حاجتين لازم تفكري فيهم قبل ما توافقي علي عريس

845

 

بقلم/ هدير رضا عيسى

في البداية خلينا نسأل هو أصلاً يعني إيه جواز؟ الحقيقة إن الجواز هو Deal كبير جدًا بين اتنين، اتنين من ثقافات مختلفة، طريقة تفكير مختلفة، وجهات نظر مختلفة.. بالرغم من كل الاختلاف ده الاتنين قرروا يقبلوا التحدي ده، ويطلعوا من الاختلاف متعة وحب.

 

ده هو التعريف المثالي للجواز، واللي في وقتنا الحالي أصبح لا يمت للواقع بصلة. وده لأسباب كتير. منها إننا بقينا نقبل العريس عشان كبرنا ولازم نتجوز. أو إننا قبلنا العريس عشان هو ابن ناس. أو إننا قبلناه عشان متأكدين إنه ماديًا هيعرف يكفينا. أو قبلنا عشان أسماء بنت خالتي اتخطبت وأنا لسه.. لكن لو جردنا تفكيرنا من كلام المجتمع والناس والأهل وأسماء بنت خالتك، وقررنا نفكر بنفسنا ولنفسنا، هنلاقي إن قرار الجواز اتغير كتير.

 

العامل الأول: الرصيد

السر ورا حالات الطلاق وفسخ الخطوبة اللي كانت في زيادة كبيرة جدًا الفترة اللي فاتت هي التصادم بالواقع، مفيش قابلية للاختلاف اللي بينهم، مفيش رصيد كافي بينهم يخليهم يعدوا المشاكل والخنقة والمود الوحش ومعملتيش أكل ليه النهارده، مش عارفة إن أنا جاي من الشغل تعبان؟ الرصيد عامل مهم جدًا في الجواز، لازم يكون فيه بينكم رصيد لبعض، رصيد يخليكي تعدي لما هو يزعق، لما تلاقي شكلة مبهدل، لما تلاقيه مش مهتم بيكي، لما ينسى عيد ميلادك، لما ينام وميكلمكيش.

 

ورصيد يخليه هو كمان يعدي لما يلاقي إن مودك بيتغير في جزء من الثانية، ولما يلاقي وزنك زاد شوية، لما يلاقي إنك مش مهتمة بالحاجة اللي قالك 100 مرة إنها بتضايقه، لما يلاقيكي عمالة ترغي مع صحباتك في التليفون وناسياه، لما أكلك يبقي دائمًا الملح فيه زيادة.

 

الرصيد مش لازم يبقى حب، بس ممكن يكون قبول، حاجة كده ممكن يكون ملهاش اسم بس دائمًا بتكون هي السبب في إنها تلحق العلاقة من الموت. لو الرصيد موجود هنلاقي إن قبول الاختلاف بينكم مترحب بيه جدًا.. عادي إنك تلاقي طريقته غريبة، طلباتة كتير، هزاره سخيف.. عادي طول ما له عندك رصيد.

 

العامل التاني: طموحاتك

تاني حاجة تفكري فيها في قبولك للعريس هي طموحاتك وأحلامك.. وجودنا في مجتمع مصري بثقافة وتعليم مصرية، هو اللي حكم علينا إننا نحط العامل ده (طموحاتك) كعامل أساسي، في معظم المجتمعات التانية أحلامك موجودة عشان تتحقق، ده شيء مفيهوش جدال.. بس عندنا في مصر أحلامك موجودة عشان تعافري عشان توصليلها.. مش بس معافرة مع الظروف، معافرة مع الظروف والناس.

 

موقف: من يومين صاحبتي “مروة” كانت بتقول لخطيبها إنها محتاجة تنزل في خلال الأسبوعين الجايين 3 مرات لحاجات ضرورية، كان الرد هو إنه يعني إيه تخرجي 3 مرات في أسبوعين؟ اختاري مشوار واحد بس منهم.

 

موقف (2): من فترة قليلة واحدة على درجة قرابة مني اسمها “مي” بتحكيلي إنها نزلت مع والدتها يشتروا حاجات.. ولما خطيبها عرف إنها نزلت مع والدتها اللي حملت 9 شهور فيها وخلفتها وربتها وأكلتها وعاشت معاها عمرها كله. زعقلها وشتمها.. إزاي تنزلي؟

 

منكم اللي هيقول على ده جنان، ومنكم اللي هيقول من حقه، مش راجل؟! وبغض النظر عن الحالتين، الشخصيات اللي بالعقليات دي (مع احترامي غير الكامل ليهم) من الصعب إنك تحققي معاهم أحلامك من تعليم وسفر وتحقيق كيان وشغلك والانفتاح على العالم وما إلى ذلك. تخيلي حياة مروة ومي بعد 3 سنين من الجواز، إحساسهم تجاه نفسهم وحياتهم.

 

لو موافقة على الشخصيات دي، أو بالنسبالك الأحلام مش بأهمية البيت والزوج، يبقى اعتبري الشرط ده مش موجود. لكن لو مش موافقة، ومصممة إن حياتك يبقي فيها كم من السعادة والنجاح مش قليل، يبقي ميهمكيش رأي الناس، ولا المجتمع ولا أسماء بنت خالتك اللي اتخطبت قبلك.

 

 

 

 

المقالة السابقة10 خطوات لوضع خطة أهداف 2016 متخرش المية
المقالة القادمةالحكايات ما بين الكلمات المسطورة ومشاهد السينما
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا