بقلم/ رابح سمير
دائمًا ما أسمع الجيل الأكبر يتهجم بركلات كلامية على جيلنا (مواليد التسعينيات)، أننا جيل نبت من تربة الحظ ونما في حجر الألعاب الإلكترونية، غُذّي بالأكل غير الصحي. جيل مولع بروايات آسيا جبار والدكتورة خولة حمدي.. إلخ.
حسب رأيهم نحن جيل تقوم السلطة بتجريب وسائل تعليمية عقيمة علينا، يقولون إننا جيل مدمن على التلفاز وأشرطة الفيديو وجيل خرج من رحم السرعة، لكن رغمًا عنهم نحن جيل تمكن من أن يجاري التغيير ويصنعه بسرعة أسرع من طائرة بلاكبيرد.
يظل الجيل الأكبر منا يترحم على أيامه وعلى ألعابهم البسيطة، والأنفس الطيبة وبركة وقتهم… إلخ، يترحمون على صرامة التعليم أيامهم ويقارنون بيننا وبينهم، فيلخصون كلامهم بقولهم إننا “جيل آخر الزمان”، مقتنعون أن جيلهم جيل تعب، بينما نحن جيل يجد كل شيء بسهولة أو بلمسة زر.
إذا كنا نحن جيل تقهقر كما تشنعون، فماذا عن الجيل الذي بعدنا؟ وهو جيل يمكن حقيقة أن ينطبق عليه كل ما قلتموه في حقنا مع زيادة في الجرعة، لكن السؤال المطروح: هل سأفعل مثلكم وأقول عن الجيل الصاعد “جيل آخر الزمن” وأعيبه؟
لا وربي لن أقع في الفخ الذي سلب منكم قدرة التمييز والحكم العادل، لأنها سنة الله على أرضه.
لن نفعل مثلكم، لن يلعن جيلنا عقِيبه، بل سيهديه جرعات من التفهم. لن نكون مثلكم بخلاء ولن ننظر إليهم من زاوية ضيقة ولن نحاول المقارنة بين الأجيال.
الجيل الصاعد وسنسميه “جيل الخير” لا جيل آخر الزمان مثلكم، سنمد لهم يدًا سخية تملؤها الخبرة والتوجيه، يد لا تصفعهم بالبؤس واليأس، بل يد تشاركهم كل الأزمات والهموم الحالية. صحيح قد تقلقنا أمور في هذا الجيل لكن لنكن صرحاء، فالأبواب مشرعة لهذا الجيل أفسح بكثير من سابقيه، أتمنى أن تُدخل هذه الأبواب رياح التغيير والتجديد ولنأمل خيرًا إن شاء الله من هذا الجيل الصاعد.
جيل التسعينيات وجيل الألفينات