتنا زي ما بنفكر الوحش بالظبط، لو مش هنعرف نفتكره أكتر من الوحش.

 

خلونا نحب 2015 على إنها صنعت مننا أشخاص مختلفين، سواء باللي قدمته لينا من وجع أو بالأيام اللي ضحكتلنا فيها. خلونا ندخل 2016 بروح من الحب والود من غير خوف أو كراهية. خلونا من الآخر مننكرش إن 2015 كان ليها فضل علينا، حتى في وجعها كانت بتعلمنا. عشان نبقى النهارده أشخاص مقررين ميقعوش في أخطاء السنة اللي فاتت من جديد.. خلونا -وإن كنا مش قادرين ننسى أوجاعنا– نقول “أحبوا أعوامكم بقدر ما سببت لكم من الوجع”.

 

 

 

 

المقالة السابقةكيف تحمي طفلك من التنمر والعنف المدرسي؟
المقالة القادمة15 فيلمًا لم أندم على مشاهدتها في 2015
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا