بقلم/ كاتي عياد
أول ما قريت الكلمة استغربت؟
عاوز تعرف مين المفضوح ده؟ ولا إيه الحاجة اللي أمرها بان واتكشف؟!
“المفضوح ” دي كانت أول كلمة وانطباع شخصي أخده عن العالم الكبير “سيجموند فرويد”، لما بدأت أدرس الأحلام واللا شعور ومدرسة التحليل النفسي لفرويد.
كنت بستغرب أوي فكرة إنه بيحلل نفسه وحالاته على الملأ، ويحكي أحلامهم ويفسرها ويحلل ويشرح دوافعهم.
ويتطرق للحديث عن لا شعورهم “اللي هو شيء شخصي أوي، وفي الأغلب منطقة اللا شعور بيكمن فيها الجانب المظلم من شخصية الإنسان “يعني سلبيات وسقطات وضعف والتشوهات النفسية وأمراض وعدوان وكبت وغيره وغيره، يعني بتعبيرتنا العامي جدًا “كان بيفضح دواخلهم”.
كنت بحاول أدرك هو إزاي الناس دي حطت العلم والناس في أولوياتها أكتر من إنهم يحطوا أسرارهم وخصوصياتهم في الأولوية الأولى!
إلى أي مدى كان فرويد بيحاول يخدم البشرية من حوله إنهم يخوضوا رحلة البحث في أعماقهم النفسية، عن طريق إنه يعرض أشخاص كنماذج ومثال للتجربة والبحث.
إزاي كان بيواجه اللي حواليه وهمّ بيسألوه إزاي بتعري كل الأشخاص نفسيًا وذهنيًا وشعوريًا ولا شعوريًا كده؟
لحد ما فهمت إنه غرضه كان أنبل من كل الكلام ده، وإنه كان متفهم لطبيعة النفسية البشرية، وكان فاهم إنه طبيعي وبفرضية إن اللي حواليه طبيعيين يبقى همّ كمان جواهم نفس اللي جواه وبيأثروا وبيتأثروا زي ما هو بيتأثر بالظبط، وبيتفاعلوا مع نفسهم ومع اللي حواليهم زيه بالظبط.
وإن دوافعنا ودواخلنا وشعورنا ولا شعورنا كلنا أقرب ما يكون لبعض في حالات الاستواء النفسي.
أما في حالات عدم الاستواء فهو عن طريق عرضه وشرحه وتحليله النفسي للشخصيات دي قدم عرض وحلول وعلاج لحالات عدم الاستواء دي.
دي نفس الفكرة اللي بتستخدم في مجموعات المشاركة لعلاج الإدمان، أو جلسات العلاج النفسي الجماعي. بيتجمع فيها أشخاص كلهم بيعانوا من نفس المرض زي الإدمان مثلاً، ويبدأ كل فرد يحكي تجربته زي ما عاشها بكل تفاصيلها وانفعالاتها ومشاعرها، وبيكون على يقين إن اللي بيحكيه ده مش بعيد عن أي حد حاضر المجموعة وطرف في المشاركة فيها، وده بينطبق على أي مرض تاني، مجموعة مشاركة وعلاج لأفراد تعاني من رهاب اجتماعي أو القلق أو فوبيا من أي نوع أو الوسواس القهري… إلخ وبرضو بيكون الفرد على يقين إن اللي بيشارك بيه مش بعيد أو غامض ومبهم على أي طرف حاضر المناقشة.
الفكرة دي بتبان أكتر وبوضوح بقى عند الستات في كوكب الزهرة “وفقًا لكتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة “. وبشكل تلقائي جدًا من غير لا دراسة ولا حتى يكون عندها معلومة إن دي طريقه نفسية حقيقية لعلاجها من الضغوط والتوتر النفسي.
لما تتحط في موقف ضاغظ بسرعة بتروح لفرد يشاركها، وده اللي بيحصل في التجمعات النسائية، بنعمل شير لأخبارنا ومشاكلنا ودموعنا وكوراثنا وضغوطنا، مش بس كده، لا ده لحظات مرحنا كمان.
لأن بالفطرة الست عارفة إن الموقف الفلاني موقف ضاغط ولما بتعرضله بتعب وأعيط، فأكيد كل الستات بيكون ليها نفس رد الفعل ده، ونقيس على كده كل المواقف بانفعالاتها بقى.
نستنتج من الثلاث أمثلة دول، إن المفضوح ده مش شخص لكن حالة.
حالة ببقى عايشاها ومحملة فيها بمشاعر وتوتر وانفعالات وكلام عاوزه أحكيه، محمله بشعور نفسي حد يفهمه ويحتويه، ومحملة بلا شعور نفسي حد يفهمه جوايا ويساعدني أفهمه.
بس في ضوء حالة من القبول وعدم الرفض، حد يبقى مدرك إني شبهة وإنه ممكن يبقى عرضة للي بمر بيه، حد ميستكبرش عليّ ويحس إني بشاركه بحاجة من عالم الخيال، زي محاولة إنك تشرح لكفيف أد إيه إن اللون الأحمر هو أكثر الألوان الجريئة.
وكل الحاجات دي مكانتش هتحصل إلا لو كان ظهر حد ياخد المبادرة ويكسر حاجز الخوف من الأقاويل، ويبقى عنده القوة والشجاعة إنه يعرض على الملأ كل شيء جواه ويخضعه للتجربة من أجل إفادة الآخرين، وبغض النظر عن اللي ممكن يكون قابله وقتها.
الخلاصة:
إن “المفضوح” مش دايمًا كلمة سيئة، لكن هو كل ما يعلن ويكشف عنه الستار.
متخافش تعمل فكرة جديدة في الحاضر لو متأكد إن صداها وقيمتها هتأثر بشكل جيد في المستقبل.
تحلّى بالقوة والشجاعة وفكر برة الصندوق.
نوع من إنسانيتنا وتفعيل لآدميتنا إننا نفكر في الآخر قبل ما نفكر في نفسنا.
اتشاركوا باللي حاسينه مع بعض، متتكسفوش.
يا ريت يبقى عندنا رحمة ونحس ببعض ونقدر نفيد ونخدم بعض.