التنمر يطال الصغار والكبار.. 5 أفلام تؤكد ذلك

1032

أفاد تقرير أصدرته منظمة اليونيسف بداية شهر سبتمبر الماضي، أن نصف مراهقي العالم يعانون من ظاهرة التنمر، وفي تقريرٍ آخر عن الظاهرة في مصر، وُجد أن 70% من طلاب المدارس عُرضة لمخاطر التنمر، بينما تقل النسبة في لبنان لتصل إلى 50%، ورغم عدم وجود إحصائية واضحة عن ظاهرة التنمر في فلسطين، لكنها لن تقل عن 50% بالتأكيد.

 

لغة الأرقام لغة جامدة، لا تنجح دائمًا في كسب تعاطف القارئ، لكن هذه الإحصائيات تصرخ في كل واحد منا أن ظاهرة التنمر متفشية للغاية، وربما ابنك/ أخوك/ صديقك يعاني في صمت، وأنت لا تدري. أنا نفسي عانيت وما زلت أعاني من ظاهرة التنمر رغم سنوات عمري الثلاثين، ووحدهم أصدقائي المقربين جدًا الذين يعرفون ذلك.

 

ربما طفلك النائم في سلام كالملائكة، تراوده الكوابيس بسبب ما يلقاه من إساءات في صحوه، طفلتك الكارهة للحضانة/ المدرسة هي ضحية لتنمر زملائها هناك. المراهقون الذين يصبون كل غضبهم في وجهك، قد يكونوا ضحايا هذه الظاهرة المقيتة، ولا يعرفون كيف ينفِّسون عن غضبهم مما يلاقونه سوى بهذه الطريقة.

 

المواد المرئية سواء المتلفزة أو السينمائية مسؤولة بشكلٍ كبير عن انتشار هذه الظاهرة، فقد تعودنا على مشاهدة الشخص المختلف مادة للسخرية والضحك، فلطالما كان البدين/ صاحب البشرة الداكنة/ القصير/ الهادئ/ المنطوي/ من يعاني من صعوبات في التعلم، أو أي شخص مختلف عن محيطه عُرضة للسخرية في كثير من الأفلام والمسلسلات. قلة قليلة من الأعمال وُجِّهت لمحاربة ظاهرة التنمر، وللتوعية بمخاطرها، وطرح أفكار لمساعدة الضحية على مجابهة الأذى.

 

في هذا المقال نستعرض مجموعة من هذه الأعمال، التي تناقش ظاهرة التنمر وآثارها، ليس على الصغار فحسب كما هو معتاد، بل على الكبار أيضًا، فحتى الكبار ليسوا بمنأى عن هذه الظاهرة الخطيرة.

 

TaareZameen Par.. كل طفل حالة خاصة

فيلم هندي، صدر عام 2007. يناقش الفيلم ظاهرة التنمر ضد الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، من خلال عرض قصة الطفل “إيشان” ذي الأعوام الثمانية. “إيشان” طفل متأخر دراسيًا، لا يستطيع التركيز، فتركيزه منصرف لمراقبة البيئة أو الطبيعة من حوله، ومن ثم نقل ما يشاهده لرسومات جميلة. تأخره الدراسي يجعله عرضة لتنمر مدرسيه وزملائه الذين ينعتونه بالمتخلف عقليًا، ويثير غضب والده دائمًا.

 

يقرر والد “إيشان” أن يودعه مدرسة داخلية ذائعة الصيت، علَّها تساعده ليصبح تلميذًا مجتهدًا. وعلى الرغم من رفض “إيشان” أن ينفصل عن والدته المحبة وشقيقه الداعم له، ينفذ القرار، ويجد “إيشان” نفسه وحيدًا بعيدًا عن عائلته، وغير قادر على الاندماج مع محيطه.

 

الحال في المدرسة الجديدة لا يختلف كثيرًا، فـ”إيشان” غير قادر على التركيز وإحراز أي تقدم دراسي، والمدرسون ليسوا أحسن حالًا من سابقيهم، لكن الأمر يختلف تمامًا عندما يظهر مدرس فنون يؤمن أن كل طفل حالة خاصة، وأن طرق التعليم كثيرة ومتنوعة لتناسب كل الأطفال باختلاف شخصياتهم وطبائعهم.

تعرفي على: قصة الفيلم الهندي دانجال

You Again.. التنمر جريمة لا تسقط بالتقادم

فيلم أمريكي، صدر عام 2010. تخيل أن تودع مرحلة الثانوية العامة، تاركًا خلفك حبوب الشباب، وتقويم الأسنان، وتنمر المتنمرين، ومن ثم تصبح شخصية ناجحة عمليًا واجتماعيًا، لتفاجأ بأن كل ذلك عاد من جديد إليك، ليقتحم حياتك! بالتأكيد ستشعر أنك في قلب الجحيم من جديد.

 

هذا ما حدث بالفعل مع بطل الفيلم “مارني” التي تفاجأت بأن خطيبة شقيقها هي “جوانا”، الفتاة التي أحالت حياتها جحيمًا عندما كانت في مرحلة الثانوية. المفاجأة الثانية لـ”مارني” أن “جوانا” زعيمة المتنمرين أصبحت في نظر العائلة ملاكًا يمشي على الأرض، وتجد “مارني” نفسها مطالبة بنسيان كل الأذى وطي صفحة الماضي، وهذا ما لا تستطيع فعله.

 

Cyberbully.. التنمر الإلكتروني الوجه القبيح لمواقع التواصل الاجتماعي

فيلم تليفزيوني أمريكي، صدر عام 2011. يناقش ظاهرة التنمر الإلكتروني التي ازدادت مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي.

تدور أحداث الفيلم حول الفتاة “تايلور” البالغة من العمر 17 عامًا، وكأي مراهقة أمريكية في مدرسة ثانوية، لا بد أن تتعرض لبعض المضايقات من زملائها. تزداد حدة هذه المضايقات بعد أن يقوم شخص ما باختراق حسابها الشخصي على موقع شبيه بفيسبوك، ويبدأ بنشر محتوى إباحي عنها.

 

تنقلب حياة “تايلور” رأسًا على عقب، خصوصًا عندما يقوم شخص مجهول على الإنترنت بنشرِ شائعةٍ عنها، تنتشر الشائعة بشكلٍ كبير، تزداد المضايقات في المدرسة، وتخسر واحدة من أقرب أصدقائها. ونشاهد نضال “تايلور” لاستعادة حياتها الطبيعية من جديد.

 

لا مؤاخذة.. مأساة أن تكون طالبًا مختلفًا في مدرسة مصرية

فيلم مصري، صدر عام 2014. يناقش قضية التنمر في المدارس الحكومية المصرية، من خلال عرض حياة الطالب “هاني” المختلف اجتماعيًا ودينيًا عن بقية زملائه في الصف.

“هاني” طفل من أسرة ميسورة الحال، لكن هذه الحال تتدهور بعد وفاة الأب، فتضطر الأم إلى ترشيد نفقات الأسرة، فتُخرج “هاني” من مدرسته الدولية وترسله إلى أخرى حكومية.

 

“هاني” القادم من رفاهية المدارس الدولية، يجد نفسه في مواجهة خشونة المدارس الحكومية، حيث لا رحمة للضعفاء ولا المختلفين، فيضطر إلى ادِّعاء هوية دينية واجتماعية غير هويته، هروبًا من تنمر زملائه، فكيف ستكون الحال عند اكتشاف الحقيقة؟

 

Hichki.. التنمر يطال الصغار والكبار أيضًا

فيلم هندي، صدر عام 2018. يناقش ظاهرة التنمر في المدارس الهندية بشكلٍ عام، والذي يطال بعض المدرسين بسبب اختلافهم.

“ناينا ماثور” امرأة هندية تعاني من متلازمة “توريت”، وهي متلازمة ناتجة عن خلل عصبي وراثي، تظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لا إرادية، تصاحبها متلازمات صوتية متكررة. تعرضت “ناينا” منذ طفولتها للتنمر الذي لم يقتصر على أقرانها فقط، بل أيضًا تنمر المدرسين الذين جعلوها مادة للسخرية.

 

تكبر “ناينا” وتحلم بأن تُصبح معلمة، لكنها تُقابل بالرفض في كل وظيفة تسعى إليها، إلى أن تجد وظيفة الأحلام كمُعلمة في مَدرسة ذائعة الصيت، لكنها تُكلَّف بتدريس أكثر فصول المدرسة شغبًا وافتعالًا للمشكلات.. ونشاهد محاولات معلمة مختلفة مثل “ناينا” للتعامل مع هذا الجيش الصغير من المتنمرين.

 

المصادر:

1

2

3

https://news.un.org/ar/story/2018/09/1016211

 

https://akhbarelyom.com/news/newdetails/2724613/1/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%81-70-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1

 

https://www.skynewsarabia.com/video/1198052-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%B2%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB

 

 

 

المقالة السابقةالسخرية.. فن السم في العسل
المقالة القادمةبـيـن الـسنـجلة والقفص الدهـبـي

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا