السيدات يخطئن أحيانًا

1009

 

بقلم/ هند عزت

 

كنت قد أعددت مقالاً عن الحب والمشاركة، ولكن للحظة توقفت وأنا أستمع إلى أصوات الشكوى والاستغاثة في رأسي، من الأصدقاء والمعارف عن التغيير الذي يصاحب المحبين، في رحلة قد تطول أو تتحطم عند أول صخرة صدام حقيقي بين الطرفين. فقررت استجماع شجاعتي لمواجهة بعض الأخطاء التي ترتكبها السيدات في أي علاقة، لأن الأخطاء التي يرتكبها الرجال قُتِلت بحثًا وطرحًا.

 

صديقتي العزيزة.. أنتِ رائعة، وأول مشكلة تواجهك هي استسلامك التام لمعايير الجمال والموضة، التي تتغير بمعدلات لا يقوى على مواجهتها من يملك كل الوقت والمال، فما بالك بمن يملك القليل من كليهما! النضج والقبول هما أن تقبلي مظهرك الذي خلقت به، فمن يملك أداة سحرية للجمال فوق يد الله التي أبدعت وأحسنت إليكِ ولا تقارن بمعايير جمال زائفة يُروَّج لها من المخلوقات كي يتربَّحوا المليارات من التلاعب بعقلك، فلا تخضعي لابتزاز من نوع أن خيانة شريكك أو ملله منك له علاقة بشكلك أو وزنك، فالحب لا يخضع لمعايير الجمال المادية، وإذا كان شريكك يخضع لهذه المقاييس فلا تضيعي وقتك بالرقص على الحبال طوال الوقت، فهذا النوع من الرجال لا يرضيه شيء ولا يعرف الحب على أي حال.

 

المشكلة الثانية والتي أعتبرها أكبر خدعة في تاريخ العلاقات، هي أن الرجال يتغيرون بعد الزواج، فهيا اقبلي الزواج بدنجوان أو مدمن للمخدرات، وسوف يهديه الزواج، ويا حبذا لو أهديتِه طفلاً، فهذا هو الحل السحري لهداية الزوج وإجباره على تحمُّل المسؤولية. هل تسمعين صدى هذه النصيحة في عقلك؟ هل ترين أي حالة من أصدقائك ومعارفك قد تغيرت حياتهم مع زوج خائن أو مدمن أو حتى بخيل عندما رزقوا بطفل أو عشرة؟

عزيزتي.. التغيير الذي لا ينبع من النفس لن يدوم سوى أيام أو شهور قليلة؛ لا تتزوجي على أمل التغيير، مهما كان الحب يملأ قلبك فسوف ينطفئ وتنكسر صورتك التي تعرفينها مع الوقت.

 

ثالث مشكلة هي الخوف من الانفصال، فنحن نعيش في مجتمع يرتعب من الانفصال، رغم أن كثيرًا من الأحيان يكون الانفصال علاجًا حقيقيًا للأطفال الذين يُغلَق عليهم باب مع أم وأب يكرهان بعضهما بعضًا، ويكون الكُره هو الأذى الحقيقي للطفل الذي يكبر ويرى كل العلاقات مشوهة، ويكرر أحداثها بالتفصيل في علاقاته المستقبلية.

وهذا موضوع يستحق مقالاً منفصلاً لهول الضرر الذي يقع على أطفالنا نتيجة للعيش في بيت غير سوي، مهما ظهر من مميزاته على السطح الخارجي.

 

رابع مشكلة هي التفاهم، وهي أهم عمود في قوائم الحب المعروفة، فهو يتنافس مع الاهتمام في الأولوية لبناء علاقة ناجحة. التفاهم كالماء والشمس في دورة حياة النباتات، فإذا أحبتتِ يومًا رجل لا يوجد بينكما من التفاهم ما يكفي لدرجة أنكِ بعد عام واثنين من العِشرة تستخدمين جملة “أنت لا تفهمني” بكثرة، اعلمي أن هذا مؤشر لزوال الحب مهما طال الوقت.

 

خامس مشكلة وأسمح لنفسي باعتبارها ناتجة من الوعي الجمعي لمجتمعنا، هي أنكِ تعتبرين نفسك والدته منذ اليوم الأول في العلاقة. هل تبحثين عن حبيب أم طفل؟! طفلك ستقومين بإنجابه لكن زوجك أو حبيبك هو نصفك الآخر، ولديه أم بالفعل، وإذا قبلتِ القيام بدور الأم الحبيبة فأنتِ تنتزعين منه أي فرصة لتحمل المسؤولية والنضج في علاقة يقوم بواجباته بداخلها. فلا تنسي أن الأم الشرقية تفرط في تدليل الذكور غالبًا ولا تسمح لهم بالاهتمام باحتياجاتهم الأساسية والشخصية، بأي شكل من الأشكال، اعتبارًا أن هذا ليس من مسؤولياته، رغم أن تجارب عديدة أثبتت قدرة الرجال في الاعتماد على أنفسهم عالية، وتلبية احتياجاتهم دون الاعتماد على أحد، والغربة خير دليل.

 

عزيزتي.. المرأة تملك من المشكلات في المجتمعات الشرقية ما يكفيها، فعلى الأقل لا تكوني ضلعًا بها لنفسك أو للأخريات، فثقي بقدراتك على إحداث فارق، بكونك جزءًا من الحل.

 

خمس مشكلات تقع فيها المرأة في العلاقات العاطفية

 

المقالة السابقةأحمد منيب يمدح ام العيال العشرية بالكلمات
المقالة القادمةبين الفرح والتعب والخوف.. خواطر نهاية الحمل
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا