بقلم/ فاطمة البرجي
كمية المشاكل التي أقرؤها وأسمعها عن الزوجة التي تشتكي أن زوجها لا يقول أبدًا كلمة طيبة، مهولة، وهي تحيل الزواج بالنسبة إليّ إلى فيلم رعب، فلا يوجد أسخف من أن تختفي العشرة الطيبة وتسود الحياة علاقة آلية خالية من أي مشاعر.
المشكلة أن الزوجة عندما تشتكي من ذلك لا تشتكي أن الزوج أحيانًا ينسى أو من قلة تلك الكلمات. إنها تشتكي بأنه لا يقول أبدًا، أرسلت زوجة مشكلتها للراحل عبد الوهاب مطاوع تشتكي أن زوجها لا يقول حتى كلمة “شكرًا” وتلك كانت البداية لمشاكل معقدة فيما بينهما، الزوج في الأسبوع الذي يليه اعترف بخطئه وما وصلت إليه العلاقة مع زوجته، لكنه أوضح أنها نتاج تربية ريفية تمنعه من قول كلمة طيبة لزوجته. ما لا أفهمه هو أي تربية تصل بالإنسان إلى هذه الدرجة من التبلد والغباء العاطفي.
لا أدري هل هو جهل من الرجل ألا يعرف حاجة زوجته إلى الكلمة الطيبة، وهي حاجة كل أنثى إلى الكلمة الطيبة منذ لحظة ميلادها حتى لحظة وفاتها وهي تحتاجها من كل من حولها في حياتها لا سيما شريك حياتها، طريقة طلب الشيء وطريقة قولها تمثل لها أهمية كبيرة، فإذا كانت أقرب الطرق إلى قلب الرجل معدته فإن أقرب الطرق إلى قلب المرأة أذنها، فأحيانًا مع الأسف تدخل هذه الكلمات إلى قلبها دون المرور على عقلها، مما يجعها عرضه للاستغلال من البعض. حاجة الزوجة للكلمة الطيبة مستمرة وهي للأسف لا يمكنها الاجترار كالجمال، لا يمكنها تخرين الفائض المهول للكلمات الطيبة التي قلتها أثناء الخطوبة واستخدامها أيام القحط الزوجي.
المشكلة أن تكرار الكلام يجلب الملل ولا يتبعه أي حماسة، لذا فلنجرب طريقة جديدة.
عزيري الرجل.. استثمر في زوجتك، الاستثمار معناه أن تعطي القليل اليوم ليجلب لك الكثير غدًا، طيب، إذا أردت أن تستمر زوجتك في الاهتمام بشكلها قل كلمة طيبة، إذا أردتها أن تطبخ لك ما تحب من أصناف الأكل قل كلمة طيبة، إذا أردت أن يزيد احتمالها لضغوط الحياة ومتطلباتك أنت وأطفالك قل كلمة طيبة. قل لها كلمة طيبة فهي تستحق.