بقلم/ شيري حنا شفيق
من كام يوم، بالتحديد يوم 11/11/2018، احتفلت الصين باليوم العالمي للسنجل، وإحنا كشباب مصريين احتفلنا بطريقتنا وأطلقنا النكت والكوميكس اللذيذة ع الفيسبوك.
هنا ييجي السؤال الأهم: يا ترى هتختار السنجلة وتعتبرها جنتلة، ولا هتختار تدخل القفص الدهبي؟
كتير من شباب اليومين دول عندهم فزع من حاجة اسمها “الارتباط الرسمي”، خوف مرضي من الالتزام بعلاقة طويلة المدى.
بيستخدموا التبرير كحيلة دفاعية لعدم اعترافهم بالسبب الحقيقي لعدم الارتباط الرسمي، وهو الخوف المرضى من الالتزام والمسؤولية.
من التبريرات الظريفة اللي بنسمعها على لسانهم دايمًا:
1- أنا مش لاقي واحدة تفهمني
السؤال الأهم هنا: هل إنت فاهم نفسك صح؟ لو كل واحد فاهم نفسه صح، فاهم إيه بيسعده وإيه بيزعجه؟ إيه هي معتقداته، قيمه، مبادؤه في الحياة، عنده تقييم واقعي عن نفسه وظروفه واحتياجاته، ببساطة لو فاهمين نفسنا صح.. أكيد هنلاقى اللي يفهمنا، لو دورنا بجدية بعيد عن شماعة التبرير.
2- عايز واحدة مفيش زيها
الحقيقية مفيش كده أصلًا، مفيش واحدة مفيش زيها أو عندها مواصفات قياسية في كل حاجة، مفيش واحدة كاملة الأوصاف.
كل الحدوتة إنك بتدور على الشخص الكامل والكمال لله وحده، مفيش إنسان كامل، كلنا عندنا سلبيات وإيجابيات في شخصيتنا، مفيش الكامل لكن فيه المناسب، مناسب في المستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمادي والقيمي، المناسب اللي نقدر نقبل عيوبه ونتعايش معاها، نكون قابلينه على بعضه بإيجابياته وسلبياته، حابينه زي ما هو وسلبياته مش مسببة لينا أي مشكلة.
وقبل ما ندور على الشخص الكامل، نسأل نفسنا: هل أنا كامل عشان أدور على الإنسان الكامل، ولا شاعر بنقصي وبدور على اللي يكمله؟
3- الازدواجية المريضة
البعض بيدور على البنت Full Option الجامعة بين المتناقضات، يعني تكون مثقفة لكن متفهمش أكتر مني. دلوعة لكن جد. متدينة وملتزمة أخلاقيًا وفي أوضة النوم عاهرة. أنثى رقيقة وناعمة لكن برة البيت رجل خشن يُعتَمد عليه. ست بيت من الطراز الأول وموظفة تجيب فلوس. محققة ذاتها ومستقلة لكن في وجود الرجل تكون بلا شخصية ولا رأي وتقدم الطاعة العمياء وكل فروض الولاء… وغيرها كتير من المتناقضات اللي نشأنا عليها في ثقافتنا العربية.
4- السنجلة جنتلة
حياة السنجل المضرب عن الجواز يظن فيها إنه بيتمتع بحريته واستقلاليته. لكن في الحقيقة هو بيتمتع بأنانيته، بيعيش حياة هدفها سعادة شخص واحد، اهتمامه الأول والأخير مُنصَب على نفسه وإشباع احتياجاته هو وبس. مش قادر يخرج برة دايرة نفسه ويهتم بحد تاني ويشاركه تفاصيل حياته، يتنازل ويضحي عشان يشوفه بس سعيد، يجتهد ويتعب عشان يلبي احتياجاته عن طيب خاطر. الشخص ده كل مفهومه عن الجواز إنه مجرد قيد، وهو في غنى عنه.
5- القفص الدهبي
القفص اللي بيخوف كتير من الشباب، لظنهم إنه نهاية لحريتهم واستقلاليتهم، لكن بالرغم من كده بيتمنوا يدخلوا القفص الجميل المتلون والمتزين بالحب والود والدفء؛ عارفين إن جوة القفص ده هيلاقوا القبول والحب والعطاء، جوة القفص ده بتكمل روح بروح تانية تشبهها، جوة القفص ده هتسدد كل الاحتياجات بالحب، هيشبع جواه شبع نضيف، شبع مفرح.. وكل ما كانت العلاقة صحية وسوية شخصية الزوجين هتنمو وتتطور. وكل ما هيقربوا من بعض ويتمسكوا ببعض أكتر هيوصلوا لحالة مميزة وصحية من النضج والتكامل والصحة النفسية.
القفص الدهبي مش مخيف ومش سيئ، بس إحنا اللي نظرتنا ضيقة، مش قادرين نخرج برة دايرة نفسنا للآخر.
الجواز عمره ما كان قيد أو حبس حرية، لكنه ببساطة اكتمال روح وفهم واعي لمعنى الحرية والمسؤولية.
السبب الحقيقي لعدم الارتباط هو الخوف المرضى من الالتزام