بقلم/ داليا عادل
كنت قد تعودت من فترة أن أنظر إلى نفسي بعمق في المرآة وأنا أطالع هيئتي قبل الخروج. أنظر بعمق في عيني وألتقي بروحي وأتلمس حالتها.
وكالعادة أطللت على روحي وأنا مبتسمة ونظرت لي في عينيّ وأطلت النظر. ووجدتني أسأل روحي سؤالاً.. ودار هذا الحوار:
– إنتي ندمانة على حاجة؟
– لأ.
– خالص؟
– خالص.
– إزاي؟! إنتي كنتي ندمانة على حاجات كتير زمان.
– ده كان زمان.. اتعلمت واتغيرت.
– طيب إزاي؟ إزاي ممكن الواحد ميندمش على أي حاجة؟
وقالت روحي لقد تعلمت أن الندم لا يفيد بل يضر. الندم حالة من الأسى على ما فات، مصحوبة بتأنيب الذات، ولا تغير الماضي ولا تحسن الحاضر ولا تبني المستقبل. فقط تنغّص العيشة على اللي عايشينها. ومن قناعتي بأن الندم يضر ولا يفيد تعلمت كيف أتعامل مع المواقف التي كانت تستدعي الندم بشكل مختلف.
1- لقد فعلت أفضل ما في وسعي
قررت أن أتبنى هذه القناعة بصدق. في اللحظة التي اتخذت فيها ذلك القرار أو تلك الخطوة لقد فعلت أفضل ما في وسعي بكل ما أوتيت من وعي وأدوات وقوة جسدية ونفسية وعقلية وروحية في الزمان والمكان والظروف المحيطة التي اتخذت فيها القرار. ليس من العدل الآن بعد نموي على مستويات عدة وتغير الزمان والمكان والظروف المحيطة أن أنظر ورائي وأحكم على تصرفي وأندم عليه.
2- ما هو الدرس المستفاد؟
وارد حين أراجع رحلتي أن أرى بوعيي الذي اختلف أني لا يجب أن أكرر نفس الخطوة لو تشابهت المواقف. المهم أن أسأل نفسي: ماذا يمكنني أن أتعلم من هذه التجربة؟ ما هو الدرس المستفاد؟ هذا هو كل ما أحتاجه من مراجعتي للماضي. حتى لو لم أستطع أن أقتنع أنني قدمت أفضل ما لديّ وتراءى لي أني أخطأت، أسامح نفسي وأخرج من التجربة فقط بالدرس. وأتقدم للأمام.
3- أنا بشر
للتذكِرة.. أنا بشر ولست ملاكًا. أنا هنا في الحياة على الأرض لأتعلم، ولن أتعلم إلا من خلال التجربة، والتجربة تحتمل نتائج متباينة. لماذا أتوقع ألا أخطئ؟ ولماذا أندم إذا أخطأت وأؤنب ذاتي؟ بماذا سيفيدني هذا؟ هل سيدفعني للأمام أم سيأخذني للوراء؟
4- لا شيء يحدث اعتباطًا:
كل شيء يحدث لسبب. وما حدث كان مقدرًا. اخترته وكان مقدرًا أن أختاره. فقط عليّ أن أعرف السبب: لماذا حدث؟ إجابة هذا السؤال هي الدرس المستفاد الذي يجب علي أن أتعلمه. التركيز على الندم يعمي بصيرتي عن فهم الأسباب وراء ما حدث.
“هل يمكن بعد ما سبق أن أندم؟ ثم هل نسيتِ أننا اتفقنا على النظرة الإيجابية تجاه الأمور وتجاه الحياة؟ هل الندم نظرة إيجابية؟” سألتني روحي.
وجدتني أبتسم لروحي وأنا أرد “عندك حق يا روحي”.