الحب وسيرة الحب
بقلم: وفاء مرزوق
وعلى رأي “مهيب” في فيلم “حب البنات” لما قال: “إن أغلب مشاكلنا النفسية سببها الحب، يا إما مش عارف يحب اللي بيحبه، يا إما مش عارف يخلي اللي بيحبه يحبه، يا إما مش عارف يحب اللي حواليه. يا إما مش عارف يحبب اللي حواليه فيه. يا إما بيحب نفسه بزيادة. يا إما مش عارف يحب نفسه خالص.”
الحب ده طلع قصة كبيرة أوي. ومش هنخلص كلام عنه طول العمر، لأنه ببساطة هو الرابط اللي بيوصل كل علاقاتنا من أول علاقتنا بنفسنا لغاية علاقاتنا بكل اللي حوالينا وعلاقات اللي حوالينا بينا.
وأنا شخصيًا بشوف أن التشوه والنقص اللي في حياتنا بيرجع بشكل أو بآخر “للحب”. وخاصة في سنين عمرنا الأولى اللي فيها بيتشكل مفهوم الحب وشكله وطرق التعبير عنه.
ولو رجعنا لمهيب وحاولنا نفك جملته ونبص عليها من خلال حياتنا، هنلاقي إننا بنعدي بكل اللي فيها تقريبًا، أو عدينا في مرحلة من مراحل حياتنا.
أوقات مش بنكون عارفين نحب اللي بيحبنا، إما إننا بنحب حد تاني، أو بنحب اللي قدامنا ومش عارفين نوصل حبنا ده. بنحب على طريقتنا وباللي بنفهمه إحنا مش باللي يفهمه الشخص اللي معانا. وده ليه علاقة بلغات الحب المختلفة الخاصة بكل شخص واللي مش بشرط تكون واحدة بين الطرفين.
أو حالنا مختلف، ومش عارفين نحبب اللي بنحبه فينا. بنكون زي “غادة أبو حجر” مش بنعرف أو تحديدًا بنخاف نقول كلام حلو ولطيف. بنخاف نفتح لقلبنا الباب وللي قدامنا. فاللي قدامنا بيغلب معانا واحنا بنوصل رسايل عكس اللي جوانا. فمش بنعرف نتحب! مش بنعرف نسيب نفسنا تتحب.
يا إما إحنا مش عارفين نحب اللي حوالينا، نتيجة أنانيتنا وأننا مش عارفين نخرج بره نفسنا وشايفين إن المشي لنص دايرة الطرف الثاني مجهود مش قادرين عليه.
أو مش عارفين نحبب اللي حوالينا فينا، لأننا بنلف في دايرة نفسنا وبس ومش قادرين نشوف اللي حوالينا أو نقدم لهم أي حاجة. إحنا باصين في مراية واحدة بس وهي مراية “أنا”.
أو إحنا في وجهي العملة الخاصة بالصورة الذاتية: “بحب نفسي يزيادة” أو “مش بحب نفسي خالص” والاتنين بيقولوا إني مش شايفني صح وبتمرجح بين طرفي النقيض. يا عندي حاجة ناقصة وبداري عليها بحبي الزيادة لنفسي، يا برضه عندي حاجة ناقصة ومركز عليها فمش قادر أحب نفسي.
والحقيقة أحب أركز على آخر نقطة والخاصة “بالصورة الذاتية” لأنها من وجهة نظري نقطة المصالحة الحقيقة والشفاء للحب وللعلاقات.
لو عرفتني وشفت نفسي صح بشكل معتدل ولا فيه تفخيم ولا دونية وحبيت نفسي بشكل صحي وقبلتني واتعرفت على نقاط قوتي وضعفي؛ هقدر أنطلق من جوايا للي حواليا بشكل صحي وسليم وجميل في الوقت نفسه وخالي من التشوهات بشكل كبير.
محتاج برضه أشوف اللي قدامي وأتعرف عليه بعمق مش بسطحية. وأعرف لغات الحب الخاصة به، وأعمل مجهود في الحفاظ على العلاقة بالتواصل المستمر والمصارحة. وأفهم إننا بني آدم مختلفين عن بعض وصراعاتنا مختلفة وبنستمر نشتغل على نفسنا طول الوقت.
وأحب أرجع “لحب البنات” واسألنا إحنا شفنا نفسنا في مين من الشخصيات اللي في الفيلم، ندى ولا غادة ولا رقية؟
أنا شخصيًا شفتني بنسبة كبيرة في “غادة”…