بقلم/ سلمى شعبان
الثقة بالنفس هي أكتر حاجة في الدنيا ممكن تزيد من حلاوة وجمال أي ست في الدنيا. لو إنتي واثقة بنسبة 50% إنك حلوة، هتشوفي نفسك حلوة قد الخمسين في المية دول، وإذا واثقة من نفسك بشكل أكبر هتشوفي نفسك حلوة أكتر. كانت واحدة من صديقاتي دايمًا تقول إن الثقة في النفس بتدي بريق لأي حد، وبتخلي اللي قدامه يشوفه زي ما هو شايف نفسه بالظبط، مع الأسف. معظم الناس كده، بتاخد بالمظاهر وبتبني انطباعات كتير عن اللي قدامها من خلال رؤيتهم للشخص ده وتصرفاته الظاهرية. ورؤيتهم للشخص ده اللي من الأساس بتنعكس عليهم من رؤيته هو لنفسه في الأساس.
علماء النفس بيقولوا إن الإنسان بيعيش بتلات شخصيات، شخصيته الحقيقية، ودي اللي بيكون فيها كل السلبيات والإيجابيات اللي عند أي حد مننا، واللي بيكون عارف طبيعتها وحقيقتها الشخص نفسه.
تفاصيل التفاصيل اللي بتصنع شخصيته الحقيقية، واللي أحيانًا بيحاول يخبي جزء منها عشان يظهر بأحسن صورة، ودي الشخصية التانية، وهي الشخصية اللي الناس بتشوفها، مش دايمًا بتكون الحقيقة، مهما حاول الإنسان اللي قدامنا ده يكون صادق وحقيقي وصريح، بيفضل جزء من حقيقته ميعرفهوش حد غيره، أو ناس قليلين جدًا جدًا من اللي حواليه.
أما الشخصية التالتة بقى، فدي الشخصية اللي الإنسان بيتمنى يوصلها، يعني بمعنى آخر الشخصية المثالية، اللي بيفضل الإنسان طول عمره يحاول يكون عليها، بيكون عارف كل عيوبه ونواقصه، وإيه الحاجات اللي لو صلحها هيكون وصل للشخصية اللي يتمنى يكون عليها في الواقع، بيفضل في واقع الأمر يتمنى طول عمره يوصل للكمال زي ما هو شايفه. أنا معرفش هل بيقدر حقيقي بعض الناس يعملوا كده ويتغلبوا على النواقص اللي في شخصيتهم ولا لأ، بس أعتقد إن جمال كل إنسان بيكون في الحاجات اللي ناقصة فيه، واللي بتثبت حاجة واحدة بس، إن الكمال ده صفة غير بشرية، لازم يكون في كل حد فينا عيب وحاجة ناقصة عشان يفضل فاكر إنه محتاج لغيره، وقبل غيره محتاج لربنا عشان يلجأله ويدعيله.
نرجع تاني مرجوعنا للست.. الست مع الأسف مهما كانت جميلة، واللي حواليها شايفين وبيأكدولها هي قد إيه جميلة، مبتحسش بجمالها ولا بتزيد ثقتها في نفسها إلا لما تسمع وتشوف ده في عين الإنسان اللي هي بتحبه، سواء جوزها أو خطيبها، يعني طول ما الست مش شايفة نظرة الإعجاب دي بيكون صعب عليها جدًا تشوف نفسها حلوة، حتى لو الكل شايفها كده، ثقتها بنفسها بتتهز جدًا يوم ما تسمع كلمة مش قد كده من جوزها، حتى لو بطريق التريقة، أو الهزار والله العظيم، بترجع تفكر فيها وتقول لا أكيد ده اللي في دماغه وهو بيلمح من غير ما يجرح.
مع الأسف، الست الشرقية اتربت على إن أي كلمة تتقال ليها بتنتقد جمالها، بسبب وبدون سبب، هي انتقاص من أنوثتها وجمالها، وإن الجمال حكر على شكل بعينه ولون بعينه وتسريحة شعر بعينها. مع إنها مش الحقيقة خالص، لأن لو كلنا بنفس الشكل، هنعرف فين الجمال، ما هو إحنا كلنا شكل واحد، وإن الجمال مهما كان بسيط، نقدر نبرزه ونخليه ملفت، ومهما كان كتير بس مش واخدين بالنا منه، ممكن يكون كأنه مش موجود أصلاً.
المصيبة الكبرى بقى، إن الراجل الشرقي ترعرع ونشأ في مجتمع بيعلِّمه من صغره إن يقول عكس كل حاجة شايفها وحاسس بيها، لدرجة إن وصل لحالة من الازدواجية غريبة. يعني ممكن يحب، لكن أخته متحبش، ممكن يعرف ستات على مراته على النت، ويقول صداقة وكلام بريء، لكن لو مراته أو أخته حتى اللي مش متجوزة تعمل كده يبقى عيب وميصحش وقلة أدب. الرجل الشرقي اتربي في مجتمع بيتريق على الست ويصعب عليه يقولها كلمة حلوة مهما كان هو سعيد معاها، أحسن تتفرعن عليه وتركبه، وميعرفش يحكمها بعد كده. منطق في منتهى الغرابة الحقيقة!
في هذا المجتمع الغريب، الراجل اللي يحط صورته مع مراته ويكلمها في التليفون يطمنها عليه أو يقولها كلمة حلوة، يبقي راجل “دعيف”، قدام مراته. لازم يحسسها إنها لسة ناقصها حاجة، لو مكانش في الأكل يبقى في اهتمامها بأولادها، ولو مش في اهتمامها بيههم يبقى في البيت، ولو مش في ده ولا ده يبقى في شكلها وجسمها.
ونرجع مرجوعنا تاني للست، اللي مهما كانت بتبذل مجهود هتطلع مقصّرة، أنصحك تبصي لنفسك في المراية كل يوم وتقولي أنا حلوة، أنا شاطرة، أنا بعمل كل اللي أقدر عليه وفوقيه حبة حلوين كده، هتلاقي فعلاً إحساسك بتعبك وتقديرك لنفسك انعكس على اللي حواليكي، ولو منعكسش لا قدر الله، على الأقل هتكوني حاسة إنك مش مقصرة في حق نفسك، قبل ما تكوني مقصرة في حق أي حد.
بصي لنفسك في المراية كل يوم وقولي أنا حلوة