بقلم/ العصماء محمد هاني
منذ عدة سنوات كتبت مقالاً عن فتاة صحفية يهرب منها العريس، خوفًا من أن تكتب عنه وتفضحه في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي إذا ما وقع بينهما خلاف ما، وقد لاقى المقال صدى غريبًا على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلته الصفحات والأصدقاء، وأثير الجدل بين الفتيات اللواتي يرون أن الرجال تافهون بخوفهم من المرأة الصحفية والرجال الذي يرون أن ليس لها أمان.
حقيقة إذا ما آمنا بمدى التعقيد الكامن في المرأة، سيزداد هذا التعقيد عشرة أضعافه إذا ما كانت امرأة صحفية، وهناك خمستاشر صفة رائجة فيها عليك الحذر منها إذا ما قررت الزواج منها.
1- الأكل عندها فلسفة.. تؤمن بنظرية ماركيز “هذا طعام صنع من حب”، تستبعد من حساباتها أكل الست الوالدة المتمثل في الملوخية والبامية والرز المعمّر، تصنع طعامًا شديد الثقافة، تحس البطّاية قاعدة على الطرابيزة بتقرا كتاب، وإنك لو خلصت أكل ولسه البطة مخلصتش لازم تحطلك مؤشر أكل عشان تعرف إنت وقفت فين.
2- لو قعدتها مع إخواتك البنات وجم يتكلموا عن تعبهم ومعاناتهم في مدرسة الولاد، هتلاقي زوجتك الصحفية إذ فجأة قلبت القعدة حول مدى فساد منظومة التعليم ودلقالهم عدد من الإحصائيات والتقارير المرعبة، فيجيلك تليفون تاني يوم “أختك خرّجت ولادها من المدرسة وهتقعدهم في البيت”.
3- هتلاقيها مشغلالك “الجزيرة” 24 ساعة، وبدل ما تقولك “أنا كان فارس أحلامي براد بيت” هتقولك “أنا كان فارس أحلامي جمال ريّان”.
4- في الوقت اللي كنت بتحلم بيه بزوجتك الكيوت الرقيقة وهي بتستقبلك بوابل من القبلات والكلام الحلو حول قد إيه إنت واحشها، هتلاقي زوجتك الصحفية مستقبلاك بوابل من أخبار الكوارث الطبيعية في الأمازون ونتائج قمة المناخ المجحفة في حق الجنس البشري المنتمي إلى العالم التالت، وبدل ما تقولك وحشتني هتقولك “شوفت الـ44423553 واحد اللي ماتوا في أحداث تفجيرات شمال القارة القطبية الجنوبية.. تفتكر مين اللي عامل كده؟ فيه تحليلات بتقول إنهم مريخيين من الفضاء الخارجي”.
5- كل صحابك بيضطروا يسمعوا زوجاتهم وهمّ بيحكوا عن ذكريات النادي، وأيام ما كانت بتلعب تنس أو بتتمشى في الجونينة مع صاحباتها، أو كانت بتقعد على الأرض في المترو وهي راجعة من الجامعة، أو حواديت كافيتريا الكلية، ومغامرات رحلة الأقصر وأسوان، وإنت عمّال تسمع ذكريات تحقيقاتها في سجن أبو زعبل وموقف ميكروباص بولاق الدكرور ومغامرتها في مستشفى العباسية لما عملت نفسها مجنونة، أو تسللها لحارة الزبالين وخبايا البهائيين.
6- هتلاقيها قلبت القعدة مع مامتك لجلسة ثورية، لأن لو أمك حاولت تشتكي من التعب في الشغل أو إن الخضار غلي أو رجليها واجعاها، فهي تمطرها بوابل من الخطب الثورية حول فساد الحكومة -اللي غالبًا مامتك شغالة فيها- وجشع البائعين وفساد المستشفيات.. فاركن مراتك على جنب.
7- عادة هتحاول تقنعك إن هدايا كفساتين وسلاسل وحلقان دي حاجات للبنات التافهة، بس لو زوّدتها وبعدت تمامًا عن كل الهدايا دي هتبدأ تكلمك عن الراجل اللي مبيفهمش مشاعر المرأة وعنده عقد نفسية مستعصية.
8- كل تصرف وإيماء بيتم تحليله حسب قوانين سارتر وبرنادشو.. فخلي بالك.
9- عادة هي مبتحبش إم بي سي أكشن، وهتكلمك طول اليوم عن عماد حمدي في ذكرى ميلاده.
10- حاول تخلي بالك لأن أي حاجة هتعملها هتتحول لبوست على الفيس حول كينونة الحياة الزوجية ونصائح للمقبلين عليها.
11- أي تصرف منك ممكن يتحول لفكرة تحقيق صحفي حول المجتمع الذكوري والعنصرية ضد المرأة، وممكن تستغلك لدخول عالم الرجال واستنباط معلومات عنه، فتلاقي حكاياتك إنت وصحابك منتشرة في الصحف القومية والخاصة والحزبية ومواقع التواصل الاجتماعي وكل أنواع المجلات الإلكترونية.
12- المرمطة عندها أسلوب حياة، فمش مشكلة لو خرجتها خروجة رومانسية واتعشيتوا على عربية فول.
13- الصحافة سُلطة رابعة، فتخيل معايا حياتك هتبقى إزاي مع زوجتك الصحفية.
14- لو جيت تحكيلها مشكلة لازم تبدأ كلامك بمقدمة ثم متن ثم خاتمة.. ومتنساش التَرويسة، وعادة بعد كل جملة وجملة هتسألك “مصادرك إيه؟”.
15- الخلاصة.. اتفرج على فيلم “كبرياء وتحامل” لجين أوستن، وشوف “إليزابيث” كانت عاملة إزاي، وحاول تبقى السيد “دارسي”.. وربنا يوفقك.