بقلم/ سارة وحيد
إنني أفتقدِك.. أفتقدِك كثيرًا.. إنكِ ساعدتِني على بلوغ ما أنا عليه الآن.. علمتِني أن اليأس ليس نهاية الحياة بل بدايتها. أشتاق إلي رنين ضحكاتك. ولديّ حنين لتراكيب كلماتك.. أتمنى أن تكوني بخير. أن تكوني في أحسن الحالات وأجملها. ولكن أين أنت الآن؟!
غادرتِ تلك الحياة.. الحياة التي حاربت كثيرًا لكي تجعليني أتمسك بها. كنت أتمنى الانتماء إلى عالم آخر.. إلى عالمك. عالمك الغريب هذا المليء بنوع خاص من الحكايات. ولكن أين حكايتنا؟!
إنني لا ألومك.
نفسي.. روحي.. التي سلبتها أنا بيدي.. لماذا ضعتِ مني؟ هل أنا الملوم أم الملام؟ لا أعرف. ولكن ما أعرفه جيدًا هو أنني أحبك.. أحبك يا نفسي.. عدم اهتمامي بك أفقدني كل شيء.. أفقدني قلبي.. كان لديّ الفرصة لتصحيح كل خطأ أقوم به. ولكن ماذا تفعلين مع شخص يملؤه الكبر، شخص يظن أنه نعمة كبيرة، وعليك أن تحمدي الله على الحصول عليها؟ كنت أتجاهل كل شيء بيننا. وعندما قررت إنهاء ما بيننا قلت إنك كنت السبب في ذلك.
لماذا انتهت حكايتنا هكذا؟ إنني رجل.. ولكن لا تستغربي من كلامي هذا.. إنني لا أجاملك. إنني أعترف أني لم يكن لديّ الشجاعة الكافية لكي أقول لك ذلك وجهًا لوجه. أعترف بأنني لم أكن أستحقك.. ولكن بعدما فقدتك شعرت بحجم خسارتي.. إنني كنت أتعمد ما أفعله معك.. كنت أتخيل أن ما أقوم به هو خير العمل.. أعترف أني كنت أقسو عليكِ وكانت دموعك مصدر سعادتي في بعض الأوقات.. كنت لا أفهم طبيعة هذا الكائن الجميل الذي أتمنى الآن أن أستمتع بنظرة من عينها. كان لديّ حالة من البطر الشديد.. لا يرضيني شيء على الإطلاق.. وكانت الحجج هى الطريقة المثلى “لعكننة” كل ما كان جميل بيننا.
كنتِ تدافعين عني حتى وأنا معك. كنت تقولين إنني “لسه فيّ أمل”. لكنني في الحقيقة خيبت أملك. كنت تتعاملين معي بطريقة إنسانية آدمية.. لكن أمثالي يستحقون معاملة من نوع آخر. حاربتِ كثيرًا من أجل استمرار هذه العلاقة. حرصك على سعادتي أسأت أنا فهمه بأنك إنسانة ضعيفة وأنه من السهل السيطرة عليك وتوجيهك مثل القطيع. إيمانك بي كان ليس له مثيل.. ولكن إيماني أنا بنفسي كان صفرًا على الشمال. أسأت فهم هذا الحب وهذه الحنية.. أسأت فهم “أمينة” مثلما كنت أطلق عليك.. كنت أتهمك بالسذاجة في كل شيء.
لماذا كنت أشعر هكذا؟ لا أعرف.. ولكن كنت أحب أن ألعب دور الذي لا يعجبه العجب.. والعجب وكل العجب أنني فرطت فيك.. والندم وكل الندم أنني كنت مصدر وجعك السابق واللاحق.. ولكن ماذا عن وجعي أنا؟ ماذا عن وجعي الذي دواؤه الوحيد هو أنت؟!
هل ستسامحينني؟ ولكن أين أنت؟ ما أستغربه أن قرار الانفصال كان من جانبي، بزعم أنني ضاق ذراعي من هذه العلاقة التي كان من المفترض لها أن تتحول إلى مشروع زواج. كنت أحبك.. ولكنني كنت أتعمد أن أخبئ هذا الأمر. أحب أن أسمع كل ما هو حلو منك.. أحب أن أكون أنا المستقبل. إنني لا أقول شيئًا ولا أفعل شيئًا يدل على أي شيء.. ولكنني أحبك أن تكوني أنت من يبدأ أولاً. دموعك عرفت قيمتها الآن.. كلماتك يدوي رنينها في كل شيء حولي.. خسرتك.. فقدتك.. وخسرت نفسي.. خسرت نفسي المفقودة.. المسلوبة.. فسامحيني.