السينما -أو بمعنى أدق الأفلام- هي ذلك العالم الذي أهرب إليه كلما أثقلت الدُنيا ظهري، أو أرَدت بعض الراحة، العالم الذي أرى فيه أحلامي التي عجزت عن تحقيقها أمامي مُجسدة، أوجاعي التي أُعاني منها يمُر بها غيري، أو حتى كوارث لم أعشها، فأحمِد الله على ما لديّ من نِعم نسيتها في غمرة سخطي وعدم رضائي ببعض الأقدار التي كُتبت عليّ.
ولأنني أُشاهد أفلامًا كثيرة بالفِعل، قررت أن أتشارك معكم قائمة بأفضل 15 فيلمًا شاهدتها هذا العام.
فيلم مصري.. تدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية، حيث البطلات هن النساء اللاتي قيل عنهن “البنت في الحلم دُنيا”، نُتابع معهن كيف يتعلقن بخيوط الحلم البعيدة جدًا والرقيقة جدًا على أمل الانتصار على المُجتمع العجوز والظالم الذي يعشن فيه.
تتصدرهن “هيام” التي تقف في وجه العالم دون خوف أو تردُد، تتحدى المجهول، وتُدافع عن حلمها/ حُبها باستماتة، وحين تنهزم -رغم كل ما بَذلته- وينكسر قلبها، لا تنكسر روحها، بل ترقُص على رأس الوجع وتَمضي.
تعرفي على: قصة الفيلم الهندي دانجال
فيلم كندي.. يدور حول أرملة ابنها المُراهق مُصاب بفرط النشاط وقلة الانتباه بالإضافة لسلوكه العنيف وعصبيته الزائدة، حتى أنه يتم طرده من المدرسة الداخلية بسبب إشعاله النار بالكافيتريا مُتسببًا في حروق من الدرجة الثالثة لأحد التلاميذ.
لتجد الأم نفسها مُضطرة للاعتناء بابنها ذي الطباع الصعبة، في الوقت الذي تُعاني فيه ماديًا وعاطفيًا، ما يتسبب في شعورها باستنفاد طاقتها أغلب الوقت. ورغم مُحاولاتها المُستمرة لإنقاذ الوضع وتقديم أفضل ما في استطاعتها لابنها لكنها تكتشف في النهاية أن الحُب وحده لا يكفي، وأن الحياة أكثر قسوة من أن نملُك الإجابات لكل الأسئلة.
فيلم أرجنتيني.. يحكي 6 قصص قصيرة مُنفصلة، تعكس كيف صارت الحياة والمُجتمعات (حكومةً، وأفرادًا) يضغطوننا حتى ما عُدنا نحتمل أكثر. في كل حكاية نُعايش أبطالها بينما يمرون بموقف مصيري يستفزهم للدرجة التي تجعلهم ينفجرون غضبًا كلٌ بطريقته.
ليبقى سؤالان.. من هنا الجاني؟ ومن المجني عليه؟ وكيف نضمن أننا إذا وُضعنا بنفس الموقف لن نتصرف بنفس القَدر من الوحشية؟
فيلم هندي.. يحكي عن رجل يأتي من الفضاء لاستكشاف الأرض، وفور وصوله يقوم أحد بني البشر بسرقة القلادة الخاصة به واللازمة لاستدعاء سفينة الفضاء من أجل الرجوع لوطنه. فيجد البطل نفسه مُجبرًا على البقاء بكوكب الأرض دون أن يعرف اللغة أو أي تفاصيل لازمة للحياة.
ليبدأ بالتصرف على فِطرته، مما يجعله يصطدم بالكثير من السلوكيات التي يفعلها البشر ويقصدون منها أشياء أخرى خلاف ظاهرها. ومع الوقت تتولد لديه أسئلة يقوم بطرحها، يراها البعض وجودية في حين يراها آخرون بديهية، أسئلة تتعلق بكل شيء، وخصوصًا الدين من خلال طريقة تناول شديدة البساطة، البهجة، والإمتاع.
فيلم هندي.. عن طفل في الثامنة من عمره يواجه صعوبات في التعلُّم، ما يجعله منبوذًا ومحل سُخرية في المدرسة سواء من الطلبة أو المُدرسين، وهو ما يدفع والده لنقله لمدرسة داخلية للطلبة ضعيفي المستوى. وهناك ينعزل الطفل عن الجميع، إلى أن يلتقي بمُدرس الرسم الجديد، الوحيد الذي يستطيع كسر شرنقة البطل وتحرير روحه من النظرة النمطية المفروضة عليه.
فيلم وثائقي أمريكي.. عن التكلفة الحقيقية وراء صناعة الملابس، وما يتكبده العُمال، الفلاحون، الدول الفقيرة، بل وحتى الطبيعة من أجل تصنيع الملابس بأفضل الخامات وأقل الأسعار. وكيف تقوم الشركات باحتكار الصناعة واستعباد الأطراف الضعيفة من أجل أن تحظى بالمكسب كله لنفسها. وفي الوقت الذي تتظاهر فيه تلك الشركات بخفض أسعار الأزياء، يقومون -في المُقابل/الخفاء- باحتكار المزيد من العمالة بأبخس الأسعار، بينما نُصاب نحن أفراد المُجتمع العاديين بالمزيد من هَوَس الشراء.
فيلم وثائقي أمريكي.. يحكي عن “فيفيان ماير” امرأة عاشت عمرها بأكمله غامضة، لا يعرف عنها أحد شيئًا. اعتادت أن تعمل كمُربية، رفيقتها الوحيدة الكاميرا الخاصة بها، حيث تستخدمها لالتقاط الصور هنا وهناك.
وفي مزاد علني -بعد وفاتها- يقع بعض النيجاتيف الخاص بها بيد “جون مالوف” كاتب ومخرج الفيلم، والذي أُصيب بصدمة عند تحميضه لتلك الصور التي أثارت دهشته وإعجابه، حَد قيامه بتتبع باقي مُتعلقات “فيفيان”، وتخليد فنها وحياتها. ليأتي الفيلم مليئًا بالمُفاجآت المُدهشة، عارضًا موهبة عبقرية من المؤسف أنه لم يتم الاعتراف بصاحبتها إلا بعد الموت.
فيلم فرنسي/ بلجيكي.. تدور أحداثه حول الأحلام المبتورة، والقَدَر الذي يُغيِّر مصائرنا بين ليلةٍ وضُحاها. فنجد “ستيفاني” مُدربة الحيتان الجميلة التي يتهافت عليها الجميع، والتي تنقلب حياتها فجأةً حين تُصاب بحادث عمل تفقد على أثره قدميها.
وهناك “سام” الرجل الغاضب مُعظم الوقت، والذي يجد نفسه مُضطرًا للعناية بابنه ذي خمسة أعوام بينما لا يملك المأوى أو المال، كل ما لديه بعض اللياقة الجسدية وحُبه للمُلاكمة. يتقاطع طريق “سام” و”ستيفاني”، بينما يُحاول كلٌ منهما لملمة شتات نفسه من أجل مُعاودة ممارسة الحياة.
فيلم فرنسي/ بلجيكي.. يحكي عن “ساندرا” التي تجد نفسها بلا عمل نتيجة تصويت زملائها بطردها مُقابل حصولهم على علاوة، وبعد إلحاح يُخبرها مُديرها أن سيقوم بإعادة التصويت بعد انتهاء العطلة الأسبوعية، فتجد نفسها مُضطرةً -خلال يومين وليلة- للمرور على زُملائها وإقناع كل منهم بالتصويت لها بدلاً من العلاوة التي يحتاجونها جميعًا لأسباب مُختلفة.
فيلم أمريكي.. من أفلام البحث عن الذات، وهو قصة حقيقية عن “شيريل سترايد” التي وصلت للحضيض على المستوى النفسي والجسدي، فتُقرر الذهاب في رحلة برية بمُفردها تقطع فيها 1100 ميل. وعلى مدار رحلة استمرت 94 يومًا تُعيد “شيريل” اكتشاف نفسها والتصالح مع روحها، حتى تستطيع أن تُعاود النظر لنفسها في المرآة والعَيش من جديد.
11- Hector and the search for happiness
فيلم بريطاني.. مأخوذ عن قصة حقيقية بطلها “هيكتور”، طبيب نفسي انطفأ شغفه بالحياة، فيُقرر التعرُّف على أسباب السعادة من وجهة نظر من حوله، عسى أن يصبح سعيدًا مرة أخرى. ما يجعله يقوم برحلة مُثيرة بين الصين وجنوب إفريقيا ولوس أنجلوس، قبل أن يكتشف أنه كان يملُك ما يجعله سعيدًا بالفِعل، وإن كان الأمر تَطَلَّب تلك الرحلة ليكتشف ذلك.
فيلم أمريكي/ بريطاني.. تدور أحداثه بين 1988-2011، من خلال عرض اليوم الخامس عشر من يوليو على مدار تلك السنين بحياة “إيما” الشغوفة بالأدب والكتابة، و”ديكستر” مُحب الشهرة والمال والنساء. لنُشاهد معًا كيف غيّرتهم الأيام، فقرَّبتهم تارةً، وفرَّقت بينهم تارةً أخرى. وكيف أن البشر كثيرًا ما يملكون أمام أعينهم ما عاشوا عُمرهم بأكمله يحلمون به، إلا أنهم لا يكتشفون ذلك إلا متأخرًا، البعض عن حماقة والبعض عن كبرياء.
13- The Disappearance of Eleanor Rigby(Her, Him & Them)
ثلاثية أمريكية.. تضُم 3 أفلام تحكي كلها نفس قصة الحُب ولكن من زوايا مُختلفة، الأولى بعين البطلة، الثانية بعين البطل، والثالثة تعرض القصة الأصلية كما حدثت بالفِعل، تاركين الحُكم للجمهور الذي رُبما رأى القصة بطريقة ثالثة تختلف تمامًا عن أبطال الأحداث.
فيلم أنيميشن أمريكي.. رُسم بطريقة بدائية للغاية تُعرف باسم stick figures، أحداثه تدور على لسان راوٍ يروي الأمور كما لو كان قابعًا برأس أصحابها، لنُتابع معه حياة “بيل” الذي يُشبهنا تمامًا، كما يليق بإنسان يخاف ويحلم ويحزن، يحب وينجح ويفشل، يرتبك ويندهش وينسى، يحيا ميتًا، قبل أن يموت ليحيا.
فيلم أنيميشن أمريكي.. فيلم آخر أحداثه تدور بعقل بطلته، ولكن هذه المرة أبطال العمل الآخرون هم المشاعر التي تعتريها، بين السعادة والحُزن والغضب والخوف والاشمئزاز، وكيف تُحاول تلك المشاعر أن تُساعد البطلة على التأقلم في الحياة بعد أن انتقلت إلى مكان جديد، قبل أن يسوء الأمر باختفاء السعادة والحُزن من المُعادلة، وتتوالى الأحداث.
مشاهدة ممتعة.
