ياسمي
مر شهر على العام الجديد وما زال الجميع يحاول وضع خطة جديدة للأهداف التي يبغون تحقيقها في 2016، البعض قام بعمل “كوبي وبيست” للأهداف التي لم تتحقق العام الماضي، البعض استبدل كلمة 2015 بـــ2016 وانتهى الأمر، بينما آخرون استحدثوا أهدافًا جديدة بعد نجاحهم في تحقيق أمنياتهم السابقة. وهناك أيضًا من وضعوا أيديهم “بالشَق” من الخطط “واللي يتشددلها”، هذا لأنهم اعتادوا الخذلان، سواء خذلانهم لأنفسهم أو خذلان الحياة لهم.
ولأنني واحدة ممن تركوا سكة الأهداف هروبًا من الشعور بالضغط أو الفشل، مُكتفيةً بأن أُحقق الأهداف التي تأتي بطريقي أكثر مما أسعى أنا إليها، قررت هذا العام اتباع تكنيك جديد للتخطيط عساه يفتح شهيتي للتنفيذ، عملاً بمبدأ “ومن أول يناير هكون إنسان جديد”.
ولأنني أخال أن الأمر نجح معي بالفعل، حتى الآن على الأقل، قررت أن أُخبركم الخطوط العريضة التي اتبعتها، لعل وعسى تُفيدكم مثلي.
1- لا تضعوا البيض كله في سلة واحدة
قوموا بتقسيم أهدافكم ووضعها في خانات مُتعددة، تنتمي لمجالات مُختلفة، وفقًا لاهتمامتكم وأولوياتكم وما تتمنون تحقيقه. لأن وضعكم كل الأهداف في ليستة واحدة سيُشعركم بالتعجيز، فتبدؤون قبل حتى التنفيذ في تثبيط أنفسكم، واستشعار ثِقل الأمر.
لذا سجلوا نفس الأهداف، ولكن بعد تقسيمها في خانات فرعية، مثلاً: أهداف “عملية- عاطفية- روحانية- فنية- علمية- عائلية- صحية… إلخ”.
2- الــ”كَيف” أهم وأبقى من الــ”كَم”
في كل خانة ضعوا عددًا محدودًا من الأحلام، فإذا كانت خططكم تشمل 7 خانات وفي كل خانة وضعتم 5 أهداف، ففي هذه الحالة سيكون لديكم 35 هدفًا تسعون لتحقيقه خلال العام، وهو رقم ليس بقليل بالطبع.
3- مين فات قديمه تاه
لا تكتفوا بالسعي وراء الأحلام الجديدة، أفسحوا وقتًا كذلك في خطتكم لتطوير ما تملكونه بالفِعل، إذ أن إجادتكم 5 أشياء بدرجة ممتاز، لا بد من أنه أفضل من القيام بــ10 أشياء جديدة لا تتخطون فيها حاجز المقبول.
4- أول الغيث قطرة
قَسِّموا الهدف الواحد لأهداف صغيرة، فإذا كان أحد أهدافكم مثلاً قراءة 100 كتاب، قوموا بتقسيم الكُتب وفقًا لأنواعها، كتب “دينية، ساخرة، روايات، قصص قصيرة، سيرة ذاتية، تاريخية…”، هكذا ستجدون أن الرقم 100 قد تم تقسيمه مثلاً إلى 10 عشرات، وبالتالي سيبدو الأمر أقل صعوبةً.
5- أربعة في تلاتة بـــــ12
من المُمكن أيضًا القيام بعَمَل خطط قصيرة المدى، بحيث يكون كل خطة عمرها ثلاثة أشهر، لتكون المُحصلة النهائية لديكم أربع خطط سنوية، تصُب في النهاية كلها في الخطة الكُبرى، خطة العام.
6- على كل لون يا باطيسطة
لا تجعلوا كل الخطط تتطلب نفس الظروف لتحقيقها، كأن تكون كل الأهداف تستدعي السفر أو البقاء خارج المنزل، أو حتى أن يكون المرء وحده. نَوَّعوا في أهدافكم بأن تُحققوا بعضها وحدكم، بعضها مع أصدقاء، بعضها مع الأهل، بعضها مع الله.. هكذا تضمنون قُدرتكم على تحقيق أكبر قدر من الأمنيات، في مُختلف الظروف مُستغليين كل الفُرص المُتاحة.
7- إيد على إيد تساعد
أخبروا المُقربين لكم أو هؤلاء من يُشبهونكم عن أهدافكم، فالمُشاركة تخلق نوعًا من الإلزام والحماس وتضمن حِرصكم على مواصلة التنفيذ لأطول فترة من الوقت.
8- أُمنيات بألوان الفراشات
قوموا بعمل جدول مُنظَّم يضم كل الأهداف التي تسعون إليها، لا يوجد ضرر من بعض الألوان هنا، والتخطيط هناك، حتى تحظون بصورة مُبهجة للشكل الذي تُريدون أن تكون أيامكم المُستقبلية عليه.
9- ارسموا الأحلام ع الحيطان
لمزيد من التوثيق أحضروا لوحة ورقية لونها مُحبب إليكم، ارسموا عليها نفس الجدول السابق ولكن بشكل أكبر وأوضح، ثم قوموا بتعليق تلك اللوحة في مكان يقع أمامكم باستمرار، سواء في المنزل أو العمل أو حجرة المكتب، وكُلما حققتم هدفًا سجلوا ذلك على اللوحة. سيُساعدكم ذلك ألا تنسوا ما بدأتموه، بجانب الشعور بالانتشاء كلما زادت الإنجازات التي تم تحقيقها بالفعِل.
10- حَلُّوا الأيام
مع كل هدف تُحققونه مهما كان صغيرًا، كافئوا أنفسكم بهدية ما، خروجة ما، أو أي طريقة تُناسبكم، حتى تُحفِّـزون الروح على المزيد من العطاء، وتمنحونها دافعًا للاستمرار.