الباتيتا

295

 

سيلفيا وجدي

في حديثي مع أحد خبراء التحف والأنتيكات اللي لقيت نفسي فيه بنصت بكل كياني.. معلومات وكلام لأول مرة أسمعها، وكلام أذهلني بتفاصيله. كان نفسي ساعتها أسجله، مش بس بورقه وقلم، لكن كان نفسي أسجله فيديو، لأن تعبيراته وطريقة شرحه كانت أكثر من رائعة، وكانت معبرة جدًا، حتى نبرة صوته وحركات إيديه وعينيه، وكله كان بيشرح وبيتكلم معايا، وهو حاسس أوي باللي بيقوله.
وده خلاني أكون منتبهة جدًا، ومركزة أوي.. مرة من مرات قليله بلاقي نفسي بركز بكل طاقاتي وقدراتي.

لأن الكلام كان له قيمته بالنسبالي، ولأني بشوف إن الطبيعة بكل اللي فيها تملّي بتتكلم عننا إحنا البشر وبطبيعتنا بطريقه أو بأخرى.

وأنا بسمعه طول الوقت كان فكري مشغول بمعنى اللي بيقوله وعلاقته بالإنسان وبطبيعتنا كبشر.. وبعدين لقيتني بفقد التركيز معاه.. فقررت مش هفكر وهركز وهنصت لكل كلمة، وبعد كده هكتب اللي سمعته، وساعتها أبقى أفكر وأتأمل.

بصوا…

هو خبير تحف.. يعني يقدر يقولك القطعة دي تحفة ولا زبالة رابيش أي كلام أو تقليد.

الحديث ابتدا عن لوحة زهرة الخشخاش، وبعدين دخلنا منها علي قاموس التحف (فيه قاموس خاص مدون فيه اللوحات اللي عملها الفنانين العالميين بكل تفاصيل اللوحة وبصور اللوح كمان -آسفة- مش فاكرة اسم القاموس).

ومنها دخلنا على الباتينا.

الكلمة دي تعني المادة التي تتكون فوق الخامات مع مرور الزمن، خامات زي الذهب، الفضة، البرونز، الخشب، الحديد، وخامات أخرى.

وعرفت منه إن القطع القيمة التحفة كل ما تقدم ويكون واضح عليها الباتينا قيمتها تكون غالية وقيّمة، ولأن معظم الناس جهلة زيي وميعرفوش ومبيسألوش، فتلاقيهم يهتموا دايمًا بتنظيف وإزالة الباتينا من على الخامات دي.. وبكده ببساطة بتفقد قيمتها.

المطلوب للاهتمام بيها هو أن يتم تنظيفها بكل حنية بقماشة أو قطنة أو فرشة ناعمة فقط، لإزالة الأتربة بدون تجريح في الخامة، حتى لا يتم تجريح وإزالة الباتينا.
واو!

حكالي قصة عن أسود كوبري قصر النيل، الأسود دي من البرونز، وتعتبر تحفة فنية قديمة لها قيمتها، وفي وقت تم طلاء الكوبري، وقام العمال بطلاء الأسود، ودي كانت كارثة، لأنهم كده ببساطة قضوا على الباتينا. وأيامها غطوا الأسود تمامًا حتى أنهوا مناقصة لاختيار أفضل شركة في العالم عشان تساعد مصر في إزالة الطلاء من على الأسود.

لسه استنوا.

خدوا نفس.

فيه ما هو أعجب.. دخلنا في الكلام عن الذهب والفضة والألماظ، وعرفت منه ما أذهلني جدًا.

طبعًا كلنا عارفين إن الفضة زي الذهب عيارات.. بصوا بقى.

الألماظ لما ييجوا يركبوه على فضة.. مينفعش يتحط إلا على أسوأ فضة.. تخيلوا!

ليه بقى؟

لأن أسوأ فضة بتكون ليّنة وسهلة التشكيل، وبيقدروا يعملوا بيها الأربع جوانب عشان تمسك فص الألماظ.. مينفعش خالص يحطوا الألماظ على فضة أفضل.. واو!

خلاص.

حيرانة أنا في التفكير دلوقتي عن علاقة الكلام ده بينا كبشر.. هسيبكم تفكروا معايا.

 

 

 

المقالة السابقةأن تكوني منتهية الصلاحية   
المقالة القادمة“فتاة المصنع”.. فيلم التفاصيل الصغيرة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا