العام الذي اخترق وجداني

264

 

بقلم/ ياسمين عبد الله

عن هذا العام الذى تألمت به ما تألمت، ولكني في النهاية تعلمت، فسعدت، عن لحظات بحث عن إجابة لسؤال، عن حلم طالما راودني في الخيال، عن حياة داخلي، لم أدر يومًا أن داخلي عالمًا بعمق المحيطات، استكشفني في كل اختبار يمر لأعلم من أنا.

 

من أنا؟

سؤال إجابته حياة. كنت في هذا العام بحّارًا يجول في عمق المحيطات ليبحث عن كنوز مدفونة تحت الماء، لحظات يقابل أمواج تهز كيانه، وأحيانًا يستمتع بمداعبة نسيم الهواء وهي تتخلل خصلات شعره.

شعرت بمرارة أن تسبح في وسط المياه الباردة بالرغم من حاجتك للدفء، وتعلمت أن خروجي من تلك البرودة قرار.

 

تعلمت أن الحياة لعبة نخرج من مستوى لآخر، وفي كل مستوى يزيد الوعي لنرتقي إلى المستوى الذي يليه. تعلمت أن حب الذات حق، وجنة الداخل فرض، تعلمت أن حقي في الحياة الأمان.
تعلمت ألا أسير في طريق لا أريده، فأنا أكون كما أريد أنا لا أنت.

 

في هذا العام كنت كالطفل الذي يبدأ في استكشاف ما يحيطه، نقطة جديدة أسطرها في حياتي بعدما رأيت جزءًا جديدًا من الحياة. تعلمت أن الوجوه المضيئة هي التي أضاءت داخلها بنور الله، وتعلمت ألا يفيد السعي الشاق الذي يصحب التشوّه الداخلي لصاحبه.
تعلمت أن الحياة بسيطة أكثر مما كنت أظنها، فهي أبسط من أبسط شيء.

 

في هذا العام وقفت أمام مرآتي لأضع نفسي موضعها الذي تستحقه، في هذا العام قطعت صفحات لا تليق بكتابي، اعترفت بحياتي التي كتبتها بقلمي، أتذكر لحظات الحسم والضعف والقوة والصراحة، أتذكر لحظات الشكر والإصرار، وأتذكر أيضًا نظرات الطفل المحب لحلم جميل، ولحظات عناده لتحقيق ما أراد، وأتذكر لحظات الانكسار. عن أصعب عام مر بحياتي، وعن أجمل ثمار حياتي التي قطفتها فيه، فخرجت من هذا العام بي أنا. عن قلب جديد يريد الكثير ولكنه علم أن ما يريده سيكون، ولكن فليتعلم أولاً كيف يكون. عن ٢٠١٥ العام الذي اخترق وجداني.

 

 

 

 

المقالة السابقةأنا وهيكتور والبحث عن السعادة
المقالة القادمةالجواز شركة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا