هو كل ده عنوان؟
بقلم/ سلمى شعبان
لا تخلو البيوت من المشكلات الزوجية التافهة كانت أو المستعصية، وبقدر عدم خلوها من المشكلات، لا تخلو أي مشكلة زوجية من الجملة الشهيرة من أي من الطرفين “أنا مستحملك بقالي كتير”. الأمر الذي سبّب لي الكثير من الحيرة. لماذا يترك كلا الطرفين مشاعره وأفكاره للدرجة التي يصل بها إلى مرحلة اليقين “إنه مستحمل كتير” رغم أن حل اللغز أقرب من ذلك بكثير.
لماذا نترك أنفسنا فريسة لأفكارنا نحن وانطباعتنا نحن ومشاعرنا نحن، لا أفكار وانطباعات ومشاعر الشريك. فحل اللغز يكمن في المناقشة والحوار، ليس في الحل السهل والكلمة التي تشعر الآخر وكأنه عبء على شريكه وعليه. “من الآخر كده يحمد ربنا إني مستحمله”. لماذا لا نتعامل مع الآخر من منطلق أنا أبحث عن حبك لا عن قدرتك على تحمل عيوبي؟
من منا لا يحمل الكثير من العيوب؟ ولكن من منا يرى بالفعل مميزات شريكه الحقيقية بنفس القدر الذي يرى به عيوبه “اللي هو مستحملها” ويظن خطئًا أنه بدون قدرته الهائلة تلك لانهارت العلاقة منذ أن بدأت؟! أذكر مقولة شهيرة تفيد بأن من يظن خطأ أنه وصل لأعلى درجات العلم، فهو بذلك قد وصل لأول درجات الجهل. وأرى بالقياس، أن أي زوج وأي زوجة يصل أو تصل إلى مرحلة اليقين تلك بأن تلك العلاقة مستمرة بسبب تحملها للشريك، فهذه أول علامات انهيار العلاقة وفشلها.
لا أرى قط ثمة مشكلة في أن يتحمل كلا الطرفين زلات الآخر الطبيعية والمقبولة، فمن منا لا يخطئ؟! ومن منا لا يقع فريسة للغضب أو غيره من المشاعر التي قد تجعل الإنسان في حالة مزاجية سيئة وبها يقول كلامًا غير منطقي؟ ولكن مرحلة اليقين تلك مرحلة لا تُبشر بأي خير. إذا كنت على مشارف تلك المرحلة حاول وبأقصى سرعتك أن تبحث عن حل.
وبصفتي أنثى، أرى أن كل امرأة فينا تبحث عن حب زوجها لها وقت الغضب الشديد. هي تبحث عن احتواء أب وحبيب لا عصبية الزوج والرجل الشرقي. هي لا تنتظر منك كلمة “أنا مستحملك وساكت” هي فقط تريد كلمة “معلش” مع بعض “الطبطبة”. ورغم بساطة الأمر لكنه صعب أن يتحقق، وخصوصًا إذا ما كان أي موقف بسيط أو مشكلة عابرة بين الطرفين تستدعي معها كل المشكلات الماضية والحاضرة، والتي بدورها تجعل المشكلات متزايدة رغم بساطة الموقف الحالي.
إذا تعامل الزوج مع زوجته من منطلق الحب، وإذا تعامل كلا الطرفين مع بعضيهما البعض بهدف إسعاد الآخر، أتوقع ألا يصل أي منهما لمرحلة “أنا مستحملك”.
عزيزي الزوج.. لسان حال زوجتك يقول “زوجي العزيز.. أنا عايزاك تحبني مش عايزاك تستحملني”.