النفسية والحمل

373

 

بقلم: مروة عطية

“مبروك إنتي حامل” هذه العبارة تحمل في طياتها السعادة، ولكن تعاني امرأة واحدة من بين 10 حوامل نوبات الاكتئاب خلال الحمل، وأحيانا يمتد إلى ما بعد الولادة.

قلق ومشاكل في النوم، عدم القدرة على التركيز، انفعالية شديدة، تعب وإرهاق مستمر فقد فقدت المتعة، الأحداث أصبحت راكدة وسيطر التعب والقلق على كل شيء، فتعكر المزاج وأصبحت تميل إلى العزلة، خاصة إذا كان الحمل جاء فجأة دون ترتيب له، فالابن الأكبر لم يتجاوز عامه الأول والمسؤولية تزيد وتزيد، وتتسأل كيف أتحمل  كل هذا بمفردي، الصغير لا حول له ولا قوة والزوج لا يساعد في رعايته أو حتى في تجهيز أغراضه، ويزداد التوتر وتتغير المشاعر وتتحول إلى حزن مستمر، وقد يستمر بعد  الولادة.

وأحيانا تعاني المرأة من الاكتئاب في حملها الأول، فالخوض في تجربة جديدة قد يكون مقلقا بالنسبة لها، فتتغير خريطة الهرمونات في جسمها، وينتج عنها تغيرات فسيولوجية، وبمرور الوقت تتغير ملامح الوجه وينتفخ الجسم وتختفي الرشاقة والأناقة لفترة مؤقتة، وتتدهور الحالة وتزداد سوءً بسماع بعض تعليقات المحيطين على وزنها.

وإذا صرحت أنها تعاني من اضطرابات نفسية، وتحتاج لطبيب نفسي سرعان ما تكون الإجابة أنها هذه الأعراض ستنتهي بانتهاء الحمل أو أن الأمر طبيعي لا يحتاج إلى هذا التهويل أو أنها “بتتدلع”، فتنعزل وتميل إلى الانطواء، ولا يدرك من حولها ما تشعر به، وأنه قد يكون خطرا عليها وعلى جنينها.

فإن الحالة النفسية السيئة تنعكس على الجنين، وقد تعرضه للولادة المبكرة، وما لها من آثار خطيرة على الجنين أو تعرضه للتشوهات الخلقية، وعندما تعلم الأم أنها سبب في ذلك ينتابها الشعور بالذنب ويزداد قلقها وتوترها وتدخل في دوامة الاكتئاب، وأمراض نفسية أخرى قد تكون أشد خطرا منه.

فقد حذرت دراسة طبية من تعرض الأمهات للاكتئاب في أثناء الحمل، أو للقلق المستمر لأن أطفالها يكونون أكثر عرضة للأزمات الربوية، بالإضافة إلى أن الحالة السيئة للأم لها دورها في حدوث إجهاض.

فبعد التعرف على كل هذه المخاطر التي تواجه المرأة الحامل، إذا تعرضت إلى اكتئاب أو سوء في حالتها النفسية، فلا بد من التغلب على هذه المشاعر السلبية.

وللزوج أثر إيجابي في العلاج أو الوقاية من هذه الحالة، فقبل الانجراف في دوامات العزلة والقلق، اشركيه فى مسئولياتك، وتحدثي معه باستمرار، واجعليه يشاركك في كل ما يخص الطفل القادم، اختارا معا ملابسه وتجهيز غرفته أو تجنبي الوحدة، وغيري من روتين حياتك اليومية، واقرأي عن التربية السليمة وطرق التغذية المختلفة.

وإذا لم تستطيعي التغلب على هذه المشاعر أو زاد القلق لا تترددي في الذهاب إلى طبيب الأمراض النفسية، فالمرض النفسي ليس خطأ ولا جريمة تحاسب عليها النفس، إنما يحاسب عليها المجتمع، الذي يلفظ المريض النفسي ويرفض التعامل معه.

الأمومة تحتاج إلى مثابرة والله سبحانه وتعالى خلقك قادرة على ذلك، بالرغم من أنها مرهقة لكنها ممتعة و النظرة في وجهة طفلك تزيل كل الضغوط.

 

 

 

المقالة السابقةشطيرة أحزاني
المقالة القادمةالاكتئاب.. أشكاله وألوانه
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا