كيف تحمي طفلك من التنمر والعنف المدرسي؟

1074

 

كاميليا

التنمر أو الاستقواء (bullying) هو السلوك العدواني المتكرر غير المرغوب فيه، والذي يعتمد فيه أحد الطلاب أو مجموعة منهم على القوة البدنية، أو معرفة معلومات محرجة تخص المعتدى عليه، أو على شعبيته للسيطرة على طلاب آخرين أو إيذائهم.

وللتنمر أو الاستقواء عدة أنواع:

1- الأذى الجسدي، ويشمل: الضرب، الركل، القرص، العض، الخربشة، شد الشعر وإفساد ممتلكات الضحية: كتبه، أدواته، ملابسه.

2- تهديد الضحية بالعزل الاجتماعي من خلال نشر الشائعات حوله ومضايقة من يختلط معه من الطلاب الآخرين.

3- التحقير أو التقليل من شأنه أو نعته بألفاظ مهينة لها علاقة بهيئته الجسدية أو ظروفه الاجتماعية، وانتقاد ملابسه أو شكله أو دينه أو عرقه.

يبحث هؤلاء الطلاب عن أهداف سهلة بين الطلاب ممن ليست لديهم قدرات ظاهرة، أو الخجولين والمنعزلين اجتماعيًا، أو ذوي البنية الضعيفة، أو العاطفيين وسريعي التأثّر الذين يسهل استفزازهم.

 

غالبًا ما تميل الفتيات إلى الإيذاء النفسي أكثر من الجسدي، من خلال عزل الفتاة (الضحية) اجتماعيًا واستبعادها من الأنشطة الجماعية، إضافة الى التعامل معها بأسلوب فوقي أو السخرية منها، مع وجود الإيذاء الجسدي في بعض الحالات. أما في حالة الطلبة الذكور، فينتشر كل من الإيذاء الجسدي والنفسي، فالطالب المتنمر قد ينعت الضحية بصفات مسيئة أو يقوم بدفعه أو ضربه.

قد تتسبب تلك الاعتداءات في آثار نفسية طويلة الأمد، كالشعور بالوحدة والاكتئاب والقلق المزمن وتدني تقدير الذات، وقد يصل الأمر أحيانًا للتسبب في الانتحار.

مع الأسف لا يمكنك حماية الطفل من التعرض والاحتكاك بمثل هؤلاء الأطفال في حياتهم، سواء في مرحلة المدرسة أو فيما بعد، فدورك ليس في عزل الطفل، بل دعمه لتطوير الوعي والمهارات اللازمين للدفاع عن نفسه، وطلب المساعدة حين يصبح الأمر أكبر من طاقته، فالسلوك العنيف قد يبدأ منذ مرحلة الحضانة ويزداد تفاقمًا مع نمو الأطفال.

فيما يلي بعض النصائح لحماية طفلك:

1- قدم لهم نموذجًا وقدوة لتبادل الاحترام والمحبة منذ صغرهم

أفضل طريقة لحماية أطفالك من التعرض للعنف أو اتخاذ مسلك عدواني، هي الحرص على وجود علاقة محبة بينهم وبين والديهم وإخوتهم، بدلاً من علاقة تحاول السيطرة عليهم باستخدام القوة أو السلطة. فعلى سبيل المثال لو قمت بضربه سيتعلم أن العنف الجسدي يمكن استخدامه لحل المشكلات، وإذا تضمنت طرقك في تهذيبه استخدام القوة والسلطة للسيطرة عليه فسيتعلم استخدام سطوته للسيطرة على الآخرين، أو سيصبح من الطبيعي لديه أن يترك للآخرين فرصة السيطرة عليه.

 

2- حافظ على التواصل بينك وبين الطفل في السراء والضراء

قم بتشجيع الطفل على التحدث عن مشكلاته، وأشعره بتعاطفك وجديتك في السعي لحلها، مع تجنب الاستخفاف بمشكلاته أو إهمالها. إذا شكا الطفل من تعرضه للتنمر فلا تحمله مسؤولية الأمر بافتراض كونه قد فعل شيئًا لإثارة عدوانية الآخرين ضده، لكن قم بمساعدته ودعمه للتصدي لمثل هذا التعدي.

تذكر دومًا أن 90 بالمئة من الأمومة والأبوّة تكمن في التواصل، و10 بالمئة فقط توجيه، فالتوجيه لا يؤتي ثماره إلا مع وجود علاقة قوية تدعمه، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من الوحدة يتعرضون بشكل أكبر للعنف المدرسي. أبق قنوات التواصل بينكما مفتوحة أيًا كانت الظروف.

 

3- قدم نموذجًا وقدوة للسلوك الواثق مع الآخرين

إن كنت تميل للتراجع بسهولة ثم تندمين على ذلك، فهذا هو الوقت المناسب للتغير، فطفلك يتعلم من خلال مراقبة سلوكك، عليك إيجاد طريقة لتأكيد حقوقك واحتياجاتك مع الحفاظ على الاحترام المتبادل مع الطرف الآخر. ولا تقلل من شأنك أو شأن طفلك أبدًا، فطفلك يتبع خطواتك.

 

4- تعليم طفلك توكيد واحترام الذات بشكل مباشر
يحتاج الأطفال لتعلم الحصول على احتياجاتهم والدفاع عن أنفسهم مع الحفاظ على احترامهم، ابدئي مبكرًا بتعليمهم عبارات مثل:

– هذا دوري الآن.
– لا، توقف عن فعل هذا.
– أبعد يديك عني.
– لا أسمح لك بفعل هذا.
– لا تنادني بهذا الاسم أو هذه الصفة، نادني باسمي.

5– علم أطفالك المهارات الاجتماعية الأساسية

يبحث الطلاب المتنمرون عن ضحاياهم بين الأطفال الخجولين أو المنعزلين اجتماعيًا، وهو ما يعتبرونه مظهرًا من مظاهر الضعف. فإذا كان طفلك يعاني من تحديات تتعلق بمهاراته الاجتماعية، فعليك أن تساعده بابتكار ألعاب تتضمن التدريب على مهارات اجتماعية مختلفة وممارستها في المنزل. قم بعمل بروفات وتمثيل مشاهد مع طفلك لتدريبه على مواقف مختلفة، كالانضمام للعب مع مجموعة أطفال، تقديم نفسه للأطفال الآخرين وطلب التعرف عليهم، وكيفية الانضمام لمجموعة أو شلة من الأصدقاء مع الحفاظ على احترامه. فكثيرًا ما يرغب الطفل في الحصول على القبول من أقرانه، حتى أنه قد يستمر في الوجود مع مجموعة من الزملاء حتى مع تعرّضه لسوء المعاملة منهم أو من أحدهم. إن كنت تشُكّ في تعرض طفلك لذلك، استمع لما يحكيه عن تفاعله مع أقرانه وساعده على استخدام وعيه وفطرته الداخلية للحكم على علاقاته وتقييمها، واعمل على أن توفر له فرصًا للعلاقات الصحية.

6– درّب الطفل على التعامل مع المضايقات اللفظية من خلال تبادل الأدوار والتمثيل المسبق للمواقف

تظهر الدراسات أن العنف عادة ما يبدأ بتحرش لفظي، وكيفية استجابة الطفل وتعامله مع هذا التحرش اللفظي هي ما تحدد إن كان الطفل المتنمر سيستمر في استهدافه أم لا. فإذا حقق له العنف رغبته (الإحساس بالسطوة من خلال النجاح في مضايقة الضحية) فسيتصاعد العنف. لذلك من الضروري مناقشة هذا مع طفلك وتعليمه كيفية الدفاع عن نفسه قبل أن يواجه مثل هذا الموقف كي يستطيع الدفاع عن نفسه عندما يقوم الطالب الآخر باختباره.

قم بتبادل الأدوار مع الطفل لتعليمه كيفية الصمود في وجه الطفل الذي يضايقه، والْفِت نظره لكون الطفل المعتدي يريد أن يرى رد فعل يثبت إحساسه بالسطوة، لذلك فإن التأثر والاستفزاز والعراك هو ما يريده بالضبط. اشرح له أنه إذا كان لا يستطيع التحكم في المعتدي فبإمكانه دومًا التحكم في رد فعله. فردة فعله في كل موقف من الممكن أن تزيد الموقف اشتعالاً أو تخمد نيرانه. يحتاج الطفل لتعلم كيفية تجنب التورط في الموقف مهما حاول المعتدي استفزازه.

 

أفضل طريقة لهذا أن يتعلم كيف يحافظ على كرامته ويدافع عن نفسه دون أن يشتبك جسديًا مع الطرف الآخر أو أن يحاول الحط من شأنه في المقابل، هناك عدة إستراتيجيات يمكنه استخدامها مثل:

* التجاهل وعدم إظهار غضبه باستخدام عبارات مثل:
– سأتجاهل تعليقك هذا.
– لديّ ما هو أهم ﻷفعله.

 

* مواجهة الاعتداء بتساؤل لا يحمل صيغة دفاعية، تساءل بصوت واثق:

– لماذا تقول ذلك؟
– لماذا ترغب في مضايقتي؟

 

* استخدام صيغة “أنا أريد”. ينصح الخبراء بأن يواجه الطفل المعتدي بعبارات تبدأ بصيغة “أنا أريد”.
– أنا أريدك أنا تكف عن مضايقتي.
– أريد أن تدعني وشأني.

 

* علم طفلك أن يتجاهل المضايقات.
يبحث الطالب المعتدي عن مضايقة الطالب الضحية؛ علم طفلك أن يتجاهل المعتدي، وألا يظهر غضبه.
علم طفلك أن يتظاهر بأنهم غير موجودين، أو أن ينظر لشيء بعيد، أو يبتسم ويتظاهر باللا مبالاة التامة.

 

* السخرية من المضايقات.
الرد على الاعتداء اللفظي بردود ساخرة تظهر الثقة وعدم الاهتمام.. على سبيل المثال “أنت غبي”. يمكن أن يجيب الطفل بعبارات مثل:
– حقا؟
– وماذا بعد؟
– شكرًا ﻹخباري.
ثم يترك المعتدي ويبتعد بهدوء، علّم طفلك أن ينظر في عين المعتدي وينطق مثل هذه العبارات بصوت قوي وواثق. قم بتدريبه مرة بعد الأخرى ليصل إلى الثقة بنفسه وبقدراته.

7- علم طفلك أن الخوف من الاعتداء أو الابتعاد عن مصدر الأذى أو طلب المساعدة من شخص بالغ ليست أمورًا مخجلة.

فمن الممكن أن تتصاعد حِدّة الاعتداءات في المدارس بشكل لا يمكنك تخيله، ووقتها يكون الحفاظ على حياة طفلك أهم كثيرًا من حفظ ماء الوجه.

 

8- علم طفلك أن يتدخل لمنع الاعتداء عندما يراه
عادة يتجنب الأطفال الدفاع عن الضحية لتجنب إيذاء الطفل المتنمر، علم طفلك أن صمته يعني مشاركته فيما يحدث، فلا أحد يستحق أن يكون ضحية للتخويف.

تشير الأبحاث ﻷن تدخل المارة (الأطفال في تلك الحالة) لوقف الاعتداءات بشكل صحيح من الممكن أن يقلل الاعتداء لنصف الوقت وفي خلال 10 ثوانٍ فقط.

أفضل طرق التدخل:

* الوقوف الجسدي بجانب الطالب الضحية وإبعاده عن الخطر، والسير معه بعيدًا عن مصدر الاعتداء مستخدمًا عبارات مثل:
– تبدو متضايقًا.
– لقد أرسلني المعلم للبحث عنك.
– أنا أبحث عنك أين أنت؟
والتخفيف عنه والتأكيد أنه لا يستحق ما حدث.

* إذا كان خائفًا من قول أو فعل شيء بنفسه يمكنه العثور على شخص بالغ يثق فيه ليبلغه.
* مساعدة الطفل الذي يتعرض للتخويف بمشاركته في اللعب والأنشطة للتقليل من انعزاله وشعوره بالوحدة.
* الحصول على مساعدة الأطفال الآخرين. يحب المعتدين وجود جمهور لاعتدائهم، وتوضح الدراسات أن أكثر أنواع التدخل نجاحًا ليست تلك الموجهة للضحية ولا للمعتدي وإنما للمشاهدين السلبيين؛ علم طفلك أن يطلب منهم المساعدة، فأغلبهم يرغب في قرارة نفسه في القيام بالعمل الصحيح ولا يجد طريقة.

 

9- علم طفلك أساسيات تجنب الاعتداء

تحدث الاعتداءات في الأماكن غير الخاضعة لرقابة البالغين؛ إذا تعرض طفلك للمضايقات علمه تجنب الوجود منفردًا، وتجنب الممرات غير المراقبة والحمامات، عليه أن يجلس في مقدمة الحافلة المدرسية ومقدمة الطابور المدرسي، وفي حالة وجود قاعة طعام في المدرسة عليه الجلوس بجوار المشرفين.

 

10- لا تتردد في التدخل

إن مسؤوليتك كأب أو أم هي حماية طفلك، وهو ما يعني أنه بالإضافة لتعليم طفلك كيفية الصمود وحماية نفسه عليك أحيانًا التواصل مع المعلم ومدير المدرسة. لا توصل لطفلك رسالة مفادها أن عليه مسؤولية التعامل مع هذا الأمر وحده. ولا تفترض أن طفلك بخير ما لم يتعرض لاعتداء جسدي، فأحيانًا يكون ألم الاعتداءات اللفظية أعمق وأشد تأثيرًا، على العكس من المقولة الشائعة عن أن “الكلام مبيموتش” فإن بعض الاعتداءات اللفظية والمضايقات قد تسبب آثارًا نفسية سلبية طويلة الأمد ودائمة. إذا لم تستطع إدارة المدرسة حماية طفلك قم بنقله لمدرسة أخرى.

مصادر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1

http://www.ahaparenting.com/parenting-tools/safety/helping-bullied-child

http://www.lebarmy.gov.lb/ar/news/?31675#.VfmhuKbhl7o

10 خطوات ليواجه طفلك زملاءه المتنمرين

المقالة السابقة2015 عام التحولات الكبرى في حياتي
المقالة القادمةمش هكره 2015

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا