“تحت السيطرة” بين النقص والاكتمال

896

 

بقلم: سهاد عبد العزيز علي

اتفرجت على مسلسل “تحت السيطرة” بعد رمضان ما خلص، لأني ملحقتش أشوفه في رمضان.

طبعا كانت عليه ضجة كبيرة لشهرة نيللي كريم في “سجن النسا”، وقبلها مسلسل “ذات”، وطبعا المسلسل ده غني عن التعريف، وفي رأيي هو أحسن مسلسل اتعمل في الكام سنة اللي فاتوا.

“سجن النسا” مقدرش أقول عليه زي “ذات”، لكن هو مشكلته إنه بين حقايق صعبة لدرجة الكآبة.

أما مسلسل “تحت السيطرة” رأيي فيه هيختلف عن معظم الناس…

مبدأيا منبهرتش بيه على قد الكلام اللي سمعته عنه.. اللي استغربته إن في من 15 لـ20 حلقة مفيش جديد بيحصل فيهم غير إن ناس مدمنة وناس متعافية وحياتهم اليومية، يمكن الأحداث بدأت شوية تمشي لما مريم حملت ولما هانيا هربت مع علي.

الغريب كمان إن الكاتب والكاتبة اهملوا فكرة ماضي الأبطال كلهم، وإيه اللي وصلهم للنقطة اللي هما ظهروا بيها سواء مدمنين أو مبطلين، والبعض فسر ده بإن مثلا حياة هانيا هي بداية مريم، وده شيء ما أقنعنيش، وكنت شايفة إنه بدل ما يضيع حلقات كتير في تفاصيل طريقة الإدمان وضرب الحقن، كان ممكن يدينا ولو نبذة صغيرة عن بداية كل واحد.

تعرفي على: قصة فيلم بشتري راجل بطولة نيللي كريم

وكمان الكاتب والكاتبة أهملوا تماما درجة تعليم كل الأبطال وطبيعة شغلهم، باستثناء حاتم وإنه مهندس، مش عارفة إيه السبب؟

لفت نظري كمان العريسين اللي اتقدموا لمريم وسلمى في نفس الوقت، بالرغم من ظروفهم وطلاقهم وده يمكن مش طبيعي قوي في مجتمعنا، إن يتقدم عريس لمطلقة بالبساطة دي وإن اللي اتقدم لمريم لما عرف إدمانها عرض عليها علاقة بدون جواز.. برضه مش مقتنعة إن ده شيء موجود في المجتمع إلا في مواقف وفئات معينة.

الحلقات الأخيرة في المسلسل وهي أجمل الحلقات، وطريقة حاتم في عقاب مريم لمست فيها الحتة الإنسانية اللي المفروض توصلنا كلنا.

الأول استغربت من حاتم إزاي كان بيعاقب مريم كده رغم حبه ليها، اللي باين في كل تصرفاته، رغم غلطتها الكبيرة يعني، إلا إننا اتعاطفنا معاها جدا، وكنا شايفين إن من حقها فرصة تانية.. بعد كده سألت نفسي أنا ليه مستغربة حاتم، أنا كتير جدا ممكن أعمل زيه مع ناس قريبين مني وبيحبوني، وبيتعمل فيا كده برضه، إحنا كل ما بنحب بعض أكتر كل ما بنعاقب بعض على غلطات كبيرة أو صغيرة عشان بنشوف الجرح على قد الحب ده، بنعاقب بعض بالبعد وده أقسى عقاب، ونعاقب بعض بإننا مبنسامحش بسهولة، ولا بننسى.

أسوأ عقاب بالنسبة لي، حد يعاقبني من غير ما يفهم مني، لأني ببساطة مبحبش ولا بعرف أبرر أو أدافع عن نفسي.

إحنا كلنا، بنحب نبان مظلومين حتى لو قدام نفسنا، عشان نعرف كل يوم ننام من غير ما ضميرنا يأنبنا.

المسلسل رغم فكرته الكويسة والتعب في التمثيل إلا إني شفته ناقص جدا، وكان محتاج يكمل، وده رأيي الشخصي.. أنا مش ناقدة ولا حاجة لكني متفرجة عادية، بتحاول تفرق بين العمل الحلو الكامل والعمل الحلو الناقص.

 

 

 

المقالة السابقةزيارة لمجموعة علاج الاكتئاب
المقالة القادمةالأمان.. إيه هو؟
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا