بقلم/ وجدان عبد الرؤوف
في فيلم “عسل أسود” جمع كل مشاعر الفرح والحزن بالنسبة لي.. صندوق الذكريات، تراب السنين، صورنا وإحنا صغيرين، صور أمي وأبويا وصور قرايبي وأصحابي، كنا أطفال، شبه بعض في الملامح وفي الهدوم البسيطة، مكانش فيه ماركات ولا تكلُّف في اللبس.. بساطة.. رقة.. براءة.
أيام أعياد ميلاد كل واحد فينا تورتاية مصرية وشمع منتور ومنور بعدد سنين العمر الصغير وقزازة حاجة ساقعة.. ليت الطفولة تعود يومًا!
العيدية
لما البطل أخد عيدية من “أم سعيد”
قد إيه بترعبني فكرة إن فيه يوم هييجي وملاقيش أمي بتديني عيدية لا قدر الله. بابا أحيانًا بينسى أو مش بحب أتقل عليه، لكن أمي هي الأمان والحنان وكل الدفا في حضنها. يا رب يخليها ويخلي كل الأمهات ويرحم كل اللي فارقوا دنيانا.
رمضان في مصر
رمضان زمان تحديدًا كان حاجة تانية خالص، مهما حاولت أنكر وأكابر ومبينش إني مفتقدة رمضان أيام الطفولة، أيام ما بابا كان بيعودني أصوم من الظهر لحد العصر، وأدخل آكل بطاطس م المطبخ وأشرب قبل ما أطلع.. طعم البطاطس مش ممكن أنساه أبدًا، مفيش زيه دلوقتي.
مناظر موائد الرحمن ولهفة الناس قبل الأذان ولمتنا ع الفطار. كان بيتنا دايمًا فيه ناس أو إحنا معزومين، أو أخويا ومراته وأولاده عندنا، دلوقتي خلاص.. أنا بفطر لوحدي وأحيانًا زوجي معانا بس مش دايمًا بحكم شغله. الفطار ملهوش طعم، ماما وبابا لوحدهم، إخواتي دايمًا مسافرين خارج مصر.
الناس
نفسي أعيش قوي مع الناس البسيطة الطيبين اللي في الفيلم دول. بتنح فعلاً لما بشوفهم وبتمنّى من قلبي أفضل معاهم. ناس بجد من لحم ودم، ناس مشاعرهم واضحة وصريحة وصادقة وجميلة، أكلهم طيب زيهم. ولونهم من لون نيل مصر.
ساعات مبفهمش الناس ولا هم بيفهموني، ببقى نفسي أتصرف زي أي فنان في المشاعر، أنا كائن بوهيمي، مرة منظم ومرة مجنون ومرة عاقل، مبعرفش أتحط في قالب، بكره الروتين والاستامبات وبسأل أسئلة وجودية أحيانًا ملهاش إجابة.
ليه الناس مثلاً مضطرة تروح الشغل الصبح؟
طيب ليه الشغل كل يوم؟
طيب ليه الكتابة إلزام على الكاتب؟
طيب ليه الناس بتمثل أو بتنافق حد مع إنه عادي لو مبتحبوش، مش فارق؟
ليه معظم الناس بعد الجواز بتنطفي؟
ليه لما بقول الحقيقة الناس بتفتكرني مجنونة؟
وهكذا من الأسئلة..
الدنيا أبسط من كدة بكتير..
يا ريت نراعي شعور بعض حقيقي أكتر من كده.
ناس من لحد ودم