ضد التيار!

1753

 

بقلم: إنجى شفيق شكرالله

سألت السمكة الصغيرة أمها: كيف نتأكد من أننا على قيد الحياة؟ فأجابت الأم: لأننا نسبح ضد التيار، السمك الميت يطفو مع التيار.. دايما بنسمع إن العوم ضد التيار للسمك الحي.. الكلام سهل بس إنك فعلا تعوم أو تطير ضد التيار بيحتاج معافرة وعضلات وعزيمة وإنك تزقي نفسك بنفسك.

غالبا طول حياتي، اللي هي مش طويلة قوي، وأنا بعافر.. بعافر أكون أنا.. بعافر علشان متلونش بلون مش لوني وميشبهنيش.. لون فرضه مجتمع أو عادات أو تربية.. بعافر أكون حقيقية وسط كل حاجة بقت مزيفة.

إنك تعيشي انتي، وعلى حقيقتك مش سهل أبدا، وسط مجتمع مفهوم القبول عنده مشروط بحاجات كتير، يمكن لما تبقي على حقيقتك متتحبيش قوي، وده من باب إن الناس بتحب تتجمل دايما أو اتعودت على الرفض فمعندهاش غيره تقدمهولك.

المعافرة مش قصدي بيها إنك تبقى عايز تمشي بس عكس الناس، ولا ترددي الجملة الشهيرة “أنا حرة وأعمل اللي عاوزاه”، مع إنك طبعا حرة.. بس بتكلم على نوع معافرة بيبقى أسلوب حياة.. يعني تعافري مع ثقافة مجتمع بتخليكي تتحطي في قالب معين.. تعافري مع نفسك اللي أوقات كتير بتشدك لتحت أو بتبقي انتي محتاجة تشديها لفوق.. عافري مع ظروف مختلفة كتيرة بتقابلك مع كل دقيقة بتكبري فيها.. تعافري إنك أصلا تبقي موجودة.

على فكرة المعافرة في الحياة مش خناقة انتي دخلاها  ولا حالة معينة بتتعاش.. بس هي حلوة بتخلي لحياتك معنى.. منكرش إنه كتير مش هيكون عندك طاقة إنك تعملي أي حاجة من كل ده.. بس اطلبي القوة دي من ربنا.. اكتشفت مع الوقت إن ربنا أكتر حد فخور بيا وأنا بعافر وعايزة أعيش أنا.. بحسه فخور بيا وأنا بعافر وبقرب منه وبتمسك بيه.. معافرتي هو السبب فيها.. ربنا الوحيد اللي بيقبلني زي ما أنا وبيغيرني للأحسن دايما.. قبوله ليا في حد ذاته بيغيرني وبيساعدني أعافر وأقدم اللي مش بعرف أستقبله من الناس.

من وأنا صغيرة وأنا مصدقة إني متخلقتش صدفة.. أكيد فى هدف وسبب اتوجدت له وبطلب دايما من ربنا إنه يساعدني أعيشه وأكونه.

بالنسبة لي كبنت مكانش سهل أبدا إني أكبّر جوه نفسي المبدأ ده.. إني أعافر.. وأقع وأقوم تاني.. الانطلاقة الحقيقية بتيجي من جواكي مش من اللي حواليكي.. اتعلمي تعافري وتعومي ضد التيار.. اكتشفت إن المعافرة أوقات بتبقى في أبسط الحاجات والحقوق، مثلا إنك تدرسي.. تشتغلي.. تبتسمي.. وتتقدري وتتحبي وتعيشي أصلا.

قوي عضلاتك.. كملي دراسة، بالمناسبة أنا بدرس تاني في جامعة مفتوحة وده يمكن يكون وجع دماغ لناس تانية، اشتغلي.. الشغل من الحاجات اللي هتفرق في شخصيتك جدا، بالمناسبة برضه بقالي 8 سنين بشتغل.. اقري على قد ما تقدري، في مقولة بتقول: “امرأة تقرأ الكتب.. امرأة عاشت ألف حياة في حياتها الواحدة.. هذا النوع من النساء يصعب هزيمته”.

اكبري.. نمي هواية بتحبيها.. اضحكي..عيطي.. حبي.. اطلقي روحك وحبيها.. ولما تتوجعي وده يمكن بيحصل كتير خليها فرصة إن ربنا يستخدم الوجع ده علشان تكبري وتنضجي وتقوي.

عومي ضد التيار علشان تحسي إنك عايشة وعضلاتك تقوى..علشانك انتي.

 

 

 

 

المقالة السابقةعاوزة أبقي كويسة!
المقالة القادمةالاكتئاب ليس كل الأمراض النفسية
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا